الأخوة الإنسانية وزيارة بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر التاريخية

  • 10/4/2022
  • 00:00
  • 22
  • 0
  • 0
news-picture

فرحة عارمة غمرت أهل البحرين والخليج والعرب قاطبة مع خبر زيارة بابا الفاتيكان إلى البحرين بداية شهر نوفمبر القادم (2022)، فقد أعرب مدير دار الصحافة التابعة للفاتيكان (ماتيو بروني) في بيان له عن زيارة بابا الفاتيكان للبحرين لتعزيز العلاقات الإنسانية بمنطقة الشرق الأوسط، فكانت محطته القادمة مملكة التسامح والتعايش (البحرين). في العام 2014 استقبل البابا فرنسيس في الفاتيكان جلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة، ودار النقاش حول (السلام والاستقرار في الشرق الأوسط)، وفي فبراير 2019 قام بابا الفاتيكان بزيارة العاصمة الإمارتية (أبوظبي) حيث وقع مع شيخ الأزهر وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك؛ وذلك لتعزيز التعاون الكاثوليكي - الإسلامي للعمل من أجل السلام. والزيارة المعلن عنها للبحرين ستكون في الفترة 3-6 نوفمبر 2022، وهي الأيام التي تصادف اليوم الدولي للأخوة الإنسانية الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في الرابع مع نوفمبر من كل عام، وذلك ضمن مبادرة قدمتها كل من الإمارات والبحرين ومصر والسعودية، ابتداءً من العام الماضي 2021، فخلال الزيارة التاريخية للبحرين سيحضر بابا الفاتيكان فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب (ملتقى البحرين للحوار: حوار الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني) بالعاصمة المنامة، وسيزور فيها قداسة بابا الفاتيكان مدينة عوالي، حيث كاتدرائية سيدة شبه الجزيرة العربية التي تم تدشينها بالعام الماضي 2021. زيارة بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر للبحرين تأتي استجابة لدعوة كريمة من جلالة الملك المعظم من أجل تفعيل الحوار الإنساني وتعزيز صور التعايش السلمي والتآخي البشري، والتصدي للتطرف الفكري ضد الاخر المختلف، فهذه الزيارة التاريخية الأولى التي يقوم بها بابا الفاتيكان للبحرين تتويجا لجهود البحرين في تعزيز قيم التعايش والسلام والتسامح والحوار الحضاري، وهي دعوة كريمة من جلالة الملك المعظم للفاتيكان والأزهر الشريف كما جاء في بيان الديوان الملكي، وما قبول الدعوة والاستجابة لها إلا لدور البحرين الريادي في هذا المجال. فالزيارة التاريخية تأكيد على دور البحرين في حرية المعتقد والتعبد والحريات الدينية لأتباع الديانات والمذاهب والثقافات، ودورها على الصعيدين الإقليمي والدولي لتعزيز الأخوة الإنسانية، واسهاماتها في تعزيز قيم التسامح والتعايش والسلام، فهي زيارة استثنائية لبلد استثنائي بالمنطقة، ففي البحرين يمكننا مشاهد المسلمين بكل مذاهبهم وبجوارهم المسيحيين واليهود والهندوس والبهائية والبوذا والسيك وغيرهم، وأكثر من ذلك نشاهد دور العبادة لكل دين ومذهب. في وسط ضجيج الاحتراب والصراع والاصطفاف الديني والمذهبي في بعض الدول نشهد بعد أيام لقاء الأخوة الإنسانية التاريخي بين المسلمين والمسيحيين على أرض البحرين، نرى أتباع نبي الله محمد وأتباع نبي الله عيسى، وهم أبناء علات كما صحّ عن رسول الله في الحديث الذي يرويه مسلم (أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم، في الأولى والآخرة)، قالوا: كيف يا رسول الله؟ قال: (الأنبياء إخوة من علات، وأمهاتهم شتى، ودينهم واحد، فليس بيننا نبي)، فزيارة بابا الفاتيكان فرانسيس وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب للبحرين بعد آخر لقاء لهما في أبوظبي بالعام 2019 هو تأكيد على الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك. حضرة الحبر الأعظم فرنسيس هو أول بابا للفاتيكان يزور البحرين، لذا هذه الزيارة تكتسي أهمية كبرى لما تمثله من زيارة لنشر السلام، وملتقى أتباع الأديان على أرض البحرين، فقد احتضنت البحرين خلال السنوات الماضية الكثير من الفعاليات الدينية لتعزيز الحوار الإنساني وفتح آفاق السلام بين البشر، فقد تشرفت البحرين بزيارة علماء مسلمين، سنة وشيعة، وقساوسة مسيحيين، وحاخامات يهود، وكهنة هندوس، ولكن هذه الزيارة تختلف في كل شيء، فهي تشهد مشاركة بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر، وستكون في ذكرى يوم الأخوة الإنسانية، إنه حديث تاريخي من أجل السلام والتسامح والتعايش.

مشاركة :