طالب المشاركون في ندوة "الصناعة السينمائية الخليجية بين الممكن والصعب والمستحيل" ضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2022، بضرورة رفع الوعي بأهمية الثقافة السينمائية، وتعزيز الذائقة الفنية للجمهور. واستضافت الندوة الحوارية التي قدمها نائب رئيس مجلس إدارة جمعية السينما ومدير مهرجان أفلام السعودية أحمد الملا، العديد من الممثلين وصناع الفن السعودي والخليجي منهم الفنانون: عبدالمحسن النمر، وخالد البريكي، وفاطمة البنوي، بالإضافة إلى المخرج نواف الجناحي، والكاتب السيناريست محمد حسن. وأكد الفنان عبد المحسن النمر، أن رؤية السعودية 2030 كان لها أثر كبير في تنشيط الحركة الفنية، وخاصة مع افتتاح صالات السينما التي عززت بدورها من ازدهار منظومة الفن الخليجي بشكل عام بالنظر إلى حجم السوق السعودية الذي يتسع للمزيد من الأنشطة الفنية والفعاليات التي تساهم في إرساء دعائم القوى الناعمة للمملكة، مشيرًا إلى الحاجة لزيادة الوعي السينمائي بشكل مستمر. وذكر الكاتب والسينارست الإماراتي محمد حسن، أن المهرجانات السينمائية أتاحت له فرصة التعرف على العديد من صناع السينما السعوديين، مبينًا أن دول الخليج تمتلك تاريخًا عظيمًا يستحق أن يُروى للتعريف بحجم تأثيرها الثقافي وتحولاتها الجغرافية، مطالبًا بضرورة عودة مهرجان دبي إلى منظومة الأنشطة والفعاليات السينمائية الخليجية. فيما دعت الفنانة فاطمة البنوي، إلى المزيد من الدعم لصالح السينما السعودية، والترويج بشكل أكثر فاعلية لها، مع أهمية تحفيز استمرارية وجود الأفلام في صالات العرض ومنصات المشاهدة والمحطات والقنوات التلفزيونية، والاستفادة من التجارب المختلفة لإثراء الحركة الفنية المحلية لكونها استفادت من إحدى تجاربها التي قدمتها باللهجة المصرية. وقالت إنها تجمع بين العديد من الخبرات في مجال الكتابة والإخراج والتمثيل وكذلك التدريب، وذلك بسبب خلفيتها الأكاديمية التي مكنتها من الإبحار في العديد من المجالات المعرفية، معبرة عن تفاءلها بمستقبل السينما السعودية. من جانبه، بين الفنان الكويتي، أن الحركة السينمائية في دول الخليج لازالت تعتمد على الجهود الفردية ورغم أن بعضها يتميز بالذكاء والنجاح إلا أنها لا زالت مجهودات خاصة بعيدة عن السينما كصناعة ضخمة وهامة، وهو ما يستتبع بالضرورة الاهتمام بتحفيز منظومة الإنتاج والتسويق. كما أفاد المخرج الإماراتي نواف الجناحي، بأنه يجب البحث عن الأسباب التي تمنع الجمهور من الإقبال على السينما ومعالجتها بشفافية سواء كان ذلك له علاقة بحجم الإنتاج، أو ضعف المضمون، أو القصور في عمليات الترويج اللازم، بجانب مزاعم عدم الثقة في المنتج الخليجي, واستطرد بقوله: أتمنى زيادة الوعي الجماهيري بالثقافة السينمائية من خلال تدريسها ولو بحصة واحدة في كل عام دراسي، فمثلاً يمكن تخيل مقدار الوعي لدى طالب يدرس السينما لمدة 12عامًا قبل المرحلة الجامعية، ولا أعني بذلك الدراسة المتخصصة إطلاقًا ولكن كجرعة معرفية بسيطة حول الفيلم السينمائي على سبيل المثال. واختتم مشيدًا بالجهود السينمائية الكبيرة بدول الخليج، مستدركاً بأنها لازالت بحاجة إلى فهم أكبر لها كصناعة متكاملة ومؤثرة في الوعي العام. وانطلقت فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2022، يوم الخميس 29 سبتمبر ويستمر حتى يوم السبت 8 أكتوبر، في واجهة الرياض، تحت شعار "فصول الثقافة"، حيث سيقدم على مدى 10 أيام برنامجاً ثقافياً شاملاً يغطي أوجه الإبداع كافة، كما تحضر فيه جمهورية تونس بوصفها ضيف شرف، وسط مشاركة 1200 دار نشر ودور بالوكالة تمثل 32 دولة.
مشاركة :