توعد الاتحاد الأوروبي يوم الأربعاء برد “قوي” على أي تعطيل متعمد للبنية التحتية للطاقة في القارة بعد أن قال إنه يشتبه بأن تسرب الغاز الذي جرى اكتشافه هذا الأسبوع في خطي أنابيب روسيين تحت سطح البحر لنقل الغاز إلى أوروبا ناتج عن تخريب. وفيما يستمر تسرب الغاز إلى بحر البلطيق لليوم الثالث بعد اكتشافه لأول مرة، لم يتضح على الإطلاق من الذي قد يكون وراء التسرب أو ما هي المؤامرة، إذا ما ثبت حدوثها، التي تعرضت لها خطوط أنابيب نورد ستريم التي أنفقت عليها روسيا وشركاؤها الأوروبيون مليارات الدولارات. وقالت روسيا، التي قلصت توريد الغاز إلى أوروبا بعدما فرض الغرب عقوبات عليها بسبب غزوها أوكرانيا، إن التخريب احتمال قائم وإن التسريبات قوضت أمن الطاقة في القارة. نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن مكتب المدعي العام الروسي قوله إن جهاز الأمن الاتحادي الروسي يحقق في الأضرار التي لحقت بخطي أنابيب الغاز باعتبارها عملا ناتجا عن “إرهاب دولي”. وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل “أي تعطيل متعمد للبنية التحتية للطاقة الأوروبية غير مقبول على الإطلاق وسيُقابل برد قوي وموحد”. واتفق بوريل مع تقديرات ألمانيا والدنمرك والسويد وقال إن الاتحاد الأوروبي يعتقد بأن التخريب هو السبب على الأرجح، على الرغم من أن الاتحاد الأوروبي لم يشر بأصابع الاتهام بعد إلى طرف محدد أو يذكر الدافع وراء مثل هذا الفعل. وقالت البعثة الفرنسية لدى الأمم المتحدة التي تتولى رئاسة مجلس الأمن الدولي إن المجلس سيجتمع يوم الجمعة بناء على طلب روسيا لمناقشة الأضرار التي لحقت بخطي الأنابيب نورد ستريم. وقالت السفارة الروسية في الدنمرك إن أي تخريب لخطي الأنابيب نورد ستريم هو بمثابة هجوم على أمن الطاقة في روسيا وأوروبا. وكانت خطوط أنابيب نورد ستريم مثار توتر في حرب الطاقة المتصاعدة بين العواصم الأوروبية وموسكو، وهي حرب أضرت بالاقتصادات الغربية الرئيسية وأدت إلى ارتفاع أسعار الغاز وأشعلت بحثا محموما عن إمدادات بديلة. تأهب أمني قال وزير الدفاع الدنمركي يوم الأربعاء إن هناك ما يدعو للقلق بشأن الوضع الأمني في منطقة بحر البلطيق، وذلك بعد اجتماع مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج في بروكسل. وقال الوزير مورتن بودسكوف في بيان “روسيا لها وجود عسكري كبير في منطقة بحر البلطيق ونتوقع منها مواصلة إثارة التهديدات”. وقال رئيس الوزراء النرويجي يوناس جار ستوره يوم الأربعاء إنه سيتم نشر الجيش بالقرب من منشآت النفط والغاز في حين رفعت الدنمرك مستوى التأهب. وأضاف ستوره في إفادة صحفية “سيكون الجيش أكثر وجودا في منشآت النفط والغاز النرويجية”. وقالت وكالة الطاقة الدنمركية إن أكثر من نصف الغاز في الخطين المتضررين خرج من الأنابيب، وإنه من المتوقع أن تتبدد الكمية المتبقية بحلول يوم الأحد. وقال جينس شومان من شركة شبكة جازوين دويتشلاند لخطوط أنابيب الغاز إنه “متفائل نسبيا” بشأن إمكان إصلاح الضرر. وأضاف “هناك فرق جيدة في الموقع لديها خبرة التعامل مع حوادث خطوط الأنابيب، وهناك مخزونات طارئة في الأنابيب وخبراء في البر والبحر”. لكن وكالات الأمن الألمانية تخشى أن يصبح نورد ستريم 1 غير قابل للاستخدام إذا تدفقت كميات كبيرة من المياه المالحة إلى داخل الأنابيب وتسببت في تآكلها، حسبما ذكرت صحيفة تاجشبيجل الألمانية نقلا عن مصادر حكومية. وقال علماء زلازل في الدنمرك والسويد إنهم سجلوا انفجارين قويين يوم الاثنين في منطقة التسريبات وأن الانفجارات كانت في المياه وليست عند القاع. تدفقات الغاز ولم يكن أي من خطي الأنابيب يضخ غازا وقت اكتشاف التسريبات، لكن الحوادث أطاحت بأي توقعات متبقية بأن أوروبا قد تتلقى وقودا عبر نورد ستريم 1 قبل الشتاء. ووصفت الجهة المشغلة لنورد ستريم الضرر بأنه “غير مسبوق”، فيما أحجمت شركة جازبروم، التي تسيطر عليها روسيا وتحتكر صادراتها من الغاز عبر خط الأنابيب، عن التعليق. وخفضت روسيا إمدادات الغاز إلى أوروبا عبر نورد ستريم 1 قبل تعليق التدفقات بالكامل في أغسطس آب، وقالت إن العقوبات الغربية تتسبب في مشكلات فنية. بينما يقول السياسيون الأوروبيون إن هذه ذريعة لوقف إمداد الغاز. أما خط أنابيب نورد ستريم 2 الجديد فلم يدخل مرحلة التشغيل التجاري. وألغت ألمانيا خطة تشغيله لتزويدها بالغاز قبل أيام من إرسال روسيا قواتها إلى أوكرانيا ضمن ما تسميه موسكو “عملية عسكرية خاصة” في فبراير شباط.
مشاركة :