أردني يترك الطب بحثا عن لقب الرجل الحديدي

  • 9/30/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

اختار الشاب الأردني محمد النسور أن يترك مهنة الطب ليلتحق بنجوم العضلات المفتولة الذين أسروه منذ الصغر، وهو اليوم يتدرب بكثافة أملا في الحصول على بطولة عالمية في رياضة الأقوياء بعد أن تأهل لـ “مستر أولمبيا” للمحترفين. عمان - منذ أكثر من نصف قرن أسرت رياضة كمال الأجسام الشبان الأردنيين، إذ أعجبوا بنجوم العضلات المفتولة على غرار أرنولد شوارزنيغر الذي يأمل محمد النسور في السير على خطاه بعد تركه مهنة الطب. بفضل تصميمه، نجح في التأهل إلى بطولة “مستر أولمبيا” للمحترفين المقررة في لاس فيغاس في الولايات المتحدة بين 15 و18 ديسمبر، أملا في الاقتداء بأرنولد المتوج سبع مرات. يقول النسور (26 عاماً و126 كلغ) “منذ الصغر تأثرت بالأبطال الخارقين الذين يتمتعون ببنية جسمانية قوية أمثال سبايدرمان وباتمان. حلمت بأن أكون مثلهم، فالعضلات تميّز الإنسان”. يضيف وهو يتدرّب في صالة ألعاب حديثة زيّنت جدرانها صور أبطال سينمائيين مثل أرنولد ودواين جونسون المكنى “ذا روك”، “مارست الألعاب القتالية مثل الكيك بوكسينغ والتايكواندو، وكنت دائماً أحرز الميداليات الذهبية في المدرسة وارتدت صالة اللياقة لأول مرّة عندما كنت في السادسة عشرة”. النسور شارك في العديد من البطولات أبرزها بطولة الهند 2020 والتي نال فيها الذهبية وتنتشر القاعات المخصّصة لكمال الأجسام في عمّان، حيث يعكس الإقبال الكبير من الشبان سعياً متزايداً للحصول على مظهر أفضل. يقول الطبيب خريج الجامعة الهاشمية وهو يقف أمام مرآة وقد انتفخ ذراعاه بعضلات ضخمة ومُشق بطنه بتكتلات مقسّمة “عشقي لهذه الرياضة صار أكبر بعمر 18 عاماً، عندما شاركت في كأس الأردن ونلت ذهبيتين، ثم شاركت في بطولة المملكة ونلت الذهبية أيضاً”. وتابع، “شاركت في بطولة الهند 2020 ونلت الذهبية وأصبحت ثاني محترف أردني بعد مصطفى حسنين الذي حل عاشراً في مستر أولمبيا 2005”. وفي أغسطس 2021، وعندما كان يعمل طبيباً في المدينة الطبية في عمان، شارك النسور في بطولة للمحترفين في إسبانيا وحلّ سابعاً “بعد هذه البطولة أدركت بأنه علي أن أختار ما بين مهنة الطب وكمال الأجسام”، بحسب قوله. وأوضح، أنه “بعد تفكير طويل قرّرت أواخر 2021 أن أترك مهنة الطب وأتابع رياضة كمال الأجسام رغم معارضة الأهل، أنا أحب مهنة الطب ولكن شغفي بكمال الأجسام أكثر”. وقال، “كان علي أن أختار ما يميّزني عن الآخرين، هناك آلاف الأطباء في الأردن فيما أنا المحترف الوحيد في كمال الأجسام”. وأوضح، “للأسف الطب مهنة مظلومة في الأردن، فبعد دراسة ستة أعوام والتخرج لدينا سنة امتياز دون راتب ثم 4 إلى 5 سنوات تخصّص أيضاً على الأغلب دون راتب، هذا الشيء جعلني أفكّر، ‘هل أبقى لعمر 30 عاماً أو أكثر دون أن أستلم أي راتب؟’”. PreviousNext ورغم المردود المادي من عمله الحالي، يرى النسور أن كمال الأجسام “رياضة صعبة فيها معاناة الجوع والتعب والإجهاد والالتزام بنوع الطعام، وأن تتدرب وحيداً طوال الوقت والابتعاد عن السهر مع الأصدقاء والنوم مبكراً”. ويعطي النسور دروس تدريب عبر الإنترنت ويدير مطعماً للأكل الصحي في عمان. وشارك في بطولة “مونستر زيم” في كوريا الجنوبية في يونيو الماضي ونال الذهبية الأولى للمحترفين في تاريخ الأردن فتأهل إلى مستر أولمبيا. ويأسف، “لعدم وجود أي دعم لا من الحكومة ولا من الاتحاد ولا من أي جهة”، باستثناء شركة راعية في مجال المكملات الغذائية، مقابل قيامه بإعلانات ترويجية. ويتدرّب النسور الذي يطلق عليه زملاؤه تسمية “الرجل الحديدي الأردني” سبعة أيام في الأسبوع وبمعدل ساعتين يوميا تحضيرا لبطولة مستر أولمبيا، المتوج بلقبها في آخر سنتين المصري ممدوح السبيعي “بيغ رامي”، على أن تصبح مرتين يومياً مع اقتراب موعد البطولة. وعن حظوظه في بطولة يُعدّ فيها الأصغر سناً، أضاف “يتدرّب البطل دائماً كي يحصد المركز الأول. هذه أكبر بطولة على كوكب الأرض تضم أفضل 20 لاعبا محترفا.. أنا متأكد 100 في المئة من أني سأكون بطلا لها في المستقبل القريب”. وختم حديثه، “أعرف أنها رياضة خطرة وفيها جانب مظلم، ولكن هناك رياضات أخرى فيها خطورة كالملاكمة وسباقات الفورمولا”، مؤكداً أنه سيحاول إيصال رسالة إلى العالم مفادها أن الإنسان بتحديه وإرادته يستطيع تحقيق كل ما يجول داخله من طموح.

مشاركة :