تشير بركة المياه الفوارة التي يبلغ عرضها 700 متر في بحر البلطيق، والناجمة عن الضرر الذي لحق بخطوط أنابيب الغاز نورد ستريم، إلى كارثة مناخية تلوح في الأفق ،كان التسرب الذي نشرت صوره أمس، الأكثر وضوحًا من بين ثلاثة تسربات رئيسية للغاز من خطوط الأنابيب التي تربط روسيا بألمانيا. ويسعى الخبراء جاهدين لمعرفة كمية الميثان - أحد أقوى غازات الدفيئة - التي تسربت إلى الغلاف الجوي نتيجة الحادث وتكمن بواعث الخوف في أنه قد يكون أحد أسوأ الانبعاثات على الإطلاق. لم يتم تأكيد سبب الحوادث الثلاثة شبه المتزامنة في خطوط الأنابيب، لكن المسؤولين الألمان والأميركيين قالوا إنها تبدو ناجمة عن تخريب. وثارت شكوك حول روسيا، التي قلصت كمية الطاقة المتدفقة إلى أوروبا منذ أن قررت غزو أوكرانيا وبينما تم إيقاف خطوط أنابيب نورد ستريم 1، ولم يبدأ العمل في نورد ستريم 2 حتى الآن، كانت جميع الخطوط تحتوي على غاز طبيعي مضغوط، والغالبية العظمى منه عبارة عن غاز ميثان. قال ديفيد مكابي، كبير العلماء في منظمة مناخية غير ربحية، لوكالة "بلومبرغ""بالنظر إلى أنه، على مدار عشرين عامًا، يؤثر طن من الميثان على المناخ 80 مرة أكثر من تأثير ثاني أكسيد الكربون، فإن احتمال حدوث انبعاثات هائلة ومدمرة أمر مقلق للغاية "وهناك عدد من الشكوك، ولكن التأثير على المناخ قد يكون كارثيًا وغير مسبوق". يعد تقدير الكمية الدقيقة من غاز الميثان الذي تسرب إلى الغلاف الجوي مهمة صعبة للغاية. ويتم التقاط العديد من الانبعاث الفائقة المزعومة - التصريفات المستمرة الكبيرة للميثان - بواسطة صور الأقمار الاصطناعية عبر خطوط الأنابيب الأرضية أو مواقع إنتاج الوقود الأحفوري. لكن الحصول على بيانات دقيقة فوق الماء يمثل تحديًا أكبر بكثير نظرًا للضوء الذي ينعكس على السطح. قدر أندرو باكستر، مدير استراتيجية الطاقة في صندوق الدفاع عن البيئة، أن نحو 115000 طن من الميثان تسربت، أي ما يعادل نحو 9.6 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون. بالقيمة الحقيقية، هذا هو نفس التأثير المناخي للانبعاثات من مليوني سيارة تعمل بالبنزين على مدار عام. ويعتبرأكبر انبعاث معروف في الولايات المتحدة في منشأة تخزين الغاز في أليسو كانيون، بلوس أنجليس في العام 2015، حيث انبعث ما يقدر بنحو 97100 طن متري من الميثان على مدار عدة أشهر. وبالمقارنة، فإن تسربات نورد ستريم ربما حدثت على مدار عدة ساعات فقط حيث يأتي الحادث وسط تزايد الوعي العام بآثار الميثان على المناخ.
مشاركة :