السويد ترصد تسربا جديدا في أنابيب غاز نورد ستريم كوبنهاغن - رصد خفر السواحل السويدي تسرّبا للغاز من موقع رابع في أنبوب نورد ستريم الذي يتعرّض لعمليات تخريب محتملة في بحر البلطيق، في وقت تتصاعد فيه تحذيرات الخبراء من أن يسبب تسرب الغاز من خطوط نورد ستريم كارثة مناخية للعالم. وأفاد مسؤول في الهيئة السويدية “هناك تسرب من موقعين في الجانب السويدي وتسرب من موقعين في الجانب الدنماركي”، مشيرًا إلى أن “التسربين من الجانب السويدي حصلا على مقربة من بعضهما”. وقالت قوات خفر السواحل السويدية الخميس إن ثلاثة من بين أربعة مواضع لتسرب الغاز في خطي نورد ستريم 1 و2 في المياه السويدية والدنماركية في بحر البلطيق تقع على بعد كيلومترات قليلة من بعضها البعض. وأضافت قوات خفر السواحل “هناك موضعان لتسرب الغاز حاليا في المياه السويدية، وتسرب أكبر في نورد ستريم 1 وتسرب أصغر في نورد ستريم 2”. وتقع نقطتا التسرب في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالسويد وتفصلهما مسافة ميل أي أقل من 1.8 كيلومتر. وتبلغ المسافة بين التسرب الأصغر في السويد بخط نورد ستريم 2 وموضع التسرب الأقرب في المياه الدنماركية 2.6 ميل بحري. وحذر خبراء من انعكاسات تسرب الغاز في مياه البحر، ما قد يؤدي إلى “كارثة” بيئية ومناخية. وتشير بقعة المياه الفقاعية على مساحة 700 متر مربع فوق سطح بحر البلطيق نتيجة تسرب الغاز الطبيعي من فروع خطي أنابيب الغاز الطبيعي نورد ستريم 1 و2 إلى كارثة مناخية قادمة. وبحسب تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء فإن هذه البقعة هي الأكثر وضوحا من بين ثلاث نقاط شهدت تسربا للغاز من الخطين اللذين يربطان بين روسيا وألمانيا. وينكبّ العلماء على تقدير كميات غاز الميثان، أحد أقوى الغازات المسببة للاحتباس الحراري، التي تسربت إلى الغلاف الجوي، والتي يمكن أن تكون واحدة من أسوأ حالات تسرب الغازات الضارة إلى الغلاف الجوي. وعلى الرغم من أن المسؤولين في ألمانيا والولايات المتحدة يؤكدون أن الخطين تعرضا لعمليات تخريب متعمدة، فإنه لم يتم الوصول إلى الأسباب الدقيقة لحوادث تسرب الغاز، بحسب التحليل الذي أعده الكاتب الأميركي جون أنجر. ويحتوي الخطّان على كميات كبيرة من الغاز المضغوط وأغلبها من الميثان، رغم أن خط نورد ستريم 1 متوقف عن العمل منذ الحادي والثلاثين أغسطس الماضي وخط نورد ستريم 2 لم يدخل مرحلة التشغيل منذ إنشائه. وقال كريستوفر بوتزاو رئيس وكالة الطاقة الدنماركية في مؤتمر صحافي في كوبنهاغن إن “انبعاثات الميثان ستكون مساوية لحوالي 32 في المئة من انبعاثات غازات الدفيئة في الدنمارك سنويا”. وأفادت وزارة البيئة الألمانية أن التسرب الغازي من خطي نورد ستريم خطر على المناخ لكنه لا يمثل خطرا كبيرا على البيئة البحرية في بحر البلطيق، مشيرة إلى حوادث تسرب الغاز السابقة نتيجة عمليات التنقيب عن النفط والغاز في بحر الشمال. ويقول ديفيد ماكابي كبير العلماء في منظمة “قوة عمل الهواء النظيف” غير الربحية “نظرا إلى أن تأثير طن واحد من غاز الميثان على الغلاف الجوي يعادل تأثير 80 طنا من ثاني أكسيد الكربون على مدى أكثر من 20 عاما، فإن احتمالات حدوث تسرب كبير لغاز الميثان (من خطي نورد ستريم 1 و2) أمر بالغ الخطورة”. ويعدّ تقدير كميات غاز الميثان المنبعثة من الخطين إلى الغلاف الجوي أمرا بالغ الصعوبة، ففي حين تم رصد الكثير من حوادث تسرب غاز الميثان الكبيرة عبر الأقمار الصناعية من خطوط الأنابيب الأرضية أو مواقع استخراج الغاز الطبيعي والنفط، يعتبر تقدير الكميات المتسربة تحت الماء أمرا صعبا نظرا لانعكاس الضوء على السطح. ولا تزال عدة نقاط غامضة في هذه القضية، منها كمية الغازات الموجودة في الخطوط حاليا ودرجة الحرارة والضغط فيها، وحجم الكسر الموجود في الأنابيب. وسارع بعض العلماء على وسائل التواصل الاجتماعي إلى إجراء بعض الحسابات السريعة لمعرفة كمية الميثان التي يمكن أن تتسرب. ويقدر أندرو باكستر مدير إستراتيجية الطاقة في منظمة “صندوق الدفاع البيئي” كمية غاز الميثان المتسربة من الخطوط بحوالي 115 ألف طن، أي ما يعادل 9.6 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون. وتعادل هذه الكمية أيضا الانبعاثات الكربونية من حوالي مليوني سيارة تعمل بالبنزين على مدار عام كامل، أو من محطتين ونصف محطة لتوليد كهرباء تعملان بالفحم. كما قدّر فرع منظمة السلام الأخضر في الاتحاد الأوروبي كمية غاز الميثان المتسربة من الخطين بما يعادل 30 مليون طن غاز ثاني أكسيد الكربون. وإذا كانت هذه التقديرات قريبة من الحقيقة، فإنها ستكون أكبر تسريب لغاز الميثان على الإطلاق.
مشاركة :