تحت شعار «المصير الواحد والتاريخ المشترك»، ترتبط الرياضة الإماراتية والعُمانية، بروابط تاريخية طويلة المدى، منذ تأسيس الدولتين، وهي العلاقات التي تضرب بجذورها في عمق التاريخ، لتكتب مشهداً متميزاً من العلاقات الأخوية بين البلدين على المستوى الرياضي، وتمثل الرياضة وسيلة لتجسيد أواصر هذه العلاقات التي ترفع شعار «الجسد الواحد»، وتتطور بشكل مستمر بفضل الدعم والمساندة من القيادة الرشيدة في البلدين، والمضي قدماً نحو مستقبل مشرق من التعاون والعلاقات الممتدة لتجسد المحبة بين الشعبين. وشهد التاريخ الرياضي، في أكثر من محطة، تعزيز التعاون المشترك بين العديد من الاتحادات الرياضية في البلدين، على كافة الأصعدة الفنية والإدارية، وإقامة المعسكرات الخاصة بالمنتخبات الوطنية، وخوض المباريات الودية الرياضية بين مختلف الأندية، وغيرها من الأمور التي تصب في مصلحة الرياضة في البلدين الشقيقين. لعل من بين أهم المحطات التي شهدتها العلاقات الرياضية بين الإمارات وسلطنة عُمان، كانت عام 2018، خلال إقامة نهائيات كأس الخليج العربي لكرة القدم «خليجي 23» في الكويت، وبعد تأهل منتخبي الإمارات وعُمان إلى المباراة النهائية، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، «رعاه الله»، هاشتاق «الإمارات عُمان الفوز واحد» عبر حسابه الشخصي في «تويتر»، بمناسبة إقامة المباراة النهائية التي جمعت بين منتخبي البلدين، وهو ما أوجد تفاعلاً واسعاً غير مسبوق، ووضع منظمو كأس الخليج «خليجي 23» في الكويت كلمات «الهاشتاق» على الساعة الإلكترونية لاستاد جابر الدولي. وحفلت العلاقات الإماراتية العُمانية عبر تاريخها، بالعديد من المظاهر الاحتفالية، التي تعكس عمق العلاقات بين البلدين، وكان من أبرزها مسيرة الحب والمودة التي قام بها نحو 15 دراجاً من الإمارات، في نوفمبر 2021، عابرين بدراجاتهم الحدود، ليلتقوا بدراجين عُمانيين، اشتركوا جميعاً في الهواية نفسها، وعبروا من خلالها على عمق المحبة بين الشعبين، في رسالة تنثر الوحدة والإخاء، احتفالاً بالعيد الوطني لسلطنة عُمان.وتزهو الرياضة العُمانية ببريق الإنجازات التي اعتاد أبناء السلطنة أن يحققوها في كل المحافل الخارجية، سواء الدولية أو القارية، وأيضاً على المستويات العربية والخليجية، بفضل الدعم الكبير من القيادة الرشيدة الذي يقود مسيرة النهضة في كل المجالات، كما أن الرياضة في السلطنة لها وضعية خاصة، في ظل الاهتمام الجماهيري بها، ليس فقط على مستوى «الساحرة المستديرة» كرة القدم، التي حقق فيها أبناء السلطنة الكثير من الإنجازات، بل في كل الألعاب الجماعية والفردية.في الوقت نفسه تخُصص الدولة نسبة عالية من إيراداتها لدعم الاتحادات والأندية لتنفيذ برامجها السنوية، وتنظيم مختلف المسابقات والألعاب، بجانب الصرف على صيانة البنية الأساسية، لضمان استمرار التطور والذهاب نحو المستقبل بخطوات واثقة وثابتة، قادرة أن تبلغ الغايات الكبيرة وتحقق الإنجازات ذات القيمة. وعلى مدار أكثر من 51 عاماً، كتبت الرياضة العُمانية تاريخاً طويلاً، مرصعاً بالميداليات الذهبية والفضية والبرونزية، ومزيناً بالكؤوس في كل الألعاب، ويتصدر منتخب كرة القدم، بل كل المنتخبات في المراحل السنية والأندية المشهد، بوصف أن كرة القدم هي «الساحرة» التي تأسر القلوب وتنتزع الآهات في المدرجات. وتتمتع سلطنة عُمان بمنشآت رياضية متميزة وبنية عالية الجودة، فتحت لها الباب لاستضافة أحداث رياضية كبيرة عالمية وقارية. ويعتبر مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر من أكبر المجمعات الرياضية في السلطنة، وقد نال ميدالية «اليونسكو» عام 1995، كأفضل مؤسسة شبابية تقدم خدمات رياضية وتربوية متميزة للشباب. ويعد مجمع الرستاق الرياضي، من أحدث المشاريع العملاقة، ويعتبر صرحاً رياضياً مهماً لمستقبل الرياضة في السلطنة بشكل عام، ومحافظة جنوب الباطنة بشكل خاص. وحقق أبطال الأولمبياد الخاص العُماني 49 ميدالية متنوعة في 14 مسابقة، خلال منافسات دورة الألعاب للأولمبياد الخاص التي أقيمت في أبوظبي خلال مارس 2019، كما تُوج المنتخب العُماني لكرة القدم للأولمبياد الخاص بطلاً للدورة ذاتها.معسكر «ودي» يعسكر المنتخب الأولمبي العُماني حالياً في دبي، لخوض مباراتين وديتين مع منتخب الإمارات الأولمبي لكرة القدم، على استاد آل مكتوم بنادي النصر، استعداداً للاستحقاقات المقبلة، ويأتي المعسكر ضمن الاتفاقيات بين الاتحادين الإماراتي والعُماني لكرة القدم. الفريق العربي الأول فاز منتخب عُمان بجائزة الفريق العربي الأول، ضمن جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي، بعدما تُوج بكأس الخليج العربي التاسعة عشرة، والتي أقيمت بالسلطنة 2009، وذلك بعد تغلبه على المنتخب السعودي بضربات الجزاء الترجيحية، كما حصل على لقب الوصيف لدورتين متتاليتين «خليجي 17» و«خليجي 18» بأبوظبي. استراتيجية الموهوبين رسم الاتحاد العُماني للرياضة المدرسية، استراتيجيته للفترة المقبلة 2022-2027، وتهدف الاستراتيجية إلى إيجاد منظومة متكاملة ومتسقة للرياضة المدرسية، ونظام مؤسس لاكتشاف الموهوبين رياضياً ورعايتهم، وكوادر تربوية رياضية ذات كفاءة عالية، واتحاد متمكن إدارياً ومالياً وفنياً ومنظومة متقدمة للاتصال والتسويق الرياضي. أحداث عالمية صوب السلطنة أصبحت سلطنة عُمان وجهة لكل الأحداث الدولية والقارية والعربية والخليجية، لما تتمتع به من منشآت رياضية وبنية تحتية متميزة، بالإضافة إلى طبيعة السلطنة التي تجتذب عدداً كبيراً من الرياضات، منها الجبلية وسباقات السيارات والدراجات النارية والهوائية، حيث تستضيف بطولة العالم لقوارب آر.أس فنتشر 2022، وهي المرة الأولى التي تُقام فيها بطولة إبحار شراعي دولية مخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة، بمشاركة 36 فريقاً من 15 دولة من 22 إلى 27 نوفمبر المقبل، كما تستضيف الشهر المقبل إحدى جولات البطولة العالمية للكرة الطائرة الشاطئية فيوتش للرجال والتي ينظمها الاتحاد الدولي للكرة الطائرة. كما تستضيف بطولة آسيا للهواة للشطرنج بمشاركة 167 لاعباً ولاعبة يمثلون 21 دولة، من بينهم الإمارات من 29 سبتمبر الجاري إلى 6 من أكتوبر المقبل. واستضافت السلطنة عدداً كبيراً من البطولات الدولية والقارية والعربية والخليجية، في مختلف الألعاب، منها بطولة العالم للمشي بتنظيم من الاتحاد الدولي لألعاب القوى، بالتعاون مع الاتحاد العُماني لألعاب القوى، في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض بمدينة العرفان، بجانب استضافة البطولة العربية لكرة الطائرة الشاطئية 2017، على الملاعب الرملية بشاطئ القرم، والبطولة العربية لكرة الطاولة للمنتخبات، والبطولة الآسيوية السادسة عشرة للشباب لكرة اليد «التصفيات المؤهلة لكأس العالم بإسبانيا 2019» على الصالة الرياضية بمجمع السعادة الرياضي، وغيرها من البطولات الرياضية الكبرى، بجانب استضافة الدورة الرابعة لرياضة المرأة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والتصفيات الآسيوية الخامسة لكرة اليد الشاطئية والمؤهلة لكأس العالم.
مشاركة :