شدد الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني إمام وخطيب المسجد الحرام على أن من مقاصد الإسلام ومحكماته الإعتصام بحبل الله والاجتماع والأُلفة فهي مقصد عظيم جليل وغاية كلية أصيلة، مبيناً أن الشريعة حرمت كل مأمن شأنه أن يكون سببًا لتصدع الصف وتفرق الكلمة. جاء ذلك خلال كلمة ألقاها خلال زيارته مدرسة "علاء الدين" الثانوية الدينية في بريشتينا ــ عاصمة جمهورية كوسوفا ضمن برنامج زيارات أئمة الحرمين الذي تنفذه الوزارة تفعيلاً للبرنامج التنفيذي بين الوزارة والمشيخة الإسلامية في كوسوفا وكان في استقباله مدير المدرسة السيد فاضل حساني وأعضاء هيئة التدريس. ووجه "الجهني" الائمة والخطباء الحاضرين للقاء بتوجيهات بين فيها أن ما يجمع كلمتهم ويوحد صفهم ويقوي جماعتهم هو الإعتصام بالوحي المبين واتباع سنة نبيهم الامين محمد صلى الله عليه وسلم فهذه العقيدة الصحيحة هي أصل اعتصامنا وجل وحدتنا وسبب عزتنا هدانا الله بها من الضلالة وأنقذنا بها من النار واعزنا بها بعد ذلة وكثرنا بها بعد قلة ما كان بها المسلمون يعرفون بعدها دليلا ولا للقوة سبيلا ولا للنهضة طريقا كما بين الله أن التنازع سبب الفشل والاختلاف قرين الضعف وعلامة الضياع. وأوضح "الجهني" أن الله أنزل القران على رسوله محمد والبشرية في تعيش في ركام من المعتقدات الباليه والتقاليد المختلفة التي مزقت الأمم وشتت الشعوب فأحدث القران الكريم أثر عجيبا غير الاذهان وبدل الاوضاع ودعى الى فضائل عظيمة ورايات نبيلة وقيم إسلامية رفيعة وكان من جملة ما جاء به دعوته الى فضيلة الاعتصام والوئام بعد التنازع والشقاق والتخاذل والافتراء وربطها بمصالح عظيمة للمسلمين كالأمن والأمان والقربة الاطمئنان والحضارة والعمران. وبين الجهني أن متى ما حدث اختلاف ووقع شقاق دب الفشل في المؤسسات وظهر الضعف العام على كل شيء ضعف أمام النفس وفي الداخل وضعف أمام اهل الشر الذين يسعون لهدم المجتمع وتدميره. وفي ختام كلمته شكر الله لكل من ساهم في هذا اللقاء الطيب ومن عمل على هذا الجمع الطيب على كلمة الله وطاعته فجزاء الله القائمين على هذه المدرسة خير الجزاء. ومن جانبه عبر السيد فاضل حساني مدير مدرسة علاء الدين عن سعادته بهذه الزيارة وشكر الوزارة والشيخ عبدالله الجهني والوفد المرافق له و كل من ساهم في إعداد في تنفيذ هذه الزيارة. وأضاف بأن هذه الزيارة هي الأولى من نوعها، كما أكد أن اللقاء كان حظي باهتمام بالغ من قبل المدرسين الذين طرحوا أسئلة مهمة تتناول مجال التدريس وخاصة في المواد الدينية. كما ألقى المفتي الشيخ نعيم ترنافا كلمه عبر فيها عن شكره واعتزازه للوفد السعودي ولكل من ساهم في هذه الزيارة المباركة كما قدم شكره لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ولمعالي الوزير. والجدير بالذكر أن مدرسة "علاء الدين" الثانوية الدينية في بريشتينا تعتبر من المعالم الإسلامية البارزة في العاصمة وتأسست قبل ٧١ عاما وهي الوحيدة من نوعها في كوسوفا والرائدة في المنطقة.
مشاركة :