لقي 125 شخصاً على الأقل، أمس، حتفهم في إندونيسيا، وفق حصيلة جديدة لاجتياح آلاف المشجعين ملعباً لكرة قدم في ختام مباراة، ما دفع قوات الأمن إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع، في واحد من أسوأ حوادث الملاعب الرياضية على الإطلاق. وأمر الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو بفتح تحقيق في أمن مباريات كرة القدم في البلاد. وقال إنه طلب تقييماً شاملاً لمباريات كرة القدم والإجراءات الأمنية. وأضاف في خطاب متلفز أنه طلب من الاتحاد الوطني الإندونيسي لكرة القدم تعليق كل المباريات إلى أن «يتم تحسين إجراءات الأمن». وتابع «أشعر بأسف عميق لهذه الفاجعة وآمل أن تكون هذه الفاجعة المرتبطة بكرة القدم الأخيرة في بلدنا». ووقعت المأساة أمس في مدينة مالانغ شرق البلاد، وأدت إلى إصابة أكثر من 320 شخصاً أيضا خلال تدافع للجماهير في هذا الأرخبيل الواقع في جنوب شرق آسيا، ويشهد باستمرار كوارث مرتبطة بمواجهات بين مشجعي فرق كرة القدم. ودخل مشجعون لفريق «أريما إف سي» إلى أرض ملعب كانجوروهان في مدينة مالانغ بعد خسارة فريقهم 3-2 أمام «بيرسيبايا سورابايا». وأعلن نائب حاكم إقليم جاوة الشرقي إيميل درداك أن حصيلة الضحايا بلغت 125 قتيلاً مصححا أرقاما سابقة كانت تشير إلى مصرع 174 شخصا. وتُظهر لقطات صورت داخل الملعب كمية هائلة من الغاز المسيل للدموع وأشخاصًا يتشبثون بالحواجز ويحاولون الهرب، فيما يحمل آخرون متفرجين مصابين وهم يشقون طريقهم وسط الفوضى. وقال شاهد عيان إن «الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع فاندفع الناس على الفور وأخذوا يدفعون بعضهم البعض ما تسبب في سقوط عدد كبير من الضحايا». من جهته، قال الناجي سام جيلانغ الذي فقد ثلاثة من أصدقائه لقوا حتفهم تحت أقدام الحشد، لفرانس برس إن «ما صدمني هو أنهم لم يفكروا في النساء والأطفال». ووصف الحادث بأنه «مرعب ومروع». وتابع «كان الناس يتدافعون، داس كثير منهم آخرين وهم في طريقهم إلى المخرج». وأضاف «شعرت بحرقة شديدة في عيني من الغاز المسيل للدموع. ولحسن الحظ، تمكنت من تسلق السياج ونجوت». وكان الاستاد يضم 42 ألف شخص وممتلئا بحسب السلطات. ونزل حوالى 3 آلاف منهم إلى أرض الملعب ليعبروا عن غضبهم. واعتذرت الحكومة الإندونيسية عن الحادث. وقال وزير الشباب زين الدين أمالي لتلفزيون كومباس «نحن آسفون لهذه الحادثة، إنها حادثة مؤسفة تؤذي كرة القدم لدينا بينما أصبح يمكن للجمهور حضور مباراة في ملعب بعد انقطاع طويل بسبب جائحة كوفيد-19». ويمثل عنف المشجعين مشكلة في إندونيسيا حيث تحولت المنافسات المستمرة منذ فترة طويلة إلى اشتباكات يسقط فيها قتلى. وقال رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جاني إنفانتينو في بيان أمس إن كارثة ملعب إندونيسيا «مأساة تفوق الخيال». ويوصي «فيفا» بعدم استخدام الغاز المسيل لضبط الحشود في الملاعب.
مشاركة :