غزة..التبرع بالقرنيّات يُعيد الأمل لفاقدي البصر

  • 9/27/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

غزة/ نور أبو عيشة/ الأناضول أعادت قرنيّتا الفلسطيني المُتوفَى حديثا، وسيم عزّام، من قطاع غزة، الأمل بحياة أفضل، لفلسطينِيَين آخرَين كانا يُعانيان من مشاكل صحية، أفقدتهم القدرة على النظر. ولا تعد عمليات التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، شائعة في قطاع غزة، حيث تعتبر هذه الحالة، بحسب وزارة الصحة، الأولى منذ عام 2013. وكانت وزارة الصحة، قد أطلقت في 23 أغسطس/ آب الماضي، برنامجا لزراعة القرنيات، داعية إلى نشر ثقافة التبرع بالأعضاء وخاصة القرنيات بعد الوفاة. وبحسب الوزارة، فإنها تقوم بتحويل أكثر من 250 حالة سنويا، لزراعة القرنيات في الخارج. **مشاعر مختلطة تنظر عِطاف عزّام، والدة المُتوفَى "وسيم عزّام"، إلى الشاب علاء ريحان (22 عاما)، الذي خضع مؤخرا لعملية ناجحة لزراعة القرنية في مستشفى العيون بمدينة غزة (حكومي)، بمشاعر مختلطة بين الحزن والفرح. وتقول لوكالة الأناضول: "لو كان وسيم بيننا لوافق على هذا القرار بشكل مسبق، فهو من الأشخاص المحبين لفعل الخير". وتردف بصوت حزين: "أنا سامحت في عينَي ابني، رغم أنهما غاليتان جدا لدي". ورغم الألم الذي يعتصر قلبها حزنا على فراق نجلها، إلا أنها شعرت بنوع من الراحة بعد أن عاد النظر لعينّي شابين آخرين، جراء التبرع بقرنيتَيه. وتوفي "وسيم عزّام"، يوم الجمعة الماضي، متأثرا بإصابته في حادث عرضي، خلال سباحته في بحر غزة. وفي ختام حديثها، دعت المواطنين الفلسطينيين إلى التبرع بقرنيات عيونهم بعد الوفاة، لإعادة الأمل بمستقبل أفضل للأشخاص المرضى. بدوره، يقول الشاب "ريحان"، وهو من سكان بلدة جباليا شمالي قطاع غزة، إنه عانى على مدار 16 عاما من مرض مزمن في العيون أفقده النظر. ويضيف أن فقدانه للنظر "حال دون ممارسة تفاصيل حياته بشكل طبيعي، وأوقف مسيرته التعليمية منذ أن كان بعمر الـ13 عاما". ويوضّح أن الحصار الإسرائيلي الممتد لنحو 16 عاما على قطاع غزة، حال دون وصوله إلى الضفة الغربية، لإجراء زراعة قرنية. كما أشار إلى "حصوله على تحويلة طبية لإجراء هذه العملية في مصر، بداية العام الجاري"، إلا أنه "اصطدم آنذاك بالظروف الاقتصادية الصعبة لعائلته". ويلفت إلى أن "إجراء هذه العملية في قطاع غزة، شكّل أملا جديدا لمرضى العيون الذين يعانون من صعوبة مغادرة القطاع". وأضاف: "أدعو للشاب وسيم عزاّم (المتوفَى) بالرحمة وأسأل الله أن يكتب له الحسنات". بدورها، قالت ليلي ريحان، والدة علاء، إن "العائلة استقبلت خبر زراعة قرنية لنجلها في غزة بفرحة كبيرة". وأضافت لوكالة الأناضول: "واجه علاء معاناة كبيرة منذ صغره بسبب المرض الذي تعرّض له، ومنعه من مواصلة حياته العلمية والعملية والاجتماعية بشكلها الطبيعي". ومن جانب آخر، تشعر سماح حمدان، والدة الشاب محمد (19 عاما)، المستفيد الثاني من قرنية "عزّام"، بالفرح بعد أن استعاد نجلها نظره في عينه اليسرى. وتقول لوكالة الأناضول: "إن محمد أجرى العام الماضي عملية لزراعة حلقات في عينه اليُمنى التي كانت تعاني من مشاكل صحية هي الأخرى". وتضيف أن "نجاح نقل قرنية عين شخص متوفَى، لعلاج الأشخاص المرضى بغزة، يُحيي النور في قلوبهم وقلوب عائلاتهم". **استجابة سريعة من جانبه، يقول ماجد حمادة، مدير مستشفى العيون، إن عملية التبرع بالقرنية من عائلة الشاب المتوفى "عزام"، هي حالة لم تحدث منذ عام 2013. ويضيف في حديثه لوكالة الأناضول: "كان هذا التبرع استجابة سريعة للحملة التي أطلقتها وزارة الصحة الشهر الماضي". واستكمل قائلا: "الشعب الفلسطيني قادر على العطاء رغم كل الظروف، ودائما ما يستجيب لمبادرات الخير خاصة إذا لم تخالف الشريعة والقانون". وذكر أن زراعة القرنيات في غزة، كانت تعتمد على استيرادها من دول مثل كندا والولايات المتحدة الأمريكية، بتكلفة عالية. ويضيف: "في بعض الأوقات تصل القرنيات إلى القطاع في وقت متأخر، ولا تكون بالحيوية التي هي عليها حينما يتم نقلها فورا من متوفَى، فيما تتعرض أحيانا لتلف جزئي بسبب ظروف النقل". وأشار إلى أن المستشفى تلّقى اتصالا "بوجود متبرع جديد بقرنيّتيه، توفي يوم الإثنين الماضي". ودعا المواطنين إلى الاستجابة لهذه الحملة من أجل "مد المرضى بالأمل بحياة جديدة". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :