منصور نظام الدين – نوال مسلم :مكة المكرمة :- صدر حديثا للأديبة الأستاذة نسرين الطويرقي – ديوانها الجديد( سيدة عرش الأسطورة) حول هذا الديوان – يقول الناقد والشاعر والكاتب – المعروف في الوطن العربي – الأستاذ نبيل منصور نور الدين – والذي صدرت له عدد من المجموعات الشعرية – منها: للتي أحصنت قلبها – وصبح المعاني – وموحد الامة يقول الأستاذ : نبيل منصور نور الدين عن ديوان الأستاذة نسرين الطويرقي :- من بديع ما تجيش به النفس الإنسانية والروح في الجسد الإنساني الإلهام الرباني المسترسل وحيا في الذات والروح إذ تتولى الإلهامات الخلود الإنساني اللامحدود بمكان وزمان فالإبداع الهام روحي يستولي على طبيعة المدركات في الفكر الإنساني ويمد الذات ديمومة المعنى ويخاطب الشعور المدرك بطريقة ايحاء روحي يتسرب إلى الوعي القائم بطبيعة التفكير ما يجعل من النفس البشرية ملهمة ببيانها المكنون وطريقة استقصائها لحواجز التفكير بتمثيل مبدع خلاق. وما نصادفه من إبداع ملهم ليس سوى فيض متدفق من ملهمات الأحاسيس ومبهمات وخفايا الروح التي تنهمر على طبيعة النفس البشرية لتمثل مكنون عوالمها الذاتية في مواجيد الإنسان وأحاسيسه ومشاعره إذ تشجو المواجيد بطريقة إيحائها في النفس البشرية أحزانها وأفراحها لتعبر عن وعي الإنسان ومداركه ورؤاه. وفي وقفتنا هذه نجول بين ثنايا عمل إبداعي يفيض بشجونه وإلهاماته وأثيره الروحي وبديع دفقه الملهم على ما استكن من ملهمات في الذات والضمير الإنساني المقروء مستمدا بريقه الوجداني من عوالم المثول الروحي وخبايا الفكر الإنساني المطمور في مكنون النفس ومكامن الشعور إنه ديوان شعر الأديبة نسرين الطويرقي (سيدة عرش الأسطورة) هذا الديوان الذي يؤلف بمجموع قصائده بيانا روحيا مسترسلا من فيض المثال المنهمر من خفايا وأعماق الأحاسيس والشعور النابض بالإلهام الرباني البديع. إذ أن للديوان لغته الخاصة التي تخاطب العاطفة والذات الإنسانية بتمثيل راق في الإيحاء يكتنف التمثيل اللامرئي لمبهمات الأحاسيس والأشجان تتوغل لغته في المدرك التنظيري للوعي بإسهاب بليغ وتمثيل يتجاوز حدود الوقفة الآنية مع الذات تتكيف به المدركات الرمزية التي تستجلي مبهمات الحقائق ومثولها في الضمير الموحي لخطاب الشعور حيث تتماهى مفردات الذات مع الكينونة مسربة وعيا أحاديا في ثنايا الشعور الآتي من خفايا الغيب في لغة الديوان مكافئة الإيحاء الشعوري في الأعماق إذ جعلت الشاعرة نسرين الطويرقي من المثول الوجداني محض إدراك يمثل ببراعة شعورية الإيحاء المكتنف مجاهل النفس والمغيم بدلالاته الروحية على التصور المتناهي في الذات المندغمة مع الشعور ما يحيل المنطوق إلى دلالات ميتافيزيقية تخاطب المغيب وراء الحدس وتمثل يقين المشافهة الروحية مع الذات ببلاغة إيماء رفيع يسرب ما استكن في العاطفة من أحاسيس متماهية مع الروح ويوائم بين مدركات البوح وبين التسريبات اللامرئية القادمة من المغيب الخفي وراء الطبيعة تستقصي بها الشاعرة حد النبوغ العاطفي وتمثل بها الوجدان المسترسل في حفيظة المدرك التخيلي المباشر مع النفس إذ أن للشاعرة لغتها الخاصة التي تستقل بالرموز المبهمة ودلالاتها التنظيرية في الفكر تحيل الضمني المؤطر باللغة إلى مثولات قائمة التعبير تحمل فرضيات الشعور المرئي إلى ما هو مقيم في خفايا الإدراك. فقصائد الديوان كلها تسرب وعيا مدركا للحقائق المبهمة بتناظر وجداني محمل الإيحاء والدلالة يتقمص شجو الحفيظة المدركة ويصور الماهيات اللامرئية تصويرا يقابل كينونة الوعي ويتجاوز بالمألوف إلى أماكن بعيدة في الضمير تستأنسه الروح وتنتمي إليه المشاعر والأحاسيس المدركة واللامدركة ما يمثل وحيا قائما بذاته ملهم الحدس متباين الإشارات والرموز يناط به المعرفة الإدراكية لخلود المشاعر والأشواق. وإذا كانت الشاعرة نسرين الطويرقي قد استطاعت أن تجلو بيان الذات في تقمصاتها المدركة لحقائق الشعور الإنساني فإنها تقابل ذلك بيقين التمثيل الشعوري لمدركات الوعي الذي يمثل حصيلة ما يجلى في الإدراك إذ جاوزت المبهم من الحدس إلى ما هو ضمني بالشعور مستقصية إيماءات الأخيلة المتكافئة بفرضيات شعورية وإدراكية تتجاوز بالخفي المبهم إلى الحضور والتمثيل القائم على مدركات النفس ما شكل لغة خاصة للديوان الشعري بحديه البلاغي والمجازي التصويري المؤطر بالرؤى والأحاسيس المتباينة والمشاعر المتناهية إلى الذات ما عمق المدركات التخييلية في قصائد الديوان ففي قصيدتها (توضأ) تتقمص الشاعرة الذات المرئية في خلودها مع النفس وتستجر الإدراك المقابل للحضور حيث تعمد إلى تسريب المعمول الذاتي والحدس الكامن في اللاشعور مقابل ما يتهيأ للوجدان من صفاء يباشر الإدراك الروحي ويناغم مكنون الحفيظة الإنسانية ويقتفي أثر الخلود في الآخر إذ يتباين الإيحاء المتسرب في الدلالة المرئية مكيفا معه بريق الآمال متجاوزا به المعتم من الشعور بتكييف دلالي بالغ الرمز إذ عمدت الشاعرة بقولها: لا زلت اتهم ساحاتي بخيانة القدر حين لا استطيع لمس براكينك لتهدأتها كوني لا استطيع لمس الحمم المنهارة لأني حمم مثلها ومع ذلك كنت اشتم رائحة حممك بكل تفاصيلها لأهدأ رغم أنها أشعلت كل شيء بداخلي حتى كوني صامتة أتمزق على كوكبة تحتضن حجر ذاب بيننا من صهيل الإلتصاق.. عمدت إلى التلميح المجازي بين المنطوق المخفي والمثول الشعوري المكافئ لغياب الذات الناطقة حيث عمدت الشاعرة إلى الرمز المماثل لطبيعة الشعور ما جعل من الذاتين الغائبة والحاضرة مجازا تخيليا لواقع الإحساس الشيء الذي سرب المدلول الإيحائي إلى الملفوظ الضمني للإدراك وجاوز بالمدلول إلى يقين التصور الموازي للذاتين. أما في قصيدتها (هجرة قلم) فتزيح الشاعرة الستار بينها وبين الآخر من خلال تسريب الوعي المكافئ للذات إذ استعاضت الشاعرة بالمدلول الاستشعاري للضمير المكافئ لحضور الذات واسهبت بمشاهد متنوعة المدلول مقابل ما هو حادث في اللاوعي مستنطقة المخبوء ضمني الدلالة ومهيأة التقمصات اللاشعورية للولوج إلى مساحة وجد مبهمة المدركات متباينة التمثيل جاعلة من المد الإيحائي رمزا مؤولا بالحضور المتلاشي في الذاكرة إذ مازجت بين معمول الإدراك ومن الضمني المستتر في اللاوعي مسهبة بتقمصاتها الصور المرئية للذات الأخرى كونها تناظر بين طبيعة الإدراك الماثل بالتصور وبين المد الرمزي المستشعر في الآخر ففي المشهد السادس تغيم الذات المنطوقة بدلالاتها مع مدلول الحدس الروحي المشافه للضمير فتتسرب معمولات الشوق إلى ماهية الإحساس المندغم والذات فتباشر الشاعرة المدلول التصويري بمجاز مهيأ للإدراك فقولها: لهذا الساكن موج الثلج بروحي لملحمتي التي سيسطرها تاريخ النقاء بما يحمل من سيل عظيم من المحابر وقلم يطول مع الآه التزم الصمت في محاجر أشواقك وأسترسل فللشوق بداخلي دفاتر لن تمحيها مدن العشق مع الزمن وستسكن المثالية أرضها يحيل المنطوق المخفي إلى صورة مرئية لأشواق النفس ما يحيل المدرك التمثيلي إلى معمول رمزي تستقيم معه الأشواق المغيبة وتذوب معه المدركات الإستشعارية بتصور مجازي بليغ تكتنفه الدلالة الموحية وتسرب مضمونه الإشارات الرمزية المستوحاة من الضمير الكامن في الذات. بينما في قصيدة (أبجديات تعلمني التحليق) التي تقول فيها الشاعرة نسرين: هي أحرف الصمت حين تغسل قلبي الصغير وأظل أنقش تغريد أحرفها على بضع من صور كانت بالذاكرة نعم تعلمت منها الكثير تجعل الشاعرة صور الطفولة ملاذا للتصور المثالي للذات القابعة وراء أهداب الزمن تستدرج بهذه الصور المخيلة للاستشعار بمرور الوقت وتقيم مع البراءة ألفة مكتنزة في الأعماق. وجميع قصائد الديوان صور مرئية محملة بدلالات الذات تستقل بالإيحاء الروحي الآتي من المغيب الخفي وراء الحدس تعتمد فيه الشاعرة على لغة بلاغية ووقع شعوري مرهف وشفاف يغيم في مواجيد النفس والذات.
مشاركة :