بحسب الإحصائيات الدولية، فإن تركيبة سكان العالم تغيرت بشكل كبير في العقود الأخيرة، فبين عامي 1950 و2010، ارتفع متوسط العمر المتوقع في جميع أنحاء العالم من 46 إلى 68 عامًا. وعلى الصعيد العالمي، كان هناك 703 ملايين شخص تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر في عام 2019. وكانت منطقة شرق وجنوب شرق آسيا موطنًا لأكبر عدد من كبار السن (261 مليونًا)، تليها أوروبا وأمريكا الشمالية (أكثر من 200 مليون). ولأنه من المرجح على مدى العقود الثلاثة القادمة، أن يتضاعف عدد كبار السن في جميع أنحاء العالم ليصل إلى أكثر من 1.5 مليار شخص بحلول عام 2050. كل هذه الأسباب وغيرها دفعت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 14 ديسمبر 1990، لإعلان قرارها رقم 45/106 باعتبار الأول من أكتوبر في كل عام يومًا للمسنين، وفي عام 1991 اعتمدت الجمعية مبادئها المتعلقة بكبار السن، والذي نستعرض في ضوئه خلال هذا التقرير، جهود المملكة في التعامل مع كبار السن. منطلق الرعاية في المملكة تهدف المملكة، من خلال التفاعل مع اليوم العالمي للمسنين، إلى التأكيد على أن القيم الإسلامية الحميدة تدعو إلى توقير واحترام المسنين، وإبراز دورهم في تنمية وخدمة المجتمع وقدرتهم على العطاء، والاستفادة من خبراتهم وطاقاتهم المهنية والعلمية، ورفع مستوى الوعي بحقوقهم. وتقدم المملكة للمسنين الرعاية الشاملة (الصحية والاجتماعية والنفسية) عبر دور الرعاية الاجتماعية المنتشرة بمناطق المملكة، إضافة إلى تقديم المساعدات المالية والعينية للمحتاجين من المسنين وأسرهم عبر وكالة الضمان الاجتماعي، والأجهزة التعويضية من كراسي متحركة وأسرّة طبية وسماعات وغيرها، وبرنامج الرعاية المنزلية للمسنين داخل إطار الأسرة من خلال برنامج زيارات متابعة لهم. وتعمل المملكة ضمن برنامج التحول الوطني على مبادرات تأسيس 5 واحات نموذجية للمسنين متوافقة مع احتياجاتهم تشمل كافة الخدمات الصحية والعلاج الطبيعي وناديًا ترويحيًّا، وتمكين القطاع الأهلي من تأسيس 13 جمعية أهلية متخصصة للمسنين تغطي خدماتها كامل مناطق المملكة. حقائق وأرقام تشير إحصائية للهيئة العامة للإحصاء، إلى أن عدد المسنين يزيد على المليون، أي ما نسبته ٥٪ من إجمالي عدد السكان، وقد حفظت المادة (27) من النظام الأساسي للحكم حقوق المسن. ونصت هذه المادة على أن “تكفل الدولة حق المواطن وأسرته، في حالة الطوارئ، والمرض، والعجز، والشيخوخة، وتدعم نظام الضمان الاجتماعي، وتشجع المؤسسات والأفراد على الإسهام في الأعمال الخيرية”. وكما أن رعاية المسنين والاهتمام بهم أمر في غاية الأهمية، فهذه الفئة التي أفنت حياتها بالعطاء والتضحية تستحق الاحترام والامتنان والرعاية من خلال خدمتهم على أكمل وجه وتقديم التسهيلات وتوفير الإمكانيات اللازمة لهم. الخدمات الصحية ودور الرعاية تتعامل المملكة مع المواطنين والوافدين فيما يخص الخدمات المقدمة إليهم دون تمييز بناء على الجنس أو العمر أو الدين أو العرق، إلا أنها أطلقت بعض الخدمات الإلكترونية الخاصة بكبار السن، تلبية لاحتياجاتهم، وبين هذه الخدمات تطبيق صحة، وموعد، وقريبون، وخدمات الرعاية الصحية المنزلية، والوصفة الطبية، وخدمات العلاج. كما أنشأت جمعية وقار، وهي جمعية خيرية غير ربحية تأسست في عام 1437هـ ومقرها الرئيسي في مدينة الرياض، وتسعى لمساندة كبار السن، ودعم حقوقهم، والمساعدة في رعايتهم ورفع مستوى الاهتمام بمكانتهم، إضافة إلى دور الرعاية المنتشرة عبر مختلف مناطق المملكة. تعليم كبار السن ومحو الأمية وعملت المملكة على إعداد برامج خاصة بتعليم الكبار تحت إشراف وزارة التعليم تستهدف جميع الأميين، وتقدم لهم بالمجان، وساهمت تلك الخطط في الحد من الأمية وخفض نسبتها إلى 5.6%، وتضمن المملكة حقوق كبار السن من خلال تشريعات ونظام تعليم الكبار ومحو الأمية. خدمات أخرى وحرصت المملكة على تقديم خدمات كتابات العدل المتنقلة، وهي خدمة مجانية تقدمها وزارة العدل للمستفيدين غير القادرين على الحضور إلى مقرات كتابات العدل من كبار السن (65 سنة أو أكثر). ويأتي كاتب العدل ليقدم الخدمة في موقع المستفيد بحسب المواعيد المتوفرة، وتتم الخدمة بشكل فوري دون الحاجة إلى مراجعة كتابة العدل. نصائح صحية من جانب آخر، قدمت وزارة الصحة عدة نصائح للحفاظ على صحة ولياقة كبار السن، وحثتهم على ممارسة الرياضة المناسبة بانتظام، والتغذية الصحية، والزيارة الدورية للطبيب، والانتظام بتناول العلاج، فضلاً عن الحرص على إجراء الفحص الطبي الشامل، والترفيه الاجتماعي مع العائلة والأصدقاء.
مشاركة :