رصد تسرب للغاز في موقع رابع من خط أنابيب "نورد ستريم" في بحر البلطيق أمس، المستهدف بعمليات تخريب "متعمدة" وفق حلف شمال الأطلسي، في حين تشتبه موسكو بـ"ضلوع" دولة أجنبية في تسرب الغاز. ووفقا لـ"الفرنسية"، يأتي التسرب الواسع في هذه المنشآت الاستراتيجية التي تربط بين روسيا وألمانيا على خلفية الصراع في أوكرانيا والمواجهة المستمرة بين الغرب وموسكو. ويجتمع مجلس الأمن الدولي في نيويورك اليوم لمناقشة المسألة. وندد حلف شمال الأطلسي بأعمال التخريب "المتعمدة والمتهورة وغير المسؤولة"، في حين تحدث الكرملين عن "عمل إرهابي" مفترضا "ضلوع" دولة أجنبية. ولم يتهم الطرفان دولة محددة. وكشف خفر السواحل السويدي عن التسرب الرابع في الجانب السويدي ليضاف إلى تسربات في ثلاثة مواقع أخرى سبق أن كشف عنها في البلطيق، أحدها في الجانب السويدي أيضا، واثنان منها في موقعين في الجانب الدنماركي. وحدثت التسربات بعد انفجارات مشبوهة الإثنين في المياه الدولية قبالة جزيرة بورنهولم الدنماركية، لكن في المنطقتين الاقتصاديتين الخالصتين التابعتين للدولتين الاسكندينافيتين. وتظهر التسربات على سطح الماء مع وجود فقاعات كبيرة. ولم يتمكن خفر السواحل السويدي على الفور من تحديد سبب الإبلاغ عن التسرب الجديد بشكل متأخر. لكنهم أشاروا إلى أن التسربين في الجانب السويدي حصلا في المنطقة نفسها. ولم تؤكد السلطات معلومة أوردتها وسائل إعلام سويدية تفيد أن التسرب الجديد طال أنبوب غاز "نورد ستريم 2". وندد حلف شمال الأطلسي بأعمال التخريب "المتعمدة والمتهورة وغير المسؤولة" على خطي أنابيب الغاز "نورد ستريم" في بحر البلطيق، مشيرا إلى أنه سيدافع عن نفسه ضد أي هجمات على منشآته الحيوية. وأكد أن الحلف "ملتزم الاستعداد والردع والدفاع عن نفسه ضد استخدام الطاقة وغيرها من التكتيكات الهجينة من قبل دول أو جهات غير حكومية". من جهته، أعلن الكرملين أنه يشتبه في "ضلوع" دولة أجنبية في تسرب الغاز، لكن دون تسمية دولة محددة. وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحافة، "من الصعب جدا تصور أن يحصل عمل إرهابي كهذا من دون ضلوع دولة ما"، داعيا من جديد إلى إجراء "تحقيق عاجل". بعدما وجهت إليها أصابع الاتهام إثر التخريب المفترض لخطي أنابيب نورد ستريم، شنت موسكو هجوما مضادا الأربعاء عادة الاتهامات "غبية وسخيفة"، وألقت باللوم ضمنيا على الولايات المتحدة، مطالبة الرئيس الأمريكي جو بايدن بـ"إجابات" بشأن تورط بلاده. ورد البيت الأبيض قائلا: إنه "من السخف" التلميح إلى أن الولايات المتحدة من الممكن أن تكون قد ارتكبت هذه الأعمال التخريبية، منددا بنشر روسيا "معلومات مضللة". وأعلنت السويد الأربعاء أن مجلس الأمن الدولي الذي تتولى فرنسا رئاسته سيجتمع الجمعة بناء على طلب روسيا لبحث موضوع تسرب الغاز. وأوضحت آن ليندي وزيرة خارجية السويد، أن السويد والدنمارك كلفتا تزويد أعضاء مجلس الأمن معلومات عن التسرب الذي حصل في منطقتيهما الاقتصاديتين. وأعلنت السلطات الدنماركية أن أكثر من نصف الغاز الموجود في خطي أنابيب الغاز قد تسرب بالفعل، متوقعة أن تتسرب الكمية المتبقية بحلول الأحد. ويعد خطا الأنابيب جزءا من أدوات المواجهة الجيوسياسية، وتديرهما شركة غازبروم الروسية العملاقة بالشراكة مع مجموعات غربية. والخطان متوقفان عن الضخ نتيجة الحرب في أوكرانيا رغم أنهما لا يزالان ممتلئين بالغاز. وتسبب التسرب بفقاعات هائلة امتدت مئات الأمتار على سطح المياه، ما يجعل تفقد المواقع مستحيلا، وفق السلطات. وكان "نورد ستريم 2" الذي اكتمل إنجازه في 2021، يهدف إلى مضاعفة القدرة على تصدير الغاز الروسي إلى ألمانيا. وقد تم تعليق تشغيله ردا على التدخل في أوكرانيا. وأدى التسرب الأخير إلى إضعاف احتمال استئناف تسليم الغاز إلى أوروبا عبر نورد ستريم 1 في المستقبل القريب. فقد خفضت "غازبروم" تدريجيا كميات الغاز التي يتم تسليمها، حتى تم إغلاق خط الأنابيب بالكامل أواخر آب (أغسطس)، كما ألقت باللوم على العقوبات الغربية في تأخير الإصلاحات اللازمة للمنشأة.
مشاركة :