فيلمان مغربي وأرجنتيني في سلا يكشفان واقع النساء المتشابه

  • 9/30/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تختلف قضايا النساء وتتشابه بين مجتمع وآخر وبيئة ثقافية وأخرى، حيث تخوض المرأة رحلة نضالية صعبة لنيل حقوقها، حتى تلك البسيطة منها، وقد ساهم الفن السينمائي في الانتصار لقضايا النساء العادلة، عبر التعريف بها ونقد المجتمعات الذكورية، فكانت الكاميرا خير وسيلة نضالية، وهو ما تثبته أفلام المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا المغربية. الرباط - تشهد الدورة الخامسة عشرة من المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا المغربية، التي تتواصل إلى غاية الأول من أكتوبر، مشاركة عشرة أفلام ضمن المسابقة الرسمية الخاصة بالأفلام، وجلها تناقش قضايا محورية تواجهها النساء. وتتطرق أفلام هذه الدورة على اختلافها إلى نضال المرأة من أجل المساواة وضد كل أشكال التمييز، كما ترسم صورا صادمة لواقع النساء وما يواجهنه من تحديات كبيرة لإثبات ذواتهن وافتكاك حقوقهن. المرأة والتعليم المرأة عوالم وحكايات مؤثرة (فيلم "قصر نظر") المرأة عوالم وحكايات مؤثرة (فيلم "قصر نظر") جرى مساء الأربعاء بالفضاء الثقافي والسينمائي “هوليوود” بمدينة سلا عرض الفيلم الروائي “قصر نظر” (ميوبيا) للفنانة والمخرجة المغربية سناء عكرود، المشارك في المسابقة الرسمية الخاصة بالأفلام الروائية الطويلة، في إطار الدورة الحالية من المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا. ويعرض الفيلم، وهو من إنتاج مشترك بين كندا والمغرب، للصعاب والتحديات التي تواجهها المرأة القروية، والنساء بشكل عام، من خلال قصة فاطم، الحامل في شهرها السادس، والتي تضطر إلى مغادرة قريتها الكائنة في أعالي الجبال للبحث عن نظارات لشيخ القرية، لأنه الشخص الوحيد الذي يمكنه قراءة الرسائل المبعوثة من قبل أفراد أسرهم الذين ذهبوا للعمل في المدن. وخلال رحلتها تعترض فاطم، التي أدت دورها سناء عكرود نفسها، مجموعة من الإكراهات والعراقيل المرتبطة بواقع المدينة ورؤية الناس للحياة التي تختلف عن رؤيتها البسيطة. وأبرزت سناء عكرود، في تصريح لها بالمناسبة، أن هذا الفيلم يعالج مجموعة من المواضيع المطروحة في المجتمع المغربي، مثل أهمية التعليم من أجل تنوير المرأة سواء في العالم القروي أو الحضري، وكذا الحرية والكرامة. فيلم "قصر نظر" يعالج مجموعة من المواضيع المطروحة في المجتمع المغربي، مثل أهمية التعليم لتنوير المرأة وأضافت المخرجة الشابة أنها سعيدة بالمشاركة في المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا كونها تربطها به علاقة مميزة خلال كل دوراته السابقة، خصوصا هذه الدورة الحالية التي تكرم السينما الأفريقية. وفي تصريح مماثل، قالت الممثلة فاطمة بوجو إن الفيلم يسمح للمشاهد بالاطلاع على جوانب عالم المرأة المغربية سواء القروية أو الحضرية، معبرة عن سعادتها بالعمل إلى جانب المخرجة والممثلة سناء عكرود. وأضافت بوجو، التي شاركت في تشخيص الفيلم، أن الإخراج الذي يكون من إنجاز نسوي يساعد المشاهد على الاطلاع على عمق الشخصية النسوية وطريقة تفكيرها سواء بالتعبير الشفهي، أو من خلال الصمت والحركات التي تحمل رسائل باطنية للمتلقي. وشخص فيلم “قصر نظر”، الذي صدر سنة 2020 من كتابة وإخراج وإنتاج وبطولة سناء عكرود، عدد من الوجوه المعروفة في الساحة السينمائية الوطنية، وهي غزلان الإدريسي، قدس جندول، وفاطمة بوجو ومحمد عياد، ونبيل عاطف. يشار إلى أن سناء عكرود (مواليد 1980 بتارودانت) هي ممثلة وكاتبة سيناريو ومخرجة مغربية شاركت في مجموعة من الأعمال السينمائية مثل “احكي يا شهرزاد” و”سوق النساء” و”غروب الشمس” و”عبدو عند الموحدين”. وزادت شعبيتها بعد بطولتها في سلسلة “رمانة وبرطال” وفيلم “الدويبة” للمخرجة فاطمة بوبكدي. أهمية الأسرة شهد فضاء “هوليوود” بمدينة سلا، في إطار المسابقة الرسمية للمهرجان كذلك، عرض الفيلم الروائي “أسعد أيامنا” للمخرجة الأرجنتينية سول بيروزو بيشون ريفيير. ويحكي الفيلم، وهو من إنتاج مشترك إيطالي - أرجنتيني، قصة أغاثا، وهي امرأة تبلغ من العمر 75 عاما، تعيش رفقة ابنها ليونيداس في جو من الحزن والتوتر ناجمين عن قرار ابنتها إيليسا الاستقلال والعيش بعيدا عن منزل العائلة. وذات يوم، استيقظت المرأة في جسد فتاة في الثامنة من عمرها، لتقرر الابنة إيليسا العودة إلى منزل العائلة لمساعدتها على تجاوز هذه المحنة، إلا أن هذا الحادث ساعد العائلة على الالتحام من جديد واستعادة السعادة المفقودة. “أسعد أيامنا” فيلم عن امرأة تستيقظ في جسد طفلة صغيرة فتقرر ابنتها العودة إلى منزل العائلة لمساعدتها وأبرز الناقد السينمائي أحمد سيجلماسي في تصريح له إثر عرض الفيلم، أن الطريقة التي تمت بها إدارة شخصيات الفيلم احترافية، حيث تميز تشخيص الممثلين بالعفوية والتلقائية الخالية من التصنع، ما يبرز الدور الكبير للمخرجة في تسيير الممثلين. وأضاف سيجلماسي أن المخرجة استعملت إيقاعا متوازنا، مشيرا إلى توظيف عناصر الصمت والموسيقى والصورة التي تميزت بها فقرات الفيلم كأشكال للتعبير بالنسبة للشخصيات، مقابل الحوار الذي كان فيه نوع من الاقتصاد. وفيلم “أسعد أيامنا” هو ثاني عمل للمخرجة الشابة (26 عاما)، وتم تصويره سنة 2021 قبل أن يعرض لأول مرة بمهرجان البندقية السينمائي الدولي في السنة ذاتها. وحاز فيلمها الروائي الأول بعنوان “ماما ماما ماما” (2020)، على تنويه خاص من جائزة لجنة التحكيم في مهرجان برلين السينمائي الدولي سنة 2020. وتشتغل سول بيرويزو حاليا على عملها السينمائي الثالث، ويتعلق الأمر بفيلم روائي طويل بعنوان “الحب والجنس والدموع”. وتعد سول بيروزو واحدة من المواهب الصاعدة ضمن المخرجات الشابات في الساحة السينمائية الأرجنتينية، وهي على الرغم من أنها في بداية مشوارها المهني، تناولت مواضيع جد حساسة مثل الحرية والسعادة والموت، وهو ما يميزها عن باقي المخرجين. كما فازت سول بيروزو، الحاصلة على إجازة في إدارة السينما من الجامعة السينمائية ببوينوس آيرس، بالجائزة الأولى في المعهد الأرجنتيني للسينما والفنون السمعية البصرية في سن الـ17 سنة، نظير إبداعها السينمائي المبكر.

مشاركة :