على الرغم من فرضية قديمة مفادها أن سمات الشخصية البشرية منيعة نسبيًا في مواجهة الضغوط، فقد يكون وباء كوفيد-19 غيّر مسار الشخصية، بحسب دراسة أجريت في الولايات المتحدة. ووفقاً للدراسة، التي نُشرت في مجلة "PLOS ONE"، فإن الوباء أثّر بشكل خاص على شخصية البالغين الأصغر سنًا.لم تجد الدراسات السابقة بشكل عام أي ارتباط بين الأحداث الجماعية المجهدة، مثل الزلازل والأعاصير، وتغير الشخصية. ومع ذلك، فقد أثرت جائحة فيروس كورونا المستجد على العالم بأسره وعلى كل جانب من جوانب الحياة تقريبًا. في الدراسة الجديدة، استخدم الباحثون تقييمات لشخصية 7,109 أشخاص مسجلين في دراسة "Understanding America Study" عبر الإنترنت. قارن الباحثون سمات شخصية النموذج، المكون من خمسة عوامل: العصابية، والانبساط، والانفتاح، والموافقة، والضمير، بين قياسات ما قبل الجائحة (مايو 2014 - فبراير 2020) والتقييمات في وقت مبكر من الجائحة (مارس - ديسمبر 2020) أو بعد ذلك (2021-2022) في الوباء. تم تحليل ما مجموعه 18,623 تقييمًا، أو متوسط 2.62 لكل مشارك. كان المشاركون الذكور يمثلون 41.2% وتراوحت أعمارهم بين 18 و109 أعوام. تمشيا مع الدراسات الأخرى، كانت هناك تغييرات قليلة نسبيًا بين سمات شخصية ما قبل الوباء و2020، مع انخفاض طفيف فقط في العصابية. ومع ذلك، كان هناك انخفاض في الانبساط، والانفتاح، والموافقة، والضمير عندما تمت مقارنة بيانات 2021-2022 بشخصية ما قبل الجائحة. كانت التغييرات حوالي عُشر الانحراف المعياري، وهو ما يعادل حوالي عقد من التغيير المعياري في الشخصية. تم تعديل التغييرات حسب العمر، حيث أظهر البالغون الأصغر سنًا نضجًا مضطربًا في شكل زيادة العصابية وانخفاض التوافق والضمير، ولم تظهر المجموعة الأكبر سنًا من البالغين أي تغييرات ذات دلالة إحصائية في السمات. استنتج المؤلفون أنه إذا استمرت هذه التغييرات، فإنها تشير إلى أن الأحداث المجهدة على مستوى السكان، يمكن أن تنحرف قليلاً في مسار الشخصية، خاصة عند البالغين الأصغر سنًا. يضيف المؤلفون أنه "كان هناك تغير محدود في الشخصية في وقت مبكر من الوباء مقابل تغيرات لافتة للنظر ابتداءً من عام 2021. تجدر الإشارة إلى أن شخصية الشباب تغيرت أكثر من غيرها، مع زيادات ملحوظة في العصابية وتراجع في التوافق والضمير. أصبح البالغون أكثر مزاجًا وأكثر عرضة للتوتر، وأقل تعاونًا وثقة، وأقل تحفظًا ومسؤولية".
مشاركة :