الراية عبارة عن قطعة من القماش بألوان وأحجام مختلفة ورموز متباينة، ترمز لجوانب متنوعة: دينية، أو اجتماعية، أو سياسية، أو اقتصادية، وقد عرفت منذ أقدم العصور وصولا لوقتنا الحاضر، ولا ترمز الرايات للدول فقط، وإنما هناك رايات مثلت الأحزاب السياسية والمذاهب الدينية على اختلافها.والرايات عموما بدأت في الظهور منذ القرن السابع أو السادس قبل الميلاد في دول العالم القديم، بداية من الصين والهند، وصولا إلى دول الشرق الأدنى القديم «الشرق الأوسط» واليونان والرومان.وللرايات علاقة قوية بالهوية وثقافة المجتمعات؛ كونها رمزا من رموز الوطنية واللحمة في المجتمعات؛ إذ تعكس مدى ترابطها من خلال رفعها في المناسبات المختلفة. وفي المقابل، فإن سقوطها أو إنزالها ووضع راية أخرى بدلا منها يدل على سقوط وهزيمة الطرف الآخر؛ لذا وجب حمايتها والدفاع عنها والاستماتة في جعلها عالية مرفرفة.إن «العلم السعودي» الذي يعد جزءا رئيسا لتاريخنا الوطني؛ لصلته القوية بالهوية، ورمزيته ودلالته التي تمثلت في اللون الأخضر والأبيض، وتوسط كلمة التوحيد فيه والسيف الدالين على الحكم بالكتاب والسنة، والقوة والعدل، وعلى مختلف مراحل تطور العلم السعودي لم يتغير اللون ولا كلمة التوحيد، وإنما وضعية السيف هي التي كانت تتغير من حقبة لأخرى. وهو العلم الوحيد على مستوى العالم الذي لا ينكس؛ وهذا ما دعانا إلى تتبع مراحل تطور راية المملكة.ففي عام1157هـ/1744م تأسست الدولة السعودية الأولى في «إمارة الدرعية» على يد الإمام محمد بن سعود، واستمرت إلى 1233هـ/1818م، حيث كان العلم مصنوعا من الخز والإبريسم «الحرير»، وتتوسطه كلمة التوحيد باللون الأبيض، والعلم كاملا باللون الأخضر، والجزء الذي يلي السارية أبيض اللون، واستمر بالمواصفات ذاتها إلى عهد الدولة السعودية الثانية خلال الفترة التاريخية «إمارة نجد» 1309هـ/1891م.وفي عهد «الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود» طيب الله ثراه 1319هـ/ 1902م تغير شكل العلم وأصبح مربعا تتوسطه كلمة التوحيد، وفي أعلاها سيفان متقاطعان، ثم تعدل الشكل وأصبح السيف أعلى الراية متجها من اليمين لليسار، ثم تبدل الشكل ووضع السيف تحت الشهادتين متجها من اليمين لليسار، ومكتوبا أدناه «نصر من الله وفتح قريب».ويجب أن ننبه إلى أن العلم استمر بذات المواصفات (اللون الأخضر والأبيض الذي يلي السارية وكلمة التوحيد) إلى بدايات عهد الملك عبدالعزيز، وبعد ضم منطقة الحجاز عام 1344هـ/ 1926م أصبح العلم مستطيلا تتوسطه شهادة التوحيد، وبعد ذلك أصبح بصورته الحالية اللون الأخضر يكسو الراية كاملة، وفي وسطه الشهادتان وسيف متجه من اليمن إلى اليسار.والجدير ذكره أن في عام 1357هـ/1938م أصدر الملك عبدالعزيز مرسوما ملكيا بالنظام الخاص بالعلم السعودي، ونشر في جريدة أم القرى.hosawi_s@
مشاركة :