وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، على معاهدات بضم 4 مناطق أوكرانية، تحتل القوات الروسية أجزاء منها، في خطوة يراها الكثيرون تصعيدا للحرب المستمرة منذ 7 أشهر، ويدخلها مرحلة جديدة لا يمكن التنبؤ بها. حرب مع الغرب وقالت أستاذة العلوم السياسية بجامعة موسكو، ثريا الفرا، أن روسيا سترد بكل قوة على أي تهديدات خارجية محتملة للمقاطعات الأربع التي تم ضمها بمراسيم من الرئيس فلاديمير بوتين. وترى ثريا الفرا أن روسيا تحارب 42 دولة غربية تقف بجانب أوكرانيا. وأضافت خلال مشاركتها في برنامج «وراء الحدث» على شاشة «الغد» أن “الغرب هو من صب الزيت على النار”، على حد قولها. مشيرة إلى أن زيلينسكي يتبع الولايات المتحدة وحلف الناتو، ومع ذلك فلن يتم قبول بلاده ضمن التكتل الأطلسي. كما شددت على أن روسيا ستذهب لأبعد الحدود في الدفاع عن نفسها، وذلك ظهر جليا عندما قال الرئيس بوتين إن الأراضي المنضمة حديثا باتت أراض روسية للأبد. وعن عدم مشروعية هذا الضم، قالت ثريا الفرا “لقد فعلت الولايات المتحدة الأمريكية ذلك أولا في العراق عندما تم تقسيم إقليم كردستان العراق وانسلاخه عن الدولة العراقية”. وتابعت:”الاستفتاء الذي جرى في المقاطعات الأربع التي تم ضمها حديثا لروسيا لم يكن إجباريا، بدليل قصف الجيش الأوكراني من ذهبوا للاقتراع”. الحرب مستمرة من جانبه، قال الكاتب الصحفي، يحيي خربوطلي لـ«الغد» في كييف، إن الحرب مستمرة ولن تتنازل القيادة الأوكرانية عن أراضيها. وأكد خربوطلي أن القرارات التي اتخذها بوتين لن تمنع أوكرانيا من استعادة أراضيها. وأوضح خربوطلي أن القرارات الروسية لن توافق عليها أي دولة في العالم عدا التي تدور في فلك روسيا. واستكمل: “الاستفتاءات التي جرت في المقاطعات الأربع التي ضمتها روسيا كانت تحت تهديد السلاح”. واستبعد خربوطلي اندلاع حرب عالمية ثالثة، كما توقع أن حلف الناتو لن يقبل طلب أوكرانيا الانضمام له بصورة عاجلة. الاقتصاد الروسي وفي السياق، قال الكاتب والباحث السياسي، هلال العبيدي، إن العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الدول الغربية على روسيا ستهلك الاقتصاد الروسي، وقد تطال أوروبا أيضا. وأكد الباحث السياسي أن روسيا لن تدخل النفق المظلم بمفردها، موضحا أنه لا توجد أي حلول للأزمة حاليا. كما أوضح أن القرار في روسيا بيد الرئيس بوتين وحده، وذلك لأن الحكم في روسيا فردي وليس تعددي.     يشار إلى أن قرار الضم جاء بعد 3 أيام من استفتاءات تم تنظيمها على عجل، وقالت موسكو إن أغلبية تصل إلى 99 بالمئة صوتت فيها لصالح الانضمام إلى روسيا. وفي المقابل وصفت أوكرانيا وحكومات الغرب عمليات التصويت بأنها زائفة وغير شرعية، وتمت تحت تهديد السلاح ولن يكون لها أي قيمة قانونية. وفي أول رد فعل أعلن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي التقدم بطلب للانضمام إلى الناتو، تحت بند الطلب العاجل، مؤكدا أن بلاده متوافقة مع معايير التحالف. أما الولايات المتحدة فقد فرضت، حزمة جديدة من العقوبات تستهدف مئات الشخصيات والشركات الروسية، من بينهم أعضاء في الهيئة التشريعية الروسية والجيش والبنك المركزي. وأجمعَ الحلفاءُ الغربيون على رفضِ إعلانِ موسكو ضم مقاطعات دونيتسك ولوجانسك وخيرسون وزابوريجيا إلى روسيا، وتعهدوا بمواصلة دعم أوكرانيا.