ثورات الربيع العربي صورة شعبية عمادها الشباب

  • 1/7/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

مصر ثاني بلد في سجن صحفييها وإعلامها تحريضي لا يمكن عودة الأمور إلى ما قبل ثورات الربيع العربي تداعيات خطيرة للثورات المضادة بالمنطقة كتب - سميح الكايد: أكد سياسيون وأكاديميون مشاركون في ندوة الجزيرة استحالة عودة الشارع العربي الى حالة ما قبل ثورات الربيع العربي في 2011 وأن الوضع العربي الحالي أفضل مما كان عليه قبل ذلك التاريخ وينتظره مستقبل أفضل، وحذر المشاركون في الندوة التي جاءت تحت عنوان خمسة أعوام على انطلاق الربيع العربي الإنجازات والإخفاقات من مغبة التدخلات الخارجية في مسار الربيع العربي بهدف إفشالها وخلق ثورات مضادة ديكتاتورية كما حدث في بعض البلدان العربية . وأشاروا الى أن الثورات العربية لم تقم من قبل المهمشين وممن تم إقصاؤهم فحسب بل هي ثورات تضامن شعبي قام بها شعب كامل بؤرته الرئيسية الشباب الثائر على الظلم والاستبداد وممارسات الحكومات الدكتاتورية . وأجمعوا على أن ثورات الربيع العربي رغم التحديات والإخفاقات حققت نجاحات وإنجازات لافتة أبرزها توحيد الشعوب ضد الأنظمة الاستبدادية وإعادة الثقة في الصف العربي الشعبي والعمل على إعادة المهمشين الى الواجهة . وأشاروا في معرض تسليط الضوء على نجاحات ثورات الربيع العربي الى وجود إخفاقات تعمل على عرقلة مسار نجاحات هذه الثورات معربين هنا عن قناعة مطلقة بأن الحل الأفضل لتجاوز هذه الإخفاقات يتمحور بين استعادة الشعوب لوحدتها وخروج الكل من دائرة الاستفراد بالقرار وعدم إقفال الباب أمام من عملوا من الأنظمة السابقة للعودة الى ممارسة العمل والانخراط في نسيج المجتمع ، مؤكدين هنا على مسألة هامة وهي أن المشكلة لاتنتهي بمجرد سقوط الحكومات الدكتاتورية والاستبدادية بل لابد من العمل من أجل المستقبل وتشكيل حكومات توافق ديمقراطي. ولفتوا هنا الى نقطة هامة أخرى وهي أن ثورات الربيع العربي لم تفرز قيادات " كاريزمية" قادرة على لعب دور تاريخي كما الحال في بعض دول أمريكا اللاتينية وأفريقيا والجزائر لدى مواجهة الاستعمار الفرنسي بل كانت ثورات شعبية شبابية يسأل عبرها الشباب عن غده وهويته ويتطلع الى تحقيق تنمية وديمقراطية وحياة أفضل . ودعا المشاركون في ندوة الجزيرة التي حضرها حشد كبير من السفراء العرب والأجانب وأعضاء البعثات الدبلوماسية بالدوحة إضافة الى أكاديميين وسياسيين وباحثين وجمهور كبير من ذوي الاهتمام الى تحقيق تكاتف شعبي كبير ضد أي نظام إقصائي والاستفاقة من مسألة احتكار الرأي واستعادة الوحدة والعمل على تطوير الأفكار للمرحلة القادمة وعدم العمل بمفهوم مرض القيادات السابقة وتعزيز الثقة داخل الصف العربي لافتين الى أن ثورات الربيع العربي أدخلت الشارع العربي في وضع أفضل من ذي قبل وقدموا وصفا لثورات الربيع العربي على أنها زلزال أسقط بناء متهالكا عفا عليه الزمن وأثبتت أن المواطن العربي قادر على دفع ثمن مواجهة التحديات. إخفاقات الربيع العربي وفي سياق متصل أقروا بوجود إخفاقات لثورات الربيع العربي منها على سبيل المثال لا الحصر أولا: تمسك البعض بمواقف شخصية أفقدت واقع الثقة بين أبناء الصف الثوري الواحد. ثانيا: رفض بعض رموز الثورات احتواء أبناء الأنظمة السابقة. ثالثا: اعتبار البعض أن المشكلة تم حلها مع سقوط النظام الدكتاتوري وإغفال النظرة للمستقبل. رابعا: عدم قدرة الثورات على تثبيت الوضع السياسي الجديد. خامسا: عدم تقديم مشروعات توافقية. سادسا: الدخول في صراعات سلطوية واحنكار استقلالية القرارات السياسية. نجاحات الثورة التونسية الى ذلك وفي معرض تسليط الندوة الضوء على التأثيرات الإيجابية والسلبية للثورات على الشارع العربي قال الدكتور عدنان منصر مدير الديوان الرئاسي التونسي في معرض تقديمه صورة عن الثورة التونسية ومقارنتها بالثورات العربية الأخرى إن الثورة التونسية قدمت نجاحات كثيرة متميزة وإن تجربة تونس الثورية هي الأنجع عربيا وكانت الشمعة المضيئة الوحيدة في ثورات الربيع العربي رغم التحديات الكبيرة فهناك مكسب حققته الثورة في تونس وهو /الدستور / الذي وجد كنتاج لمعركة سياسية بحيث لايستطيع أحد خرق القوانين والاستيلاء على السلطة، فقد جاء الدستور بالجهات المهمشة والفقيرة زمن النظام الاستبدادي ودعم الاستثمارات والحريات بحيث أتاح الدستور المجال أمام المشاركة المحلية الشعبية في الانتخابات الإقليمية ولهذا لايستطيع أحد في تونس بعد هذا الدستور أيا كان إعادة الأمور الى الوراء . وقال هناك إنجاز اقتصادي وديمقراطي وستكون تونس بموجبه واحة الديمقراطية العربية ولكن على المستوى العالمي الأمر غير ذلك فهناك تأزم اقتصادي مخيف وهناك تخوف من الاضطرابات الاجتماعية وتغذي الإرهاب وهناك كذلك مشكلة الفساد الذي يقف أمام تحقيق الديمقراطية وهذا الفساد يحرم التونسيين من 100 ألف فرصة عمل لذا يمكن القول إن هناك حاجة لمكافحة الفساد في تونس والعمل على الاستغناء عن مساعدات الدول الخارجية الأخرى وهنا أقول لا ديمقراطية مع فساد داخلي. وتناول إخفاقات الثورة التونسية بالقول هناك ضعف بالمشاركة في العملية الانتخابية إذ شارك 3 ملايين من ثمانية ملايين أي بمقاطعة خمسة ملايين للعملية. وأقر هنا بعرقلة المسيرة الديمقراطية في تونس بالقول هناك" تلغيم للديمقراطية التونسية بالمال السياسي العابر للحدود" ودعا التونسيين الاعتماد على الذات والاستغناء عن المساعدات والتدخلات الخارجية من أجل استقلال القرار الوطني. دعوة الليبيين للتوحد من جانبه دعا د. عوض البرعوصي نائب رئيس وزراء ليبيا الأسبق الليبين الى التوحد الوطني لافتا الى أن الثورة الليبية هي ثورة سلمية لكنها جوبهت بالرصاص وأخذت الثورة مسارا آخر متهما هنا أطرافا خارجية بالتدخل لعرقلة سير الثورة الليبية . وقال إن من إخفاقات الثورة الليبية وجود مركزية غير مبررة ووجود فراغ سياسي ومناطق مازالت مهمشة، فهذه الثورة التي خرجت لإنهاء التهميش والإقصاء للعهد الدكتاتوري السابق نجحت في انتخابات شرعية ديمقراطية وفي تفتيت المركزية بداية لكنها واجهت إخفاقات منها أنها لم تستطع تثبيت النظام السياسي الجديد ولم تتمكن من كبح عودة اللجان الشعبية التابعة للنظام السابق الأمر الذي حال دون تحقيق توافقات وطنية . وقال في ليبيا صراع محتدم وهو صراع على الشرعية والسلطة وليس صراعا بين إسلاميين وعلمانيين وهناك انقسام سياسي ليبي محذرا هنا من مستقبل ليبيا في ظل عدم التوافق والحوار الوطني السياسي نظام انكشازي بدورها قالت نيفين ملك الناشطة السياسية المصرية إن ثورات الربيع العربي تجاوزت كافة الإشكالات بين الحدود العربية إذ أصبحت الشعوب تسير نحو التوحد وتجلى لديها الوعي بضرورة تغيير القيادات الديكتاتورية رغم التحديات الداخلية والخارجية وقد أثبتت هذه الشعوب أنها صبورة وليست مطية وهناك لحظة تاريخية صنعها الشباب المصري في 25 يناير 2011 لها قاعدة شعبية واسعة حاول نظام مبارك كبح جماحها لكنه فشل . وقالت إن الثورة في ميدان التحرير ورابعة وغيرها ثورة طائفية كما حاول الانقلابيون تصويرها في إطار لعبة النظام الحالي على مسرح الفؤية، لافتة هنا الى أن الكل المصري في هذا العهد يعاني التهميش إذ إن لدى مصر نظاما عسكريا يرتدي بدلة مدنية وهذا الحال لم يكن فقط الآن بل منذ عام 1952 فهذا النظام المصري يحكم " بالنظام الانكشاري". وأشارت في معرض انتقادها للنظام العسكري الحالي في مصر الى أن الثورة المصرية جاءت لتقول كذلك لا للتوريث كما كان حال مبارك وأبنائه ونجحت في ذلك ولكن المشكلة في الثورة عدم بروز " قيادة كاريزمية"، لافتة الى أن مبارك لم يحاكم على جرائمه في مجال مكافحة وسائل التواصل الاجتماعي التي تشكل المساحة المثلى للشعب المصري. وتناولت الناشطة السياسية المصرية ملك إسقاطات الإعلام المصري التابع للنظام الاستبدادي قائلة هناك إعلام مصري تحريضي أدى الى انقسام الشارع المصري وهذا الإعلام مازال في حالة تحريض دائم على القتل وإقصاء الآخر والزج في السجون فهناك أكثر من 40 ألف شخصية مصرية في السجون الآن في ظل الحكم الانقلابي، لافتة هنا الى نقطة في غاية الأهمية ألا وهي أن مصر تأتي ثاني دولة في العالم سجانة لصحفييها . ووجهت هنا الدعوة الى الشعب المصري للاستفاقة من غيبوبته والخروج من إسقاطاته وخروج كل من هم مع النظام للالتفاف حول الشعب وليس ضده كما يريد النظام. تداعيات للموجات الثورية وتناول وسيم القرشي المتحدث باسم اللجنة التنظيمية لشباب الثورة اليمني قائلا هذه الثورات فاجأت الجميع لا والأكثر مفاجأة مايسمى بالثورات المضادة فالشباب العربي كان لديهم تصورات تغييرية وليست جذرية ولكن الدولة العميقة بدأت بالعمل على استعادة أنظمتها القديمة من البداية فهناك تداعيات للموجات الثورية العربية ولكن لايمكن القول إن الثورات فشلت أو نجحت في كافة بؤر الربيع العربي ففي الحالة اليمنية هناك حرب ولاحلول سياسية على الأرض حتى الآن . ودعا هنا الى إعادة تقييم مسار الثورات العربية وتطوير الأفكار اللاحقة التي أعقبت زلزال الثورات، مشيرا هنا الى وجود حالة تداعيات خطيرة بالمنطقة، واصفا الحالة اليمنية بأنها مازالت الجيدة بالمنطقة. وتناول التقسيمات الاجتماعية اليمنية وأثرها على مسار الثورة قائلا الجيش اليمني هو جيش عائلي وليس مؤسسة عسكرية وهناك 100 ألف حندي يمني أشرفت على تدريبهم أمريكا معربا هنا عن قناعته بالقول يجب التخلص من عقيدة الجيش السابقة المبنية على الأسرية للتخلص من المرحلة الراهنة التي تعصف باليمن . وختم عبدالوهاب الأفندى أستاذ العلوم السياسية بمعهد الدوحة الحديث بالتأكيد على أن ماحدث من ثورات عام 2011 كان أمرا مهما واستثنائيا فالأنظمة العربية وصلت الى حالة انسداد واستهتار بالمواطن العربي الأمر الذي ترتب عليه "انفجار دول الثقب الأسود" ثورات تضامن شعبي متكاملة وأعرب عن قناعته بأن الثورات العربية في تونس ومصر وليبيا وسوريا لم تكن من المهمشين فحسب بل هي ثورات تضامن شعبي متكاملة. وتطرق هنا الى الإعلام المصري في عهد حكومة الانقلاب بالقول عندما أستمع الى الإعلام المصري ومجريات الأمور في مصر يذكرنا بما جرى في رواندا لذا يتوجب على المصريين التخلص من الأوهام والتوحد حول رسم مستقبل أفضل كما دعا الى تحييد الجيش عن الحكم في مصر مؤكدا أن إدخال الجيش في النظام تدمير له.

مشاركة :