في الثمانينات الميلادية حين كان الفريق الأهلاوي في قمة توهجه؛ كان الظهير الأيسر يوسف عنبر لاعباً بارزاً، وفي عام 1984 حقق مع المنتخب السعودي أول إنجاز خارجي له بلقب كأس أمم آسيا. وفي التسعينات الميلادية قرر عنبر الاعتزال والتوجه إلى مجال التدريب، فخاض التدريب مع فريقه الأهلي ومع المنتخبات السعودية وفرق أخرى وحقق الكثير من الإنجازات، إذ حقق معه «الأهلي» كأس ولي العهد عام 2002.في 2008 عاد يوسف عنبر لتدريب عشقه «الأهلي» خلفاً للمدرب الألماني «بوكير»، أما 2012 أسندت له مهمة تدريب المنتخب الأولمبي في تصفيات «أولمبياد لندن»، ولكنه استقال بعد 3 مباريات.هذه باختصار نبذة موجزة عن مدرب وطني حقق الكثير من الإنجازات دون ضجيج أو إعلام.. وحين اتصلت عليه لإجراء هذا الحوار أراد التهرب إلا أنني عرفت كيف أقنعه للحديث عن الفريق الذي يدربه حالياً، الفريق الذي هبط إلى دوري الدرجة الأولى، قبل أن يتعاقد الأهلي مع المدرب الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني.يوسف قال لي في «دردشة» قبيل إجرائي هذا اللقاء معه: «الأهلي أضاف رونقاً وجمالاً لدوري يلو، أضاف له متابعة جماهيرية احتراماً وتقديراً لهذا الكيان الذي أثبت أنه ليس في المكان الذي يليق به كنادٍ عريق جماهيري صاحب بطولات».منظومة رائعةيوسف عنبر الرجل الواضح الصريح الجاد في كل تعاملاته اليومية، نظر إليَّ بابتسامته المعهودة عن لاعبي الأهلي بعد هبوطهم إلى الدرجة الأولى وفي أول تدريب له معهم، وقال: «ذلك اليوم شاهدت إحباطاً وحسرة على اللاعبين، إذ مازالوا تحت تأثير الهبوط، إلا أنني أطمئن جماهير الأهلي بعد تواجد رباعي مكون من الرئيس ونائبه ونايف القاضي وكامل الموسى»، مشيراً إلى أن وضع الثقة في اللاعبين حفّزهم وأعطاهم الاطمئنان، فبدأت المنظومة تعمل بثقة وأظهرت قدرة حقيقية فتفجرت الطاقات، مؤكداً أن اللاعبين على أعلى انضباطية داخل الملعب وخارجه، ورجال في وقفتهم مع ناديهم وجماهيرهم التي وضعت الثقة فيهم.وأضاف: «لم نكن نريد المجازفة باللاعبين الجدد، خصوصاً أننا كنا مقبلين على فترة توقف تحتاج لرفع المعدل اللياقي ببرنامج مكثف، وبالتالي كان يجب الاستفادة من فترة التوقف بدلاً من الاستعجال ودخول اللاعبين في فترة علاج لا سمح الله».وعن سؤالي حول إيقاف اللاعبين قال: ما يحصل بين الإدارة واللاعبين يبقى ضمن اللائحة، سواء محفزات أو عقوبات، فالجميع يعي أننا في مرحلة احتراف ولها أنظمة ولوائحها ولا بد أن نحترمها.«يوسف» انتقد المعسكر الخارجي للفريق في تركيا، إذ لم يحقق النتائج الإيجابية المرجوة من حيث زيادة اللياقة للاعبين أو التجانس بينهم، كما أن عدم اكتمال العناصر الأجنبية التي لم يتم اختيارها بعناية، ومع ذلك فإنه يؤكد أن وضع الأهلي حالياً يبعث على الاطمئنان.واجبي يجبرنيوعن سؤالي له حول توقعي أنه سيرفض مهمة تدريب الفريق، أجاب سريعاً: «لم أتردد إطلاقاً في قبول تلك المهمة الطارئة، قبولي لها من واقع واجبي كابن لهذا الكيان الكبير، وثقتي في الله ثم في إدارة النادي والجماهير، فلم أتردد في قبول المهمة إطلاقاً».فاجأت «يوسف» بسؤالي: هل أنت مستمر مع الفريق؟.. نظر إليَّ وكأنه يقول لي «بدري على هذا السؤال»، إلا أنه أجاب بأريحيته المعهودة قائلاً: «هذا قرار إداري بحت، أحترمه أياً كان هذا القرار، فالإدارة في قرارها كلفتني مستشاراً فنياً للفريق ومكلفاً بالتدريب للفترة الحرجة لثلاث مباريات». لم أتردد في سؤال «عنبر» عن انتقال عمر السومة وعبدالرحمن غريب وحتى العويس، أجاب بخبرته لاعباً ومدرباً بالقول: «من غير الطبيعي أن يفرغ الفريق من نجوم بقيمة هؤلاء في فترة حرجة تعد الأسوأ في مسيرة الأهلي»، ثم يعقب «لكن الإدارة المكلفة عملت جهداً كبيراً لتعويض الغيابات».< Previous PageNext Page >
مشاركة :