أعلنت الولايات المتحدة عن مجموعة من الإجراءات الأخيرة التي تشي باستعداد أميركي لمواجهة روسيا في حرب طويلة وشرسة في أوكرانيا، حيث أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية الخميس عن حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا بقيمة 1.1 مليار دولار هدفها دعم الحاجات الدفاعية للجيش الأوكراني على المدى الطويل. وبحسب وزارة الدفاع الأميركية فإن واشنطن قررت هذه المرة ألا تسحب من مخزونها من الأسلحة لإرسالها لأوكرانيا، بل قامت بالتعاقد مع الشركات المصنعة للأسلحة والذخيرة لتزويد أوكرانيا بالسلاح بعد أن تدفع الولايات المتحدة ثمنه. وبحسب مسؤول وزارة الدفاع الأميركية فإن هذه الخطوة ليست سوى بداية لتنظيم عملية شراء وتسليم الأسلحة لأوكرانيا بشكل مستدام يمكّنها من الانتصار في الحرب. وقال مسؤول وزارة الدفاع الأميركية: "نستثمر اليوم على نطاق ضخم بمشتريات سترسل لأوكرانيا في المستقبل لتزويدها بما تحتاجه لضمان قدرتها المستدامة على الردع". وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن قد أعلن الأربعاء الماضي عن عزم الولايات المتحدة الاستمرار بتزويد أوكرانيا بالأسلحة والعتاد المتقدّم حتى لو فازت في الحرب كي لا تفكّر روسيا بالاعتداء على سيادة أوكرانيا من جديد. وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية فإن اجتماع الولايات المتحدة وأكثر من 40 دولة حليفة في بروكسل الأربعاء الماضي شكّل نقطة تحوّل في شكل الدعم العسكري المستقبلي لأوكرانيا. واتّفقت الدول المجتمعة في بروكسل برعاية "مجموعة الاتصال العسكري لدعم أوكرانيا" الأربعاء، على زيادة إنتاجها من الأسلحة والاستمرار بمراجعة حاجات أوكرانيا من المعدات الدفاعية بشكل شهري. وبحسب مسؤول كبير في حلف شمال الأطلسي لـ"اسوشيتد برس" فإن المندوبين في اجتماع أولي في بروكسل يوم الثلاثاء ناقشوا الثغرات في مخزونات الأسلحة وكيفية تنسيق التصنيع لسدها بسرعة أمام توقعات بوصول القتال إلى نقطة حرجة خلال الأشهر المقبلة. وقدّمت الولايات المتحدة لأوكرانيا منذ بداية الحرب نهاية فبراير الماضي ما يزيد عن 16 مليار دولار من المساعدات العسكرية، بالإضافة إلى شحنات أخرى من الدعم العسكري تقدّمها دول أوروبية. وأفاد مسؤول حلف شمال الأطلسي في تصريحاته لـ"اسوشيتد برس" بأن الحرب الشديدة في أوكرانيا تفرض على الدول الأوروبية الاهتمام بشكل أكبر بزيادة مخزونها من الأسلحة التي تراجع بعضها بسبب دفعات السلاح الدورية التي يتم إرسالها لأوكرانيا. وقال مسؤول وزارة الدفاع الأميركية أن الأولوية القصوى للولايات المتحدة هي زيادة الذخيرة من مدافع الهاوتزر والمدفعية الصاروخية، بالإضافة إلى بعض العتاد السوفييتي القديم الذي تحتاجه أوكرانيا بسبب ملاءمته للبنى التحتية العسكرية الاوكرانية. ومن التحديات التي تواجهها أوكرانيا، بصفتها جمهورية سوفييتية سابقة، هي أن جيشها بني تاريخياً على أساس العتاد والسلاح سوفييتي الصنع ولم تبدأ البلاد بالتحوّل نحو استخدام السلاح الغربي الصنع إلا بعد أن استولت أوكرانيا على شبه جزيرة القرم وأراضي في دونباس الشرقية عام 2014. وعلى الرّغم من بناء الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا لمجموعة تسمى باللجنة العسكرية المشتركة التي عملت على تدريب جنود أوكران على استخدام الأسلحة الغربية، إلا أن القوات المسلحة الأوكرانية لا تزال تستخدم مجموعة من أسلحة الحقبة السوفييتية مثل البنادق الهجومية ومدافع الهاوتزر والطائرات الحربية الروسية. وعمدت الولايات المتحدة منذ بداية الحرب في أوكرانيا على شراء أكبر قدر ممكن من الذخيرة السوفييتية من مخازن الأسلحة لدول أوروبا الشرقية، للاستمرار بمد أوكرانيا بها مقابل تزويد هذه الدول بأسلحة غربية متطورة.
مشاركة :