أرقام البطالة تقترب من مستهدفات رؤية 2030

  • 10/2/2022
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

أصعب المشكلات الاقتصادية التي تواجهها الدول هي البطالة والتضخم، هاذان الملفان الشائكان تمت معالجتهما في السعودية بالتخطيط الجيد والإدارة الحصيفة، في هذا التقرير نسلط الضوء على ملف البطالة، وأذكر أنني كتبت مقالا عند تعيين معالي الوزير المهندس أحمد الراجحي أشدت بقرار اختياره لأنه في الأساس رجل أعمال وقادم من القطاع الخاص الذي كان عقبة أمام أي مشروع للتوطين، ولذلك من السهل عليه التعامل مع قضية التوطين بما يحقق الهدف ولا يضر بمصالح الشركات، ولذلك أعتقد أن التدرج في عملية التوطين والإعلان عن خطة توطين القطاعات قبل مدة كافية كانت من أحد الأسباب التي ساهمت في نجاح وزارة الموارد البشرية في تخفيض نسب البطالة، ولولا أزمة كورونا التي تسببت في تراجع النشاط الاقتصادي قد تكون الأرقام أفضل بكثير مما تحقق، اليوم نستطيع أن نقول إننا تجاوزنا أزمة البطالة -وبحول الله- نحن في الطريق إلى تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي خُطط لها أن تكون البطالة بين السعوديين 7 % وقد نحقق هذا الرقم قبل الموعد بعدة سنوات، وزارة الموارد البشرية أطلقت 32 قرار توطين في عام 2021 وأطلقت 6 قرارات توطين في عام 2022 وهذه القرارات ساهمت في خفض معدلات البطالة لأدنى مستوى منذ عشرين عاما، حيث تنوعت هذه القرارات ما بين مهن نوعية وأنشطة وتوطين مناطقي ونتوقع المزيد من القرارات الفاعلة في تمكين المواطنين من الحصول على وظيفة بأسرع وقت ممكن، المملكة -ولله الحمد- منّ الله عليها بقيادة شابة وجريئة ذكية ومبتكرة، وإن سارت الأمور كما خُطط لها وتمكنت من تحقيق 70 % من أهدافها الطموحة فإن المملكة سوف تنتقل إلى مصاف الدول الاقتصادية الأكبر عالميا، لدينا مقومات قوية ومشاريع فريدة لا مثيل لها في العالم، سوف توفر هذه المشاريع عند اكتمالها ملايين الفرص الوظيفية للمواطنين لتستوعب جميع الباحثين عن العمل، ولكن يجب التركيز على مخرجات التعليم لتكون متوائمة مع احتياج سوق العمل ولعل استقلال الجامعات بدء من جامعة الملك سعود سوف تمنحها حرية اختيار التخصصات الأكثر جدوى، وتسهل على الشركات الحصول على كفاءات سعودية تلبي احتياجاتها الفعلية، تراجع معدل البطالة في السعودية بين المواطنين إلى 9.7 % في الربع الثاني من عام 2022، وهو ما يتماشى مع هدف رئيس لخطط سمو ولي العهد لتحويل الاقتصاد بعيدا عن الاعتماد على النفط، ويعد معدل البطالة المسجل للسعوديين أخيرا هو الأدنى منذ عام 2001، حيث بلغ حينها 8.3 %، متزامنا مع مشاركة اقتصادية تعد من أعلى المعدلات لمساهمة السعوديات في سوق العمل بنحو 35.6 % في الربع الثاني، مقابل 33.6 % في الربع الأول، وتراجع معدل البطالة بين السعوديين من 11.3 % في الربع الثاني من عام 2021 وتراجع بنسبة 0.4 % على أساس فصلي، معدل البطالة الإجمالي بين السعوديين وغير السعوديين تراجع إلى 5.8 % في الربع الثاني، مقابل 6.6 % في العام السابق بحسب بيانات نشرتها الهيئة العامة للإحصاء. قد يقول البعض إن التوطين كان يستهدف وظائف لا تتناسب مع المواطنين وإمكانياتهم ودرجاتهم العلمية وتخصصاتهم الجيدة، كما أن متوسط الرواتب بالكاد يكفي الموظف في المصاريف الأساسية، قد يكون كذلك ولكن أن يجد المواطن عملا بأي تعويضات مالية أفضل بكثير من أن يكون عاطلا لأسباب عديدة منها، اكتساب الخبرة والمهارة والتي قد تفتح له أبوابا لوظائف أفضل، كذلك احتساب مدة الخدمة ضمن مدد الاشتراك في التأمينات الاجتماعية، وإذا أثبت الموظف جدارته في العمل قد يُرقى ويحصل على مناصب إدارية ذات رواتب عالية، الرؤساء التنفيذيون للشركات ومديرو العموم في الأساس كانوا من صغار الموظفين ولكن طموحاتهم العالية وتطوير قدراتهم ومهاراتهم وجديتهم في العمل أوصلتهم إلى هذه المناصب، ولذلك يندر أن يصل أحد إلى هذه المناصب لا يكون جديرا بها، ولو افترضنا أن أحدا وصل إلى المنصب بالواسطة سوف تنكشف قدراته سريعا وخصوصا إذا ما تحدثنا عن القطاع الخاص الذي يعتمد على تحقيق المستهدفات، اليوم نجد الشباب السعوديين في كل مكان ويعملون في كل المهن وسقطت مقولة إن الشاب السعودي مرفه لا يعمل إلا وراء المكاتب وتحت المكيفات.

مشاركة :