يوم حاسم في مسار الحرب في أوكرانيا، فالثلاثاء يصادف اليوم الأخير لاستفتاء دعت إليه روسيا لضم أربع مناطق تسيطر عليها كليّاً أو جزئيّاً في بلادٍ غزتها، مثيرة غضب الدول الغربية التي وعدت بردٍّ قوي في حال ضمها. رافق الاستفتاءات الروسية قتال عنيف في مناطق مختلفة من أوكرانيا منذ الجمعة الماضية، تجرى استفتاءات في منطقتي دونيتسك ولوهانسك الانفصاليتين في شرق أوكرانيا ومنطقتي خيرسون وزابوريجيا في الشرق الخاضعتين للاحتلال الروسي ، وذلك لضم هذه المناطق رسميا وسط تنديد أوكرانيا وحلفاؤها باستفتاءات "زائفة". من جهتها، تعهدت دول مجموعة السبع بـ"عدم الاعتراف مطلقاً" بنتائج هذه الانتخابات، كما تعهدت واشنطن، بردٍّ "سريع وقاس" من خلال فرض عقوبات اقتصادية إضافية في حال ضمّ هذه المناطق على غرار ما حصل مع شبه جزيرة القرم في آذار/مارس 2014. أما الصين شريكة موسكو الكبرى فقد دعت إلى احترام "وحدة أراضي كل الدول" من دون أن تندد بهذه الاستفتاءات. إلا أن هذه الانتقادات والتهديدات لم تردع موسكو التي نظمت على عجل الأسبوع الماضي هذه الاستفتاءات ردّاً على المكاسب العسكرية الأوكرانية بما في ذلك استعادة الجزء الأكبر من منطقة خاركيف في شمال شرق البلاد، وفتحت مئات مراكز اقتراع في المناطق الأربع وفي روسيا لكي يصوّت النازحون. وأكدت السلطات الروسية أن "نتائج مؤقتة" ستعلن مساء الثلاثاء (27 سبتمبر/ أيلول 2022)، ومن المنتظر أن يلي ذلك تصويت البرلمان الروسي على قانون يشرّع ضمّ المناطق الأربع. قتال عنيف إلى ذلك، رافق قتال عنيف هذه الاستفتاءات في مناطق مختلفة من أوكرانيا ، اشتدت حدته الثلاثاء. فيما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن منطقة دونيتسك في الشرق لا تزال تمثل أولوية استراتيجية قصوى لبلاده، ولروسيا أيضا، وسط محاولات للقوات الروسية التقدم جنوباً وغرباً. ووقعت اشتباكات أيضا في منطقة خاركيف في الشمال الشرقي، محور هجوم أوكرانيا المضاد هذا الشهر. وواصلت القوات الأوكرانية حملة لإخراج أربعة جسور ومعابر نهرية أخرى من الخدمة بهدف تعطيل خطوط الإمداد للقوات الروسية في الجنوب. وفقاً معلومات غير موثقة، قالت القيادة الجنوبية للقوات المسلحة الأوكرانية الثلاثاء إن هجومها المضاد في خيرسون "كبّد العدو خسائر بلغت 77 جنديا وست دبابات وخمسة مدافع هاوتزر وثلاثة أنظمة مضادة للطائرات و14 عربة مدرعة". موازاة لذلك تواصل موسكو تعبئة جزئية لجنود الاحتياط من أجل تجنيد نحو 300 ألف عسكري لتعزيز صفوفها. وعلى الأرض تكثفت الهجمات الروسية بمسيّرات إيرانية في الأيام الأخيرة ولا سيما فوق أوديسا التي تضم مرفأ كبيراً على البحر الأسود حيث ضربت طائرتان "انتحاريتان" منشآت عسكرية الاثنين ما تسبب بحريق كبير وانفجار ذخائر وفقاً لما أعلنت عنه القيادة العسكرية الأوكرانية. مساعدات أمريكية إضافية وفي ذات السياق، أشارت تقارير إعلامية متطابقة إلى أن الكونغرس الأمريكي يتجه نحو المصادقة على إمداد كييف بمساعدات عسكرية واقتصادية جديدة استجابة لطلب تقدمت به إدارة الرئيس جو بايدن. وتحدثت التقارير عن تمويل بقيمة 4.5 مليار دولار لتوفير قدرات دفاعية وعتاد لأوكرانيا، بالإضافة إلى 2.7 مليار دولار لمواصلة الدعم العسكري والاستخباراتي وغيره من أشكال الدعم الدفاعي. كما سيشمل 4.5 مليار دولار لمواصلة تقديم دعم مباشر لميزانية حكومة كييف خلال الربع القادم. وكان بايدن قد طلب هذا الشهر من الكونغرس تقديم مساعدات عسكرية واقتصادية طارئة جديدة لأوكرانيا بمجموع 11.7 مليار دولار ضمن مشروع قانون الإنفاق المؤقت. و.ب/خ.س (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
مشاركة :