استضافت ندوة “قراءات في أعمال المسرحي محمد العثيم” بمعرض الرياض الدولي للكتاب 2022، المخرجين سمعان العاني وفطيّس بقنة والناقد نايف البقمي، للحديث عن النتاج الأدبي الذي أثرى به الراحل الحياة الثقافية السعودية. الندوة التي أدارتها إشراق الروقي، بدأت بفيلم وثائقي من إعداد نادي الطائف الأدبي، الذي تولى سابقًا طباعة أحد مؤلفات العثيم التي تضم 20 قصة. واستعرضت الندوة سيرة الكاتب والشاعر والمسرحي محمد العثيم الذي درس الصحافة وعمل بها لأكثر من 3 عقود، وهو أيضًا المحاضر بقسم الإعلام بجامعة الملك سعود، والمبدع الذي خاض عوالم المسرح، وكتب خلال مسيرته أكثر من 45 نصًا مسرحياً منها: السنين العجاف، الحرب السفلى، وامرؤ القيس، حيث تعد الأخيرة أول عمل مسرحي للعثيم بسوق عكاظ. كما صدرت له كتب كثيرة منها: الطقس المسرحي، ورواية سبحة الكهرمان. وقال العاني: كان العثيم متلبسًا بالمسرح ومبدعاً فيه، وقد وّحدتني هذه الجزئية معه، فعلاقتي به علاقة كاتب ومخرج، حيث شاءت الظروف أن نلتقي في هذا الهم المسرحي. وتابع: كنت قد سمعت وقرأت عنه كثيرًا، ولكن اللقاء الأول بيننا جاء من دون ترتيب حيث كنت أسكن بأحد أحياء الرياض، وإذا به يسكن بذات الحي، لتلعب الصدفة دور البطولة في هذا اللقاء حين دعوته ليزور جمعية الثقافة والفنون ولجنة المسرح فيها. وأضاف: مع العثيم، أنتجت الجمعية 10 مسرحيات منها: السنين العجاف، وقبة رشيد، وأعمال أخرى، حيث تتميز لغته الحوارية بالشاعرية المسكونة بالدلالات المسرحية، وهو متمكن في استخدامه لعنصر الصراع، ورسم الشخصيات التي تتنامى على الاختلاف والتناقض مما يساعدها على الانطلاق والتأثير. وبين أن نص مسرحية “حلم الهمذاني” للعثيم، تم عرضها في مهرجان قرطاج بتونس عام 1992، وحظيت باتفاق لجان التحكيم حينها على قوة النص، والعرض وجرأة المحتوى والطرح. بدوره قال بقنة: العثيم من الكتاب المسرحيين، وبنفس الوقت أعدّه أحد أهم كُتّاب الشعر الشعبي، وتحديدًا النجدي منه، والشاعر حينما يستلهم أي حدث من الأحداث وخصوصاً الماضي من القصص الأسطورية والخيالية القديمة فهو مبدع بامتياز. واستكمل : لقد جمعني معه في العام 2005 عمل مسرحي، اكتشفت من خلاله قدرته على توظيف الرمزية بشكل مكثف، وحين طلبت منه عملًا وطنيًا يُمثَّل على المسرح ليعرض باليوم الوطني، قال لي: عندي لك مسرحية اسمها “النخلة”، وأثناء العمل عليها شجعني كثيرًا على استخدام التقنية في التصاميم والديكورات المتحركة بما يتوافق مع الصوت والحركة المسرحية، فيما يستأثر هو بخلق الرمزية في العمل. وأكد البقمي، أنه اكتشف من خلال كتاب العثيم الذي طبعه نادي الطائف الأدبي، وضم 25 نصًا مسرحيًا، أن نصوصه اعتمدت على استلهام التراث، والأسطورة لنسج خيوط العمل المسرحي، مثل أسطورة ديونيسوس عند الإغريق، وزيوس آمون عند المصريين القدماء، وعشتار عند البابليين، وكان مما يميز أعماله تناوله هذه الأساطير بأسلوبه الخاص الممزوج بالمؤثرات. The post كتاب الرياض” يستعرض سيرة الإبداع المسرحي للشاعر محمد العثيم   appeared first on صحيفة مكة الإلكترونية .