في خطوة هامة تهدف إلى إبراز الأهمية التي تتمتّع بها "الحناء" في الثقافة والهوية العربية والخليجية، وإدراج هذا الموروث الأصيل على قائمة التراث الثقافي غير المادي لدى منظمة "اليونسكو"، استضافت دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي اجتماع مندوبي 16 دولة عربية مشتركة في ملف ترشيح "الحناء" للتسجيل في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي. امتداداً لجهود دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي للتعريف بالتراث الوطني وصونه بالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، استضافت الدائرة اجتماع مندوبي 16 دولة عربية مشتركة في ملف ترشيح الحناء للتسجيل في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لليونسكو. وجاء هذا الاجتماع تتويجاً لعدد من اللقاءات التنسيقية السابقة تمهيداً لتقديم الملف يوم 31 مارس 2023، وترسيخاً لدور الإمارات في قيادة ملفات ترشيح العديد من عناصر التراث الثقافي غير المادي المشتركة خليجياً وعربياً ودولياً. وحول ذلك أشار "مبارك الناخي" وكيل وزارة الثقافة والشباب، إلى أن دولة الإمارات تولي اهتماماً كبيراً في إبراز مكونات الهوية العربية الأصيلة والفريدة وإظهارها للعالم وشعوبه، حيث يعد تسجيل التراث وتوثيقه من الطرق الفاعلة في تعريف العالم أجمع بعمق هويتنا ومدى تنوعها وأصالتها، فالتراث ركيزة أساسية في بناء الأمم، وتطور الحضارات واستمراريتها، وأكد على أن إدراج "الحناء" هذا الموروث الأصيل على قائمة التراث الثقافي غير المادي لدى منظّمة اليونسكو يعتبر خطوة مهمة لإبراز الأهمية التي تتمتع بها الحناء في ثقافتنا وهويتنا العربية والخليجية، والتي تتقاطع مع العديد من ثقافات العالم، فقد تنوعت استخدامات الحنّاء في مجتمعاتنا بين الطبابة والزينة، إضافة إلى أنها رمز خاص في المناسبات الاجتماعية ومظهر من مظاهر الاحتفال وأداة خاصة للتعبير عن الفرح والابتهاج. يُذكر بأن تسجيل عناصر التراث في قوائم اليونسكو يوفر نافذة للتعريف بالثقافات الإنسانية والإنجازات الحضارية التي أسهمت فيها شعوب العالم، ويساهم كذلك في دعم جسور التواصل بين الثقافات، إلى جانب توحيد الرؤى والاستراتيجيات الرامية إلى حماية مقومات التراث المشتركة واستدامتها. ويشمل التراث الثقافي غير المادي حسب تعريف اليونسكو لتقاليد أو أشكال التعبير الحية الموروثة من أسلافنا والتي ستنقل إلى أحفادنا، مثل التقاليد الشفهية، وفنون الأداء، والممارسات الاجتماعية، والطقوس، والمناسبات الاحتفالية، والمعارف والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون، أو المعارف والمهارات المرتبطة بإنتاج الصناعات الحرفية التقليدية، ويشكل التراث الثقافي غير المادي، بالرغم من طابعه الهش، عاملاً مهماً في الحفاظ على التنوع الثقافي في مواجهة العولمة المتزايدة، ففهم التراث الثقافي غير المادي للجماعات المختلفة يساعد على الحوار بين الثقافات ويشجع على الاحترام المتبادل لطريقة عيش الآخر، ولا تكمن أهمية التراث الثقافي غير المادي في مظهره الثقافي بحد ذاته وإنما في المعارف والمهارات الغنية التي تنقل عبره من جيل إلى آخر، والقيمة الاجتماعية والاقتصادية التي ينطوي عليها هذا النقل للمعارف تهم الأقليات مثلما تهم الكتل الاجتماعية الكبيرة، وتهم البلدان النامية مثلما تهم البلدان المتقدمة. ويقصد بعبارة "التراث الثقافي غير المادي" الممارسات والتصورات وأشكال التعبير والمعارف والمهارات –وما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافية- التي تعتبرها الجماعات والمجموعات، وأحياناً الأفراد، جزءاً من تراثهم الثقافي، وهذا التراث الثقافي غير المادي الذي ينتقل من جيل إلى جيل تعيد تشكيله باستمرار المجتمعات والجماعات بما يتفق مع بيئتها وتفاعلاتها مع الطبيعة وتاريخها، والذي ينمي لديها الإحساس بهويتها، وبالتالي تعزيز احترام التنوع الثقافي والإبداع البشري.
مشاركة :