صعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد ما تقول أنقرة أنه حشد عسكري يوناني متزايد على جزر بحر إيجه القريبة من الساحل التركي. وأثينا ترد على اعتراضات أنقرة، مؤكدة أن "لا أساس لها من الصحة وتتعارض مع القانون الدولي". الرئيس التركي أردوغان ورئيس الوزراء اليوناني ميتسوتاكيس في مارس 2022 ندّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاثنين (26 أيلول/سبتمبر 2022) بما وصفه بـ"الاستفزازات" من قبل اليونان في بحر إيجه، بعد انتشار عسكري يوناني على جزيرتيْن في البحر. وقال أردوغان بعد اجتماع حكومي إن تركيا "تتابع باستغراب سياسات جارتها اليونان التي تفوح منها رائحة الاستفزاز". ونددت أنقرة الأحد بنشر مدرعات أمريكية الصنع في جزيرتيْ ساموس - الأقرب إلى تركيا، على بعد 1,3 كيلومتر - و ليسبوس البعيدة 15 كيلومترًا عن السواحل التركية. وأضاف أردوغان أن "استفزازات اليونان لعبة خطرة عليها". وتابع "لن نتوانى إذا لزم الأمر في الدفاع عن حقوق ومصالح بلادنا ضد اليونان بكافة الوسائل المتاحة". واعتبر أن "لا الحشد العسكري ولا الدعم السياسي والاقتصادي كافيان لرفع اليونان إلى مستوانا لكنهما يكفيان لجرها إلى مستنقع"، وفق ما نقلت عنه وكالة الأناضول الرسمية بنسختها العربية. واستدعى وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو السفير اليوناني لدى أنقرة للتنديد بـ"انتهاكات" تطال وضع جزر بحر إيجه. وبحسب وكالة الأناضول للأنباء، طالبت الخارجية التركية أثينا "بإنهاء انتهاكاتها" في الجزر وإعادتها إلى الوضع غير العسكري. تزامنًا مع ذلك، تمّ إرسال "مذكرة احتجاج" إلى الولايات المتحدة، مطالبة "بمراعاة وضع جزر شرقي إيجة واتخاذ التدابير لعدم استخدام الأسلحة في انتهاك وضعها كجزر منزوعة السلاح". اليونان ترفض الاتهامات من جهتها، رفضت أثينا "اعتراضات أنقرة"، مؤكدة أن "لا أساس لها من الصحة وتتعارض مع القانون الدولي"، بحسب مصدر دبلوماسي يوناني. ولفت المصدر إلى أن "المندوب اليوناني شدّد على أن المواقف اليونانية تمّ تفصيلها في رسالتيْن إلى الأمين العام للأمم المتحدة" ردًا على ما قامت به تركيا، لكنه لم يوضح فحوى الرسالتين. وأضاف المصدر "اليونان ليست الدولة التي تهدد جارتها بالحرب ولم تجمع أكبر أسطول على شواطئها كما فعلت تركيا"، متهماً "أنقرة بمواصلة انتهاك سيادة اليونان مع انتهاكاتها المستمرة للأجواء وتحليقها فوق الأراضي اليونانية". وزير خارجية قبرص: نخشى من الانجرار إلى صراع بين تركيا واليونان من جانبه، قال وزير خارجية قبرص إيوانيس كاسوليدس إن بلاده تشعر بالقلق من انجرارها إلى صراع محتمل بين اليونان وتركيا، مع تصاعد الخطاب السياسي بين البلدين. وقال كاسوليدس الاثنين في مقابلة مع تليفزيون بلومبرغ "نخشى أن أي صراع في بحر إيجه سيؤثر علينا بشكل مباشر لأنه سيتم استخدامنا كأضعف نقطة في القصة بأكملها". وقال كاسولديس: "الاستماع إلى السيد اردوغان وهو يتظاهر أنه يتعرض للتهديد من اليونان، هو ما أصفه بأنه غير معقول وسخيف.. أنه هو الذي يهدد وهو الذي لديه سياسة تحريف التاريخ". وبعد تقارب بين البلدين لفترة وجيزة في آذار/مارس الماضي، تصاعد التوتر بينهما منذ عدة أشهر. وفي منتصف أيلول/سبتمبر، اتهم اردوغان اليونان بـ"احتلال" جزر بحر إيجه التي عادت إلى اليونان بعد سقوط الدولة العثمانية والتي لا يمكن للجنود اليونانيين التمركز فيها. وحذر من أن الجيش التركي قد "يصل بين ليلة وضحاها" و"يفعل ما هو ضروري" لفرض هذا الوضع. بالمقابل، أكّد رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس أن بلاده "مستعدة لمواجهة" أي تهديد لسيادتها. ز.أ.ب/ع.ب.ج (د ب أ، أ ف ب)
مشاركة :