التقى عشاق فن الخط العربي، وفي مقدمتهم الأديب محمد المر، الأب الروحي لمجلة حروف عربية، بكوكبة من المبدعين والأساتذة المتخصصين في فن الخط العربي المشاركين في معرض الديواني الجلي، والذي افتتحه المر نفسه، أول من أمس، بحضور عدد كبير من المسؤولين وكبار الشخصيات، في غاليري مؤسسة الفرجام الفنية بقرية البوابة في مركز دبي المالي العالمي. وتستدعي الجولة في المعرض الذي يتبدى بمضامينه كسمفونية جمالية احتفائية، تعزف لحن رونق الخط العربي (يستمر حتى نهاير الشهر الجاري ويضم 51 لوحة بمشاركة 23 خطاطاً وخطاطة)، إضاءة معرفية على فن خط الديواني الجلي وخصوصيته ومسيرته عبر التاريخ، للتشبع بجماليات هذا الخط الذي ابتكر إلى جانب عدد آخر من الخطوط في عهد ازدهار الإمبراطورية العثمانية. وكلمة جليّ، المقصود بها، كما ورد في نص باحث الخط محمد علان، في مقدمة كتيب المعرض، مأخوذة ومستقاة من معنى الجليل، أي العظمة والكبر، وهي الخاصية التي يتصف بها الخط الديواني. ويبين الكتيب أيضاً، أنه سرعان ما اعتمد السلاطين الديواني الجلي في كتابة ما يصدر عن الديوان من فرمانات وبراءات وإنعامات وأوامر تعيينات وشهادات تمليك وغيرها، وحُظّر على عامة الناس استخدام هذين الخطين. ويتميز الديواني الجلي، بحوار الفراغ والامتلاء، عبر التشكيل الإعرابي والنقط المعينية الكثيفة والتزيينات. تكمن جماليات هذا الخط في انسيابية حروفه ومرونته في احتواء تكوين الخطاط، وتتجلى مهارات الخطاطين فيه بمقدرتهم على خط انسيابية الحرف وفق أصوله وتوازي الأحرف في ميلانها والعلاقة المدروسة في ملء الفراغات فيما بينها، من دون الخروج عن أصول موضوعات نقاط الحروف. أوتار العود يمكن للزائر العادي تذوق جمالية هذا الخط في اللوحات المعروضة، عبر تصوره الداخلي لسيمفونية أوركسترا ضخمة، يصغي للحنها من خلال مروره البصري المتأني لمسيرة تكوين لوحة الخطاط، ليلتقط بحسه رونق ارتباك في الإيقاع هنا وهناك في غياب توازن تلك الانسيابية، أو في روعة لحنها كما يتجلى في لوحة الخطاط السوري مهند الساعي هو الله الذي لا إله إلا هو التي تمتد على طول 150 سم بارتفاع 50 سم، وفي مشهد آخر، تتبدى براعة الخطاط ومهارته في خطه الانسيابي للحروف والكلمات بثبات ومرونة وجرأة قلمه، لتبرز جمالية تلك الانسيابية التي تلامس الروح بتناغمها كما هو عزف أوتار العود الذي ترافقه في الخلفية فرقة تغني جمالياته كحال لوحة بسملة المربعة بطول وعرض 65 سم للخطاط العراقي وسام شوكت. الشمس والقمر يتوقف الزائر طويلاً أمام لوحة الشمس والقمر بمساحة مربع طوله وعرضه 65 سم، والتي تجمع بين جماليات الخط وعمق معاني وقيم الدين الإسلامي والقرآن الكريم، وهي للخطاطة الإماراتية فاطمة سعيد البقالي التي تقول عنها: جمعت في لوحاتي رموز دوران الشمس والقمر بحساب دقيق، لترمز النون في أرباع الساعة إلى الفصول والجهات وعناصر الطاقة الأربع، أما الزخارف الإسلامية المحيطة بالدائرة فهي كأشعة الشمس. كما استخدمت اللونين الفيروزي والنيلي اللذين تتميز بهما الزخرفة الإسلامية والأحب إلى قلبي. محاضرات تبدأ المحاضرات والورش، يومياً، في الساعة السادسة ولمدة ساعة ونصف الساعة: 6 يناير العمل التشريحي وخصائص التركيب لمخطوطات الديواني الجلي - الدكتور الخطاط صاواش جويك 7 يناير تجارب ورؤى نقدية- للخطاط منتصر الحمدان 8 يناير أسلوب سامي أفندي في الديواني الجلي -للبروفيسور الخطاط مصطفى أوغور درمان 9 يناير المؤتلف والمختلف - للخطاط تاج السر حسن
مشاركة :