الكويت / أحمد يوسف / الأناضول مع اقتراب بدء التصويت لاختيار أعضاء مجلس الأمة المقرر الخميس، يحتدم سباق الدعاية الانتخابية للمرشحين، حيث تنتشر الخيام التي يلقي فيها المرشحون خطاباتهم المليئة بالوعود لجلب الناخبين. لكن لوحظ في الدعاية الانتخابية الحالية قلة الانفاق والتوجه نحو الإعلام الاجتماعي والعمل الميداني في الخيام والدواوين، وذلك عكس حملات سابقة كانت تشهد إنفاقا كبيرا من قبل المرشحين. وجاء التوجه الجديد خلال الحملات الانتخابية للمرشحين بتقليص الإنفاق لعدة عوامل، أبرزها الرقابة الصارمة من قبل الدولة، ومحاولة تكوين خطاب جديد للشعب. وسعى المرشحون للانتخابات المقبلة إلى التعريف بأنفسهم وبرامجهم الانتخابية عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الشخصية المعروفة لدى الكثيرين. ** أساليب متعددة وصناعة الحدث يقول الخبير والإعلامي الكويتي علي السند، للأناضول، إن المرشحين للانتخابات الكويتية يستخدمون طرقا متعددة، فلا تكاد وسيلة إعلامية أو طريقة في الترويج إلا ويستعملوها. وأضاف: "لكن لاحظت في هذه الانتخابات بروز أسلوب مختلف وهو صناعة الحدث على أرض الواقع ثم يتم نقله عن طريق وسائل التواصل والإعلام المختلفة". وأردف السند: "هذا الحدث الذي يُصنع ليس بالضرورة أن يكون كبيراً لكن من خلال تقنية التصوير يتم إبرازه بشكل واسع في الإعلام". ** الإعلام التقليدي في ذيل القائمة ويرى السند، أن "الإعلام التقليدي وشاشة التلفزيون أصحبت في ذيل قائمة الدعاية الانتخابية وتراجع دورها بشكل كبير، فيما أصبح نصيب الأسد لوسائل التواصل الاجتماعي وخصوصاِ تويتر وانستغرام، فهم الأكثر استعمالاً في الكويت". وتابع: "من الملاحظ في الحملة الانتخابية الحالية "استخدام ما يشبه الفيلم القصير الذي يحكي قصة وهو الأكثر تأثيراً في الناس وأفضل من الخطاب التقليدي المباشر، بحيث ترد القصة التي تلخص ما حدث في الماضي وما يمكن أن يحدث في المستقبل ويوضع المرشح كجزء من القصة أو الراوي لها". وأشار إلى أن "هذا الأكثر انتشاراً في وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى نشر أفلام وثائقية قصيرة توثق لمرحلة ماضية وترسم ملامح مرحلة مقبلة". ** الخيام واستعراض القوة ويلفت المتحدث إلى أنه "في هذه الانتخابات تحديداً برزت الدعايات في الخيام من جديد وهي ما نطلق عليه المقرات الانتخابية، وهي عبارة عن مخيمات أو خيام يعتمد عليها كل مرشح لعرض برنامجه الانتخابي أمام الجمهور وجها لوجه". ويوضح أن الهدف من هذه الخيام هو "استعراض القوة، تحشيد الناس، الحضور المكثف، تسليط الكاميرات والأضواء على هذا الحشد الكبير والالتفاف حول المرشح والهتاف باسمه وتعالج بطريقة درامية بصرية لنشرها عبر وسائل التواصل". ** وسائل التواصل تعزز التواجد بدوره قال الإعلامي الكويتي يوسف الرفاعي، للأناضول: "الوقت يختلف والدعايات التقليدية عبر التلفزيون والصحف لم تعد تلعب دورا مثلما كانت في السابق" وأضاف أن "وسائل التواصل هي التي تؤثر وتوجه الرأي العام حالياً"، مؤكدا في الوقت ذاته على "أهمية دور المرشح عبر زيارته وجولاته للديوانيات (أماكن تجمع تقيمها العائلات في المنازل) للاحتكاك مع الناس وهذا ما يساهم بشكل كبير في تدعيم وتعزيز مكانته وترتيبه في الانتخابات". ** الأقرب للشباب ويرى الرفاعي، أن "وسائل التواصل تلعب الدور المهم، ونعلم أن كل المرشحين يودون تعزيز تواجدهم عبرها لأنها تستقطب الشباب وتوضح لهم الجوانب التي لا يرونا في الإعلام التقليدي، فلم تعد مطالعة الصحف أو مشاهدة التلفزيون تستهوي الكثير من الناس". وأشار إلى أن "الخيام والمقار لها الدور الأبرز، فهي ليست فقط مكان يجلس فيه المرشح ويجتمع مع الجمهور وإنما تتحول إلى منتدى انتخابي متكامل وشاهدناها في ترتيب الفعاليات الثقافية والحلقات النقاشية فهي تسمح للمرشح أن يلعب دورا في تنمية الوعي السياسي لدى أطياف المجتمع". ** الرسالة المختصرة ويقول الرفاعي أن "الصوت الأكثر استماعاً في هذه الانتخابات هو من يبسّط المسائل السياسية المعقدة"، مبينا أنه "في السابق كانت الندوات تستمر لساعات، لكن الآن يريد الناس الرسالة المختصرة المبسطة في دقيقة أو دقيقتين". واعتبر أن "السياسي أو المرشح الناجح هو الذي يستطيع توصيل الرسالة المطلوبة بشكل مبسط يقنع الناس وفي أقصر وقت". ** رسائل للإصلاح والبعد عن التضخيم من جهته قال الناشط الإعلامي خلفية بن خالد الخليفة، للأناضول: "أبرز النشاطات الحالية هو التوجه لبرامج يوتيوب، حتى أن أسعار التلفزيون التقليدي أصحبت منخفضة". وأضاف الخليفة: "يعمل المرشحون عبر تلك الأدوات في ترسيخ صورهم وأسمائهم لدى مختلف شرائح الرأي العام والتعريف بأنفسهم وخبراتهم ومؤهلاتهم لمحاولة اقناع الناخب بالتصويت لصالحهم". وأردف أن "الأبرز في الرسائل الإعلامية الابتعاد عن تسويق القوانين والمشاريع الضخمة والتوجه نحو الإصلاح السياسي والابتعاد عن الوعود الوهمية". وأكد أن "الحملات الانتخابية الأخيرة بالفعل شهدت تراجعا في حجم الإعلان الورقي بسبب الكلفة العالية لهذا النوع مقارنة بالإعلانات الالكترونية الأقل ثمنا". وتابع الخليفة : "ما زال هناك ما يتابع الصحافة الورقية كإعلانات، لكن الوسائل الالكترونية أصبحت تستقطب الناخبين للتوجه إلى شريحة الشباب". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :