ما أجمل أن يكون العمل هواية وليس مجرد رفاهية لملء أوقات الفراغ والتخفف من ضغوط الحياة والشعور بالتميز والتفوق فى مجال تحبه وتهواه لأنه يساعدك على تجديد النشاط وعدم الشعور بالملل من روتين الحياة وقد كنت وما زلت أعتبر نفسى محظوظا لأننى امتهنت الصحافة التى أحببتها متسلحا بثلاثية الحرفية والهواية والموهبة! والذين يدخلون إلى بلاط صاحبة الجلالة ويتوهمون إمكانية الجمع بينها وبين أى اهتمام آخر يصادرون مستقبلهم فيها مهما حصلوا على فرص أكثر من أقرانهم فالصحافة لا تعرف الزوجة الثانية ومن يتزوج الصحافة بعد رحلة من عذاب العشق والغرام بها لا يصح له أن يعرف شيئا آخر سواها! وكل النوابغ والرموز المعروفة فى تاريخ صاحبة الجلالة هم الذين لم يخلعوا رداء الهواية مهما كبرت أسماؤهم ومهما علت مناصبهم أو توثقت مصادرهم مع أرفع المستويات فى كافة المجالات .. فالهواية هى التى تجعل الصحفى فى حالة «لهاث» دائم بحثا عن الحقيقة وسعيا إلى المعرفة التى تشبع نهم القراءة .. والأهم من ذلك كله أن الهواية هى صمام الأمان لأى صحفى, لأن الهواية تضمن استمرار استمساكه بالدقة والأمانة والموضوعية، وذلك يحرم خصومه وكارهى نجاحه من التربص والترصد به! وما أحوجنا فى هذه المرحلة الصعبة من تاريخ المهنة والتى تتعرض فيها لعواصف هائلة من المصاعب والتحديات إلى إعطاء الهواية أولوية مطلقة فى كراسة الشروط الواجبة لدخول مهنة البحث عن المتاعب التى تقف على أعتاب مرحلة جديدة ووشيكة لاسترداد مكانتها كقوة تأثير إيجابية تعيد تعبئة البشرية نحو الاتجاه الصحيح! وقبل أن يسألنى أحد لماذا تكتب ذلك الآن أسارع بالرد قائلا: لدى إحساس عميق بأن الصحافة ستعود أقوى مما كانت عليه والفضل فى ذلك للسوشيال ميديا التى باتت تمثل خطرا يهدد السلام الاجتماعى فى كل دول العالم دون استثناء ولم يعد ممكنا استمرارها كقنبلة موقوتة قد تدمر – حال انفجارها – كل القيم والأخلاقيات الرفيعة!
مشاركة :