اليابان تحيي ذكرى رئيس الوزراء السابق شينزو آبي الذي قتل بالرصاص في جنازة وطنية أثارت انقساما في البلد بين آلاف المواطنين الذين تهافتوا لوداعه وآخرين تظاهروا احتجاجا على مراسم كلّفت نحو 12 مليون دولار. حضور دولي ووطني لافت للمشاركة في جنازة رئيس الوزراء المقتول شينزو آبي. وسط حضور دولي ووطني لافت، أحيت اليابان جنازة رئيس الوزراء السابق شينزو آبي الذي قتل في هجوم بالرصاص. و حملت أرملة الفقيد أكي آبي رماد زوجها إلى مركز "نيبون بودوكان" حيث كان في استقباله رئيس الوزراء فوميو كيشيدا. ولم يحضر إمبراطور اليابان ناروهيتو وزوجته ماساكو لكونهما رمزاً وطنياً محايداً سياسياً، غير أن أفراداً آخرين من العائلة الإمبراطورية شاركوا. ومن الضيوف الأجانب المشاركين نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ونظيره الأسترالي أنتوني ألبانيزي ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، فيما مثل الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي بلاده. أما الصين التي تقيم علاقات فاترة مع اليابان، فلم ترسل مسؤولا حكوميا بل أوفدت ممثلا عنها. كما تقاطر آلاف اليابانيين منذ صباح الثلاثاء (27 سبتمبر/ أيلول 2022)، إلى مركز بودوكان الذي تقام فيه مباريات في الفنون القتالية وحفلات موسيقية وحفلات رسمية في قلب العاصمة، لوضع باقات من الزهر وتكريم ذكرى آبي أمام صورة معروضة في خيمة أقيمت لهذه المناسبة. تكلفة بنحو 12 مليون دولار وأثار قرار كيشيدا السريع والأحادي بتنظيم جنازة وطنية احتجاجات المعارضة التي تعتبر أنه كان ينبغي بحث المسألة في البرلمان والمصادقة عليها. وقاطعت عدة أحزاب معارضة المراسم. وهذا النوع من التكريم للمسؤولين السياسيين نادر في اليابان خلال فترة ما بعد الحرب، وتعود السابقة الوحيدة إلى العام 1967. وما عزز هذا الاستياء الكلفة الضخمة لمراسم الجنازة والمقدرة بما يوازي 12 مليون يورو، ولا سيما مع التدابير الأمنية المشددة التي اتخذتها الحكومة بعدما واجهته من انتقادات عند اغتيال آبي بسبب الثغرات في جهاز حمايته، فعمدت إلى نشر عشرة ألاف شرطي لمواكبة الجنازة. وجرت في الأسابيع الأخيرة تظاهرات سلمية احتجاجا على المراسم جمعت أحيانا آلاف الأشخاص وأقيم تجمع جديد الثلاثاء أمام البرلمان. كذلك حاول رجل إحراق نفسه قرب مكاتب رئيس الوزراء الأسبوع الماضي احتجاجا على الجنازة الوطنية، وفق ما ذكرت وسائل الإعلام المحلية. وكشفت استطلاعات الرأي الأخيرة أن حوالي 60% من اليابانيين يعارضون هذه المراسم الوطنية التي حضرها حوالى 4300 شخص بينهم 700 مسؤول أجنبي مراسم الجنازة غير الدينية التي تستمر نحو ساعة ونصف الساعة. اشتهر الراحل شينزو آبي بفضل سياسة الإنعاش الاقتصادي التي اتبعها وعرفت باسمه "أبينوميكس". شخصية مثيرة للجدل وكان آبي قد تولى رئاسة الحكومة لفترة قياسية تخطت ثماني سنوات ونصف السنة على فترتين في 2006-2007 وبين 2012 و2020. وكان السياسي الياباني الأكثر شهرة في بلاده والخارج بفعل نشاطه الدبلوماسي المكثف وبفضل سياسة الإنعاش الاقتصادي التي اتبعها وعرفت باسمه "أبينوميكس". واثار اغتياله بالرصاص وسط تجمع انتخابي في الثامن من تموز/يوليو الماضي في سن الـ67 عاما صدمة في اليابان والعالم بأسره. غير أن آبي كان يواجه عداء كبيرا أيضا بسبب وجهات نظره الشديدة الليبرالية والقومية، وعزمه على مراجعة الدستور الياباني السلمي وارتباطه بالعديد من الفضائح السياسية المالية. و ساهم دافع قاتله الذي كان يعتقد أنه على ارتباط بكنيسة التوحيد المعروفة بـ"طائفة مون" والمتهمة بممارسة ضغوط مالية قوية على أعضائها، في تراجع صورة رئيس الوزراء السابق أكثر بنظر منتقديه. وتتوارد المعلومات منذ مقتله كاشفة عن حجم الروابط بين هذه الطائفة وبرلمانيين يابانيين وخصوصا من الحزب الليبرالي الديموقراطي (يمين حاكم) الذي كان يتزعمه آبي في الماضي ويترأسه اليوم كيشيدا، وسط تراجع شعبية رئيس الوزراء الحالي منذ الصيف. و.ب/خ.س (أ ف ب، د ب أ)
مشاركة :