المخاوف من تصاعد التوتر بين السنّة والشيعة في العراق، يدفع بغداد إلى عرض وساطتها بين المملكة العربية السعودية وإيران لإنهاء خلاف أثاره إعدام رجل الدين الشيعي البارز نمر باقر النمر في المملكة. بغداد حذرت من أن الخلاف قد يمتد إلى باقي أنحاء المنطقة. وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري أكد في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في طهران، إن الخلاف قد يثير تداعيات واسعة. وأضاف الجعفري لنا علاقة وطيدة مع الجمهورية الإسلامية وكذلك مع أشقائنا العرب لذلك لا يمكن للعراق أن يقف ساكتا إزاء هذه الأزمة. بغداد تخشى بشكل خاص أن يعرقل التوتر بين الرياض وطهران حملتها على متشددي تنظيم الدولة الإسلامية من جهة وتجدد الصراع الطائفي فيها من جهة أخرى على خلفية استهداف مسجدين للسنّة مؤخرا في مدينة الحلة جنوب العراق، وهو ما ذكّر بالأيام السوداء من الحرب الاهلية، التي عاشها العراق وبلغت ذروتها بين ألفين وستة وألفين وثمانية. للتذكير يملك العراق حدودا مع كلا البلدين. قيام السعودية بإعدام رجل الدين الشيعي الشيخ نمر باقر النمر كشف عن صدوع سياسية ودينية واجتماعية واقتصادية خطيرة تتخلل المملكة ومنطقة الخليج حيث قطعت البحرين والسودان وجيبوتي علاقاتها الدبلوماسية مع إيران كما قررت الامارات العربية خفض تمثيلها الدبلوماسي مع طهران، واستدعت الكويت سفيرها في إيران. ومنذ اعدام النمر وإلى جانب ستة وأربعين آخرين بتهمة أحرق مئات من المتظاهرين الغاضبين السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد كما شهدت محافظة القطيف شرق المملكة العربية السعودية أعمال شغب استهدفت عدة دوريات للشرطة وحافلات مخصصة لنقل موظفي وعمال إحدى الشركات النفطية بالمحافظة.
مشاركة :