أعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش أمس ارتفاع عدد قتلى الاحتجاجات في إيران إلى 133. وتشهد إيران حملة قمع ضد التظاهرات الجارية منذ أكثر من أسبوعين احتجاجا على مقتل الشابة مهسا أميني بعد توقيفها لدى شرطة الأخلاق، بحسب منظمة حقوق الإنسان في إيران، التي تتخذ من أوسلو مقرا. وتحدثت المنظمة في وقت سابق أمس عن سقوط 92 قتيلا ارتفاعا من 83 قتيلا في تحديث سابق. وقال مدير المنظمة محمود أميري مقدم إن «من واجب الأسرة الدولية التحقيق ومنع إيران من ارتكاب جرائم أخرى». وكانت منظمة العفو الدولية التي تتخذ من لندن مقرا قد أعلنت في وقت سابق أنها تثبتت من سقوط 53 قتيلا، بينما أفادت وسائل إعلام محلية بمقتل زهاء ستين شخصا على هامش الاحتجاجات، بينهم عناصر من الأمن. ومازالت الاحتجاجات الشعبية مستمرة، حيث شهدت عدة مدن إيرانية مسيرات ليلية استمرت حتى فجر أمس. فمن مدينة سقز بمنطقة كردستان الإيرانية، مسقط رأس مهسا أميني، التي قضت من التعذيب على يد شرطة «الأخلاق» الإيرانية، تظاهر مئات الإيرانيين ضد عمليات القمع واستخدام العنف الذي تمارسه قوات الأمن الإيراني. كما شهدت مدينة سنندج في محافظة كردستان إيران تظاهرات غاضبة طالب خلالها المحتجون بوقف عمليات الاعتقال والعنف ضد المتظاهرين. كما خرجت تظاهرات حاشدة في مدينة بندر عباس جنوب إيران ضد استمرار القوات الأمنية في قمع المتظاهرين. وردد المتظاهرون شعارات غاضبة ضد النظام في إيران وأجهزته الأمنية. وأعلنت صحيفة «كيهان» المحسوبة على التيار المحافظ المتشدد في إيران تعرض مقرها لهجوم من «مثيري شغب» يوم السبت، بعد انتقادها «مرتزقة» يشاركون في الاحتجاجات. في تطور آخر أفادت المنظمة غير الحكومية نقلا عن مصادر محلية بمقتل 41 شخصا على الأقل بأيدي قوات الأمن الإيرانية في اشتباكات وقعت الاسبوع الماضي في زاهدان في محافظة سيستان بلوشستان في جنوب غرب إيران. واتهمت منظمة حقوق الإنسان في إيران قوات الأمن بممارسة «قمع دامٍ» ضد المتظاهرين الذين خرجوا بعد صلاة الجمعة في زاهدان إثر اتهام قائد الشرطة في مدينة جابهار الساحلية باغتصاب فتاة من البلوش عمرها 15 عاما. وأعلن الإعلام الرسمي الإيراني من جانبه مقتل خمسة عناصر من الحرس الثوري في الاشتباكات في زاهدان، بعدما كانت وسائل الإعلام الإيرانية تحدثت سابقا عن مقتل زهاء عشرين شخصا بينهم أربعة من قوات الأمن في اشتباكات مع «إرهابيين» في زاهدان. كذلك خرجت تظاهرات كثيرة عبر العالم تضامنا مع الاحتجاجات الإيرانية. وشارك الآلاف من الأكراد والأتراك أمس في تظاهرات احتجاجية ضد عمليات القمع واستخدام العنف في إيران لفضّ التظاهرات بعد وفاة مهسا أميني. وشهدت الاحتجاجات في تركيا تمزيق جوازات سفر إيرانية وقصّ عدد من النسوة شعورهن احتجاجاً على تقييد الحريات. كما خرج المئات من الجالية الإيرانية وناشطون فرنسيون في شوارع العاصمة باريس أمس تضامناً مع التظاهرات في إيران ضد النظام، ورفع المتظاهرون لافتات وصورا تندد بمقتل مهسا أميني. وخرجت تظاهرات في لوس أنجلوس الأمريكية دعما للاحتجاجات في إيران. من ناحية أخرى، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في كلمة أمس، إن من وصفهم بالأعداء يهدفون إلى التخطيط «لمؤامرة جديدة من أجل منع البلاد من التقدم.. وكانوا يقصدون عزل البلاد لكنهم هزموا»، على حد تعبيره. من جانبه حذر رئيس البرلمان الإيراني أمس من أن الاحتجاجات قد تزعزع استقرار البلاد، وحث قوات الأمن على التعامل بقسوة مع من قال إنهم «ينتهكون الأمن». وقال محمد باقر قاليباف في جلسة برلمانية إنه خلافا للاحتجاجات الحالية، التي تهدف إلى الإطاحة بالحكومة، فإن المظاهرات السابقة التي شارك فيها معلمون وموظفون متقاعدون بسبب قلة رواتبهم كانت تهدف إلى القيام بإصلاحات، بحسب الموقع الإلكتروني للبرلمان. إلى جانب ذلك، تداولت وسائل التواصل الاجتماعي فيديو لضابطين إيرانيين يعلنان فيه دعمهما للاحتجاجات.
مشاركة :