كوبنهاغن - (أ ف ب): نجم تسرّب الغاز في أربعة مواقع من خط أنابيب نورد ستريم في بحر البلطيق عن انفجارات تحت البحر تعادل في قوتها مئات الكيلوجرامات من المواد المتفجرة، بحسب ما جاء في تقرير دنماركي-سويدي أمس الجمعة. وتحدث البلدان في تقرير مشترك رفع إلى مجلس الأمن الدولي الذي سيعقد اجتماعا طارئا بشأن حوادث التسرب أمس الجمعة بطلب من روسيا عن انفجارين. وأكدا أن «قوة الانفجارين بلغت على التوالي 2.3 و2.1 على مقياس ريختر وهو ما يعادل على الأرجح حمولة متفجرة بمئات الكيلوجرامات». وكتبت السويد والدنمارك في رسالتهما الموجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة انتونيو غوتيريش: «تشير جميع المعلومات المتاحة إلى أن هذه التفجيرات هي نتيجة عمل متعمد»، من دون إلقاء المسؤولية على أي طرف. ومازال مصدر الانفجارات ومنفذوها غامضة بينما تنفي كل من موسكو وواشنطن مسؤوليتها عن الحادث. واكتشفت مواقع التسرب في المياه الدولية شرق جزيرة بورنهولم الدنماركية يوم الاثنين. ويقع اثنان منها في المناطق الاقتصادية الخالصة للسويد واثنان في تلك التابعة للدنمارك. وتسببت التسربات من أنابيب الغاز -الاستراتيجية بين روسيا وألمانيا- بظهور فقاعات على سطح البحر يتراوح قطرها بين مائتين و900 متر. ويحظر التنقل في هذه المناطق أو التحليق فوقها. وإلى جانب ذلك بدأ أحد تسربات الغاز الأربعة من خطّي أنابيب نورد ستريم 1 و2 في بحر البلطيق يخفّ، حسبما أكّدت أمس الجمعة السلطات السويدية، فيما لوحظت مستويات مرتفعة من الميثان فوق عدة مناطق في الدول الاسكندنافية. وقال خفر السواحل السويدي في بيان صباح أمس الجمعة إن هذا التسرب الواقع قرب خطّ نورد ستريم 2 على الجانب السويدي «تقلّص حجمه لكنه مازال مستمرًا». ولا يظهر التسرب الثاني على الجانب السويدي، وهو أكبر ومرتبط بخط «نورد ستريم 1»، أي علامات تقلّص، وفقًا لخفر السواحل. ولم تعلّق الشرطة الدنماركية على تطوّر التسرّب من الجانب الدنماركي ردًا على سؤال وكالة فرانس برس. واعتبرت كوبنهاغن يوم الأربعاء أن أكثر من نصف غاز الميثان الذي يحتويه خطّا أنابيب غاز نورد ستريم الخارجان عن الخدمة قد تسرّب، على أن تتسرب الكمية المتبقية بحلول غد الأحد. وبحسب محاكاة نشرها أمس الجمعة معهد «نيلو» النرويجي المستقل المتخصص في تحليل الهواء تحركت سحابة الميثان مع الرياح فوق العديد من المناطق السويدية والنرويجية منذ يوم الاثنين، ووصلت حتى المملكة المتحدة. وبحسب تقديراته، تسرّب قرابة 80 ألف طنّ من الميثان من الأنابيب المتضررة في الخطّين، أي ما يزيد على أربعة أضعاف الانبعاثات السنوية من قطاع النفط والغاز في النرويج التي تعد من المصنّعين الأساسيين للهيدروكربونات في أوروبا. وليست انبعاثات الميثان بمؤذية لصحة الانسان بحسب السلطات، غير أنها تسهم في الاحترار المناخي.
مشاركة :