النجاح غالباً ما يولد الأعداء، ويصنع الحساد والحاقدين، أصحاب الهمم الهشة الرقيقة الواهنة، ومن لا يستطيع اللحاق بك لا يملك سوى طعنك من الخلف، لكن الناجح هو الذي يؤمن بالمقولة الشهيرة (إذا جاءتك ضربة من الخلف، فأعلم تماماً أنك في المقدمة)، ولا أعتقد أن هناك شيئاً يؤلم الفاشلين ويغيظهم ويزيدهم حنقاً وحسداً وغيرة أكثر من استمرار الناجح في نجاحه، والمتفوق في تفوقه، والمتميز في تميزه، وصاحب المجد في مجده. إن الفاشلين لا يرضون بنجاح الناجحين، ولا تهنأ لهم عيشة، ولا يغفو لهم جفن، ولا يهدأ لهم بال، وهم يرون الناجح يسير بخطى واثقة نحو النجاح والتميز والتفرد، بل يمقتونه ويحاولون رميه بالتهم الكثيفة والبهت وتلفيق الروايات الكاذبة وترويج الشائعات غير الصحيحة ونقل صورة مشوهة عنه وغيرها الكثير من السلوكيات القاصرة المشينة. إن الناجح يعرف تماماً بأن هذه التصرفات والسلوكيات ما كانت لتصدر إلا من نفوس مريضة تنهش قلوبهم نار الحسد والأنانية والغيرة، لكن الشخص الناجح هو الذي لا يعبأ بتصرفات وسلوكيات كهذه، بل يتجاهل كل من يحاول إحباطه وعثره، ويدرك بأنه أكبر من أن يشغل بالهم بهم. إن الفاشل دائماً يقبع في الخلف، بينما الناجح يجلس في أول المنصة والمقدمة، إن الضربات المتتالية من الفاشل لا تضعف الناجح بل تزيده صلابة ومنعة وتقدمًا وعلوًا. إن وراء كل إنسان ناجح عدو فاشل، وأفضل طريقة لهدم هذا الفاشل وإغاظته هو مواصلة النجاح والتميز دون الالتفات له حتى ولو بنصف عين وربع نظرة. إن القبيح يرى في الجمال تحدياً له، والغبي يرى في الذكاء عدواً لدوداً له، وهكذا الفاشل يرى في الناجح تهديداً لشخصيته السقيمة الواهنة. إن على الناجح الحصيف أن يواصل طريق النجاح بكل هدوء وسكينة، وأن لا يضيِّع وقته وجهده في مواجهته هؤلاء الفاشلين نظراً لوجود عدالة إلهية كفيلة بكيدهم ولجمهم. إن وجود الأعداء الفاشلين في طريق الناجحين يدل دلالة واضحة على أن الناجح متفوق بدرجات عالية لا يرقى لها الفاشل وإن حاول مليون مرة، لذا على الناجح أن لا يخشى كوكبة الفاشلين، وأن يحمد الله كثيرًا على أن ميزه عنهم وارتقى به من دونهم.
مشاركة :