بداية أود أن أهنئ معالي الوزير يوسف البنيان على فوزه بالثقة الملكية بتعيينه وزيراً للتعليم، أنا دائماً في شوق لمعرفة الشخصية القادمة التي سوف تتولى حقيبة التعليم في بلادي، وذلك لإيماني الراسخ بأن التعليم بالدرجة الأولى هو الذي سوف ينقلنا إلى مصاف دول العالم الأول، وهو في الوقت نفسه الذي يمكن أن يبقينا دولة عالم ثالثية، بل من المؤكد أنه لا يمكن فصل مستقبل بلادنا التنموي عن نمط ونوعية التعليم الذي نقدمه لإنساننا. ما أتمناه على وزير التعليم الجديد وفريق عمله هو أن لا يعيد تعليمنا إلى المربع الأول، فرغم ما ظهر في تعليمنا من جوانب قصور إلا أنه لا يمكن إنكار أنه كانت هناك محاولات جادة إبداعية للتطوير يجب البناء عليها، فالتطوير التعليمي كما هو معلوم بطبيعته عمل تراكمي، ولا يمكن لأي إدارة تعليم جديدة أن تدعي أنها هي من صنعت لنا تعليماً نوعياً مميزاً. لقد عانينا طويلاً من انقطاع عملية تطوير تعليمنا مع مجيء كل إدارة جديدة للتعليم. مشروعاتنا التعليمية للأسف تموت فجأة، وأحياناً تموت واقفة دون تقييم حقيقي لتلك المشاريع، والخسارة هنا ليست تعليمية فقط، بل وخسارة اقتصادية، أتذكر في هذه اللحظة أنه في ضوء متطلبات مشروع تعليمي جديد تم تجهيز مختبرات لمادة جديدة بتكلفة مليونية، ثم تم لاحقاً إلغاء تلك المختبرات.
مشاركة :