رأت صحيفة "ذي هيل" الأمريكية أن فوز اليمين المتشدد بالانتخابات الإيطالية لا يمثل عودة البلاد لتاريخها الفاشي. وبحسب مقال لـ "جان سوروتشاك"، في الواقع، يمثل الائتلاف الحاكم الجديد في ظل حزب "إخوة إيطاليا"، بزعامة جيورجيا ميلوني تحولًا بعيدًا عن الاضطرابات الشعبوية التي اجتاحت البلاد على مدار السنوات العديدة الماضية، وعوة إلى التيار المحافظ السائد في العقود القليلة الماضية.أخبار متعلقة«آسيا تايمز»: سياسات بايدن الخارجية لا ترضي الأمريكيينما قمة مجموعة العشرين ولماذا يجتمع أعضاؤها كل عام؟نهاية أحدث تفشٍّ لـ «إيبولا» شرق الكونغو الديمقراطية.. ما قصته؟توافق مع اليمين الكلاسيكيوأضاف: حكومات يمين الوسط ليست جديدة في الديمقراطية الإيطالية.وأشار إلى أن التجسيد الأحدث لليمين في عهد ميلوني لن يكون أكثر تطرفًا من حكومات سيلفيو برلسكوني، التي لم تُثر العويل على انهيار الديمقراطية الذي نسمعه اليوم.ونبه إلى أن حزب "إخوة إيطاليا" لا يمثل فاشية جديدة، ولكنه حزب محافظ.وتابع: يتماشى هذا التحالف اليميني الجديد مع اليمين الأوروبي الكلاسيكي، ومع السياسات الاقتصادية السائدة، وبرنامج القانون والنظام، والنظرة الكاثوليكية الأكثر تحفظًا بشأن القضايا الاجتماعية.رفض الشعبويةوأردف: في الواقع، مع هذه الانتخابات، رفضت إيطاليا التهديد الرهيب المتمثل في "الشعبوية".ومضى يقول: في عام 2018، تحول الناخبون الإيطاليون إلى حزبين من الواضح أنهما شعبويان في النظرة والأسلوب والسياسات، هما حزب "الخمس نجوم"، وحزب "الرابطة".ولفت إلى أن الحكومة الشعبوية التي شكَّلها الحزبان اتبعت سلسلة من السياسات المتهورة، بما في ذلك الاشتراك في مبادرة الحزام والطريق الصينية، والتي تعهدت ميلوني بالانسحاب منها بحكمة.وأردف: على النقيض من ذلك؛ فإن أجندة ميلوني هي حكومة أكثر وسطية ومتجذرة بعمق في المؤسسة.تقارب عبر الأطلسيوأشار إلى أنه رغم التقارير التي تشير إلى عكس ذلك، فإن التغيير "اليميني" الراديكالي ليس على جدول الأعمال.واستطرد: من المرجح أن يجري الإعلان عن الحكومة في نوفمبر، لكن من المتوقع ألا يقال وزير الاقتصاد في محاولة للحفاظ على استقرار الأسواق المالية في وقت الاضطرابات، وكعلامة على الاستمرارية.ولفت إلى أنه في ما يتعلق بالسياسة الخارجية، أوضحت ميلوني أن هدفها هو تقوية العلاقة عبر الأطلسي.وأردف: علاوة على ذلك، فإن حقيقة أن العنصرين المواليين لروسيا في التحالف هما الحزبان الأضعف بكثير، تبشر بالخير لقدرة ميلوني على توجيه السفينة نحو وجهة وسطية مؤيدة للأطلسي.
مشاركة :