أبوظبي في الأول من أكتوبر / وام / اجتذب جناح هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية، ثاني أكبر محمية في المملكة العربية السعودية، خلال مشاركتها في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية أكبر حدث من نوعه على صعيد المنطقة، العديد من الزوار بفضل معروضاته الفريدة والمتميزة من النباتات وبعض القطع الأثرية، وبرنامج فعالياته على مدار العام. وتعد محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية، والتي تبلغ مساحتها 91,500 كم2، بيئة فريدة بما تضمنه من مساحات طبيعية وجيولوجية وسكنية ما بين الكثبان الرملية، والوديان والنتوءات الصخرية في الشمال، والنواة الخضراء للتييسة في الجنوب الشرقي، حيث تحتضن نحو 179 نوعاً من النباتات تمثل 134 جنساً، مقسمة إلى 113 نباتا حوليًا و 66 معمًرا، وتضم نباتات الأرطى، والصمعاء، والعوسج، والعرفج، والسدر البري، والرمث، والطلح، والغضا. كما سلط جناح المحمية، الضوء على نطاقات الحفاظ على الأنظمة البيئية، وأنظمة الموائل الطبيعية، وبرامج توطين الحيوانات الفطرية في المحمية، ومن بينها المها العربي، إحدى أنواع الظباء، المنتمية لفصيلة البقريات، وغزال الريم، أحد أنواع الغزلان التي تتواجد في منطقة واسعة من آسيا الوسطى والغربية بما فيها جزء من إيران وجنوب غرب باكستان وصحراء غوبي، بالإضافة إلى شبه الجزيرة العربية وجنوب غرب آسيا، والحبارى الآسيوية، والنعام أحمر الرقبة. وعرض الجناح بعض القطع الأثرية من درب زبيدة وبعض الأحافير المكتشفة في نفود الكبير وذلك بمشاركة هيئة المساحة الجيولوجية، ومن بينها كريتولامنا ابنديكيولاتا أو سمكة القرش الطباشيرية للدلالة على أن أول وصف لها كان من طبقات الجير الطباشيرية والتي ترسبت قبل حوالي 70 مليون عام؛ وتتراوح أطوال هذه الأنواع من أسماك القرش بين متر ونصف ومتران، كما تمتاز سمكة القرش المنقرضة هذه بامتلاكها أسنان حادة قاطعة، حيث يتميز التاج بوجود شفرة مركزية مزودة بنتوءين أمامي وخلفي كشفرات مساعدة، وقد عاشت في بيئات بحرية مفتوحة وبعض الأحيان في مياه بحرية ضحلة قريبة من الشاطئ، وكان لها انتشار جغرافي واسع في بحر التيثس. وقد وجدت بقايا أسنانها في طبقات الطباشيري العلوي ومن سحنات صخرية مختلفة في شبه الجزيرة العربية وشمال إفريقيا، وتم تجميع العديد من عينات الأسنان لهذا النوع من الأسماك الغضروفية بالقرب من موقع لينا جنوب غرب محافظة رفحا، شمال شرق المملكة العربية السعودية. وعرض الجناح أيضا ناب الفيل (المتحجر) للنوع باليولوكسودون ريكي او إيلفاس ريكي، وهو نوع منقرض من الفيلة العملاقة عاشت في شبه الجزيرة العربية قبل حوالي 500 ألف عام على أطراف بحيرات المياه العذبة التي كانت تغطي أجزاء واسعة من المملكة العربية السعودية وخاصة المنطقة الشمالية والشمالية الغربية من المملكة، وكان أول ظهور لهذا النوع من الفيلة كان قبل حوالي 5 ملايين عام في أفريقيا ومن ثم هاجر إلى أوروبا وآسيا على أطراف البحر المتوسط أو قاطعا شبه الجزيرة العربية. ويزيد ارتفاع هذا النوع من الفيلة عن 4 أمتار وتتميز بجبهات منتفخة ومرتفعة وأسنان طويلة مركبة من صفائح متلاحمة ذات سطح طاحن متعرج، وقد تم جمع هيكل عظمي شبه كامل يعود لفيل ضخم القوام ممكن أن يكون أحد الذكور القائدة للقطيع. وعرض الجناح أبرز فعاليات المحمية على مدار العام، والتي تتضمن رياضة بيئية، والمناطيد، وركوب الجمال، والصيد بالصقور، والمشي الجبلي، ومشاهدة النجوم، ومشاهدة الطيور، وجولات تاريخية، والتخييم تحت النجوم، وفعاليات مهرجان الشتاء، ومهرجان الأبل، والسفر والسياحة. وقال عبدالمجيد الضبعان مدير عام مشاركة المجتمع المحلي في هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبد الله الملكية لوكالة أنباء الإمارات "وام" إن هذه المشاركة الأولى لهم في هذا الحدث العالمي بامتياز وهي تجربة ناجحة ..معربا عن سعادته بالمشاركة في معرض الصيد والفروسية الذي يعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وافريقيا. وأضاف أنّ المشاركة تأتي لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات إقليميا وعالمياً بما يسهم في رفع جاهزية الوجهات السياحية خاصة السياحة البيئية وإسهامها في الناتج المحلي للمملكة وبما يدعم أهداف رؤية المملكة 2030 في إنشاء اقتصاد مزدهر عبر التنويع والاستثمار بطرق تضع المملكة العربية السعودية على خريطة السياحة العالمية.
مشاركة :