يستعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لضم نحو 15 في المائة من الأراضي الأوكرانية رسميا بعد إجراء استفتاءات في مناطق تسيطر عليها القوات الروسية أو انفصاليون مدعومون من روسيا بشأن الانضمام إلى روسيا. وبحسب "رويترز"، لا يمكن للغرب ولا أوكرانيا منع بوتين من المطالبة بالمناطق، رغم أن الولايات المتحدة وحلفاءها يقولون إنهم يرغبون في أن تتغلب أوكرانيا على روسيا في ساحة المعركة وإنهم سيساعدونها على تحقيق ذلك من خلال توفير الأسلحة، لكن دون مشاركة قوات حلف الأطلسي. وقال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة مستعدة لتكبيد روسيا خسائر اقتصادية إضافية بالتعاون مع حلفاء أمريكا إذا مضت موسكو قدما في ضم أجزاء من الأراضي الأوكرانية. ومع ذلك فإنه بعد فرض عقوبات صارمة على روسيا، لم يتبق كثير من العقوبات الاقتصادية ما لم تتمكن الولايات المتحدة من حمل الصين والهند على الموافقة على وضع حد أقصى لأسعار الطاقة الروسية بشكل ما. ومن الممكن أن يرسل الغرب أسلحة أكثر تطورا إلى أوكرانيا. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن أوكرانيا تلقت من الولايات المتحدة أنظمة دفاع جوي متطورة تعرف باسم "النظام الوطني المتقدم للصواريخ سطح-جو". وحذر زيلينسكي مرارا من أن "الاستفتاءات الزائفة" بشأن ضم روسيا للمناطق من شأنها القضاء على أي فرصة لإجراء محادثات سلام. ودعا ميخايلو بودولاك، أحد كبار مسؤولي إدارة زيلينسكي إلى مواجهة أي استفتاءات بزيادة في العقوبات الاقتصادية الدولية على روسيا وزيادة إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا، بما في ذلك نظام الصواريخ التكتيكية للجيش، وهو صاروخ موجه يبلغ مداه 300 كيلومتر. وتخطط روسيا لضم مناطق تمثل نحو 15 في المائة من أوكرانيا، تسيطر عليها قواتها وكذلك مناطق لا تسيطر عليها قواتها تمثل نحو 3 في المائة من أوكرانيا تشمل الخطوط الأمامية التي لا يزال جنود أوكرانيا يقاتلون فيها، مثل منطقة دونيتسك. وتشمل المناطق جزءا كبيرا من شرق أوكرانيا، وهي منطقة تعرف باسم دونباس حيث تعيش تجمعات كبيرة من السكان من أصل روسي والأوكرانيين الناطقين بالروسية. وتتكون دونباس الآن من جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين اللتين اعترف بهما بوتين دولتين مستقلتين قبل الغزو في 24 فبراير. ويمر خط المواجهة عبر دونيتسك. وأجريت استفتاءات عام 2014 في المنطقتين بشأن الانفصال عن أوكرانيا. وبشكل إجمالي، ستضم روسيا ما لا يقل عن 90 ألف كيلومتر مربع من الأراضي الأوكرانية. روسيا، التي اعترفت بحدود أوكرانيا ما بعد الاتحاد السوفياتي في مذكرة بودابست لعام 1994، ضمت شبه جزيرة القرم في عام 2014. وبإضافة الأراضي الواقعة في المناطق الأربع إلى جانب شبه جزيرة القرم، ستكون روسيا قد ضمت ما لا يقل عن خمس الأراضي الأوكرانية. سريعا. بعد الاستفتاءات، يمكن لقادة المناطق المدعومين من روسيا أن يطلبوا الانضمام إلى روسيا. وقد يوافق بوتين سريعا على ذلك ويتم إقرار تشريع بهذا الشأن في موسكو على نحو السرعة أيضا. وبعد أن سيطرت القوات الروسية في 27 فبراير 2014 على شبه جزيرة القرم تم إجراء استفتاء على الانضمام إلى روسيا في 16 مارس. وشبه جزيرة القرم تقطنها أغلبية من أصل روسي وكانت قد انتقلت إلى أوكرانيا في العهد السوفياتي. وأحجم الكرملين أمس عن نفي أن روسيا ربما تغلق حدودها لمنع نزوح رجال في سن التجنيد بعد أن أعلن الرئيس فلاديمير بوتين تعبئة جزئية في محاولة لاستعادة السيطرة على الحرب في أوكرانيا. وأكد ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين أن روسيا تجري اتصالات "متقطعة" مع الولايات المتحدة بشأن القضايا النووية، بعد يوم من تحذير واشنطن من "عواقب كارثية" إذا استخدمت موسكو أسلحة نووية لحماية المناطق الأوكرانية التي تستعد لضمها على ما يبدو. وردا على سؤال عن احتمال إغلاق الحدود، قال بيسكوف للصحافيين "لا أعرف أي شيء عن هذا. في الوقت الحالي، لم تتخذ أي قرارات في هذا الصدد". ووثقت تقارير متعددة تلقي من لم تسبق لهم الخدمة في الجيش أوامر استدعاء خلافا لتعهد وزير الدفاع سيرجي شويجو بأن أولئك الذين لديهم مهارات عسكرية خاصة أو خبرة قتالية فقط سيستدعون، الأمر الذي دفع شخصيات موالية للكرملين للتعبير علنا عن قلقها. وأقر بيسكوف بأن بعض أوامر الاستدعاء صدرت عن طريق الخطأ، قائلا إن حكام المناطق ووزارة الدفاع يصححون الأخطاء.
مشاركة :