رغم مرور أكثر من أربع سنوات "أكتوبر 2011" على محاولة اغتيال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، عندما كان سفيرا للمملكة لدى الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن التاريخ لا ينسى أصابع التدبير التي جاءت بتوقيع "غير مشكوك فيه" من أياد إيرانية. ولم يكن المبلغ المالي الكبير الذي خصص لتنفيذ العملية، والدقة في التخطيط، والحرص على تجنب الشبهة بالاستعانة بعصابات مكسيكية، لتضليل الأجهزة الأمريكية، ليطمس معالم الجريمة المكتملة بالتخطيط والاستعداد لساعة الصفر للتنفيذ، قبل أن ينسف الأمن الأمريكي العملية برمتها بالقبض على المتورط الرئيسي. وبعد أقل من عامين على مداولات القضية - مايو 2013 - أدانت محكمة مانهاتن الفيدرالية، الأمريكي من أصل إيراني منصور أرباب سيار، بمحاولة الاغتيال بعد اعترافه بتهمتي التآمر والقتل مقابل أجر، وقضت عليه بالسجن 25 عاماً. وكان أرباب سيار الذي ولد في إيران قد اعترف بأنه كان موجهاً من قبل مسؤولين عسكريين إيرانيين للذهاب إلى المكسيك في مناسبات متعددة من فصل الربيع إلى خريف عام 2011 لترتيب محاولة الاغتيال. وقالت الحكومة الأميركية إن أرباب سيار قال للموظفين المكلفين بإنفاذ القانون في تصريحاته بعد اعتقاله إنه كان قد طلب مليون دولار على الأقل لتنفيذ المؤامرة، بالإضافة إلى 25 ألف دولار حصل عليها من قوة القدس، وهو فرع من الحرس الثوري الإيراني الذي صنفته وزارة الخزانة الأميركية في عام 2007 بأنه داعم للمنظمات الإرهابية. وأوضحت وثيقة الاتهام في قضية مؤامرة الاغتيال، أن مائة ألف دولار، من إجمالي مليون ونصف المليون دولار، حولت من إيران لاغتيال الجبير، وأن المتآمرين ناقشوا قتله داخل أو خارج مطعم يرتاده في واشنطن، واحتمالات قتل مدنيين معه، وأن مسؤولا إيرانيا في الحرس الثوري وإيرانيا أميركيا كان يقود الشبكة الأميركية استعملا رموزا لشراء سيارة «شفروليه» لتنفيذ الاغتيال. وكشفت «إف بي آي» أن منصور ارباب سيار أميركي بالتجنس، وأنه يحمل جوازي سفر (أميركي وإيراني)، وأنه تعاون مع أشخاص إيرانيين في إيران، منهم علي غلام شكوري المسؤول في فرقة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني، وأن ارباب سيار قابل مرات كثيرة، في المكسيك، «مصدرا خاصا» تابعا لإدارة مكافحة المخدرات الفيدرالية (دي آي إيه) أشير إليه باسم «سي إس 1»، الذي ادعى أنه عضو في شبكة مخدرات عالمية، والذي اتفق مع ارباب سيار على اغتيال الجبير في واشنطن، ولم يكن ارباب سيار يعرف أن «سي إس 1» جاسوس.
مشاركة :