بالصور: صبح الأب الصغير لا يرى طفله

  • 1/7/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2008، كان لؤي صبح ابن التاسعة أحد جرحى قنبلة فسفورية انفجرت قرب منزله في بلدة بيت لاهيا في قطاع غزة، وقد نقل للعلاج في المملكة العربية السعودية في يناير سنة 2009، وهو اليوم أب لا يستطيع أن يرى طفله، لكنه يرسل من خلاله رسالة للاحتلال الإسرائيلي الذي أفقده النظر إلى الحياة بأن الشعب الفلسطيني سيظل يستجر الأنفاس رغم الحصار والحروب والتضييق. 8 سنوات منذ الإصابة التي جعلته كفيفاً، كانت كافية لصياغة ملحمة إنسانية، قادها لؤي شاباً في شتاء 2008. كان طفلاً وقتها ودُون اسمه في قائمة جرحى العدوان، لكن حكايته لم تقتصر على إصابة يمكن تجاوز آثارها، بل تجاوزت ذلك مع مرور الزمن لتصبح فصلاً من الألم الملازم للؤي طوال حياته. ليلة باردة في ليلة باردة من ليالي تلك الحرب الساخنة، ألقت قوات الاحتلال عشرات القنابل الفسفورية المحرّمة دولياً فسقط بعضها في محيط منزل عائلة صبح ببلدة بيت لاهيا، وكان لؤي طفلاً يحتمي بظهر والده وأدعية أمه، لكن قنبلة فسفورية أطلقها محتل حاقد، جعلت الطفل كفيفاً مضطراً للاستعانة بأهله في الحركة والتنقل، حيث كانت الحربان التاليتين على غزة عبئاً ثقيلاً على لؤي وعائلته التي لجأت الى أحد المدارس هرباً من آلة قتل إسرائيلية لا ترحم ولا تفرق بين طفل أو مقاتل، بين مبصر وأعمى، وبين معافى ومريض. قفص الزوجية الفتى الكفيف دخل قفص الزوجية في عمر الـ15 عاماً؛ في رسالة تضيف لبعدها الاجتماعي بعداً آخر مفاده أنه رغم إعاقته إلا أنه يحق له ممارسة حياته الطبيعية كما الآخرين، وفي الوقت ذاته رسالة صمود التي أصبحت تلازم كل فلسطيني يشعر أن بيته الشخصي مهدداً مثل وطنه كله. بعد عام من الزواج والكفاح ضد الإعاقة، من الله على لؤي بطفل، ليصبح لؤي الفتى، أباً صغيراً لكنّه لا يرى طفله ولا يعرف عنه إلا من تلمس يداه وما يشتم من رائحة الطفولة البريئة. الطفل بين أحضان والده إلا أن الأب الصغير لن يراه طوال حياته، فقط يسمع ضحكاته، وينصت لحركاته، ويشتم رائحته.

مشاركة :