حِكْمَة المملكة تَصْنَع السَّلام دولياً

  • 9/28/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

نعم، إنَّ هذا القول - حِكْمَة المملكة تصنع السَّلام دولياً - نابع من شواهد التاريخ المُمتد والقريب، المُعبرة بِجلاء عن مواقف وسياسات وقرارات ومبادرات المملكة العربية السعودية التي ساهمت مساهمة مباشرة، وكان لها الفضل العظيم في وقف نزيف دماء الأبرياء.. تحقيق الأمن والأمان المجتمعي داخلياً، توفير الطمأنينة والاطمئنان للمقيمين والزائرين وضيوف الرحمن، العفو بدعوة المُخالفين للانضباط والالتزام بالنظام، تبني ودعم وتأييد مبادرات السلام والاستقرار الإقليمي والدولي، دعوة المجتمعات للتصالح ونبذ الخلافات المدمرة، محاربة التطرف والإرهاب محلياً واقليمياً ودولياً، دعم التنمية المستدامة في المجتمعات الفقيرة والمحتاجة ومحاربة الجوع، تقديم المساعدات والمعونات الإنسانية بما يساهم في حفظ كرامة الإنسان بغض النظر عن دينه ولونه وعرقه، دعم كافة الجهود الدولية والعالمية المُحققة للأمن والسلم والاستقرار والازدهار في كافة المجتمعات، ضمان إمدادات الطاقة العالمية بما يتناسب مع إمكانات المستوردين ويحقق رغبات المنتجين والمصدرين، جميعها أهداف سامية - تتكامل مع غيرها من تمام الأهداف النبيلة - تعمل عليها وتتبناها وتدعمها المملكة العربية السعودية لتتحقق بها وعن طريقها الغاية الجليلة والنتيجة المُبتغاة المُتمثلة بالسّلام العالمي. قد يبدو هذا التوصيف سهلاً من الناحية النظرية، وقد يعتقد البعض أن هذا العرض الموجز ممكن أن تحققه كثير من الدول والمجتمعات، إلا أن الحقيقة الثابتة، والواقع المُعاش، يشهد بأن وراء هذه الأهداف السّامية والغايات الجليلة جُهوداً جبَّارة تم بذلُها، وأعمالا عظيمة تم تقديمها على مدار عقود متتالية. إذاً نحن نتحدث عن عملية بناء رصينة ومتكاملة أُعِد لها بعناية فائقة، وخُطِط لها بذكاء شديد، ونُفذت بهدوء سِمَته الحزم وبُعد النظر، حتى أنه يمكن توصيفها بالصناعة المُتقنة التي تؤدي للسلام بكافة معانيه وسماته وغاياته الجليلة. وإذا صح هذا التوصيف بأنها صِناعة مُتقنة لِبناء وتحقيق السَّلام بكافة معانيه وغاياته السَّامة، فإن هذه الصناعة المُتقنة مرت بدرجات متعددة، ومراحل مختلفة، على مدار عقود متتابعة حتى أصبحت عِلماً ومهارة وحِرفة يُتقنها فقط دُعاة وصُناع السَّلام الإقليمي والدولي والعالمي. فإذا أيقنا بأن السَّلام - أو الوصول للسلام - يتطلب جهوداً جبَّارة، وأعمالاً عظيمة حتى يتحقق ويصبح واقعاً معاشاً، وإذا أيقنا بأن هذه النتيجة - السَّلام - ليست إلا ثمرة لعملية صناعية مركبة قامت عليها عقول عميقة الفكر، سديدة الرأي، بعيدة النظر، فإننا نؤمن يقيناً بأن وراء هذه الصناعة الماهرة والمحترفة المؤدية للسّلام بغاياته السّامية قادة الدولة الكِرام الذين تميزوا واتسموا ووصِفوا بأهل الحِكْمَة والعقلانية والقرار الرشيد، وهذه الحكمة العظيمة التي اتسمت بها سياسات وقرارات ومواقف المملكة العربية السعودية مُنذ أن أسس بنيانها الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - جعلها قطباً رئيساً في صِناعة السلام الإقليمي والدولي والعالمي، حتى أصبح اسمها شعاراً ورمزاً لِصناعة السلام والاستقرار والازدهار على جميع المستويات الدولية. نعم، إنَّ هذا القول - حِكْمَة المملكة تصنع السَّلام دولياً - نابع من شواهد التاريخ المُمتد والقريب، المُعبرة بِجلاء عن مواقف وسياسات وقرارات ومبادرات المملكة العربية السعودية التي ساهمت مساهمة مباشرة، وكان لها الفضل العظيم، في وقف نزيف دماء الأبرياء، وإنهاء أزمات وحروب دولية، وتوجيه المجتمعات للاعتدال والوسطية في الفكر والممارسة، والمحافظة على أمن وسلم واستقرار ووحدة الكثير من المجتمعات، والدعم العظيم للجهود الدولية والعالمية للقضاء على الفقر والجوع والأوبئة المدمرة للحياة البشرية والاقتصاديات العالمية مثل جائحة كورونا وغيرها من أوبئة تستنزف الموارد بكافة أشكالها. وإذا كانت هذه أمثلة مختصرة لتعبر بإيجاز عن مواقف وأحداث صُنع من خلالها السلام الدولي، وساهمت في تحقيق الازدهار العالمي، فإن هذه المسيرة البناءة والسَّامية للمملكة في السياسة الدولية مستمرة في عطاءاتها النبيلة، ومتواصلة في إحسانها، لتنعم البشرية بالسلام، والمجتمعات بالوحدة والاستقرار، والإنسان بالأمن والاطمئنان. وإذا كان التاريخ يشهد، والواقع يُثبت، على مسيرة البناء الإنساني والسمو السياسي للمملكة، فإن الحاضر يؤكد على مكانة المملكة الدولية في صناعة السلام المؤدي حتماً لحفظ النفس البشرية، والتنمية الاقتصادية والصناعية، والأمن والسلم المجتمعي، والاستقرار السياسي والأمني. وهذا الحاضر الذي يؤكد على مكانة المملكة الدولية في صناعة السلام الدولي يظهر جلياً في الجهود العظيمة التي بذلها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - وفقه الله - في سبيل تبادل الأسرى بين الجانبين الروسي والأوكراني، حيث حققت هذه الوساطة الكريمة نتائج إيجابية عظيمة يمكن الاستدلال عليها في الخبرين اللذين بثتهما "واس" بتاريخ 22 سبتمبر 2022م، حيث جاء في الخبر الأول، الآتي: "أجرى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، اتصالاً هاتفياً، اليوم، بفخامة الرئيس فلاديمير زيلينسكي رئيس أوكرانيا. وأعرب فخامته في بداية الاتصال عن شكره لسمو ولي العهد على جهوده في عملية تبادل الأسرى، مُقدرا لسموه قبوله دور الوسيط ومنوها بالدور المحوري للمملكة في منطقة الشرق الأوسط والعالم، من جهته أكد سمو ولي العهد حرص المملكة ودعمها لكافة الجهود الدولية الرامية لحل الأزمة سياسيا، ومواصلتها جهودها للإسهام في تخفيف الآثار الإنسانية الناجمة عنها، مؤكدا استعداد المملكة لبذل الجهود للوساطة بين كل الأطراف". وجاء في الخبر الثاني، الآتي: "أجرى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، اتصالاً هاتفياً اليوم، بفخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية، وقدم فخامته في بداية الاتصال شكره لسمو ولي العهد على مساهمته الفاعلة والمتميزة في إنجاح عملية تبادل الأسرى، وقد أكد سمو ولي العهد - حفظه الله - استعداد المملكة لبذل كافة المساعي الحميدة ودعم كافة الجهود الرامية للوصول لحل سياسي للأزمة". وفي الختام من الأهمية القول: إن الإيمان والعمل بالقيم والمبادئ الإنسانية السَّامية، والحرص على حقوق وكرامة الإنسان أياً كانت مرجعيته الثقافية والحضارية، وتبني الفكر البناء القائم على الاعتدال والوسطية، والتوازن البناء في العلاقات الدولية، والقيادة السياسية الحكيمة والعقلانية والرشيدة، جعلت من المملكة مرجعاً رئيساً ورمزاً دولياً لِصناعة السَّلام الدولي، ومن قادتها الكرام مرجعاً دولياً للحِكْمَة وسداد الرأي. نعم، إنها الحقيقة الظاهرة التي يُشيد بها كل مُحبٍ للسلام والنماء والازدهار، ويتغافل عنها دعاة الفكر المُنحرف والعنصرية البغيضة، ويسعى لتجاهلها وتشويه صورتها حُماة التطرف والإرهاب والطائفية؛ إلا أن المملكة تبقى دائماً منارةً لِلبناء، ورمزاً لصناعة السلام الدولي، في كل الظروف والأحوال.

مشاركة :