انطلقت أمس "قمة رأس الخيمة للطاقة"، برعاية وحضور صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم رأس الخيمة، بمشاركة نخبة من الخبراء في قطاع استدامة الطاقة من الإمارات والعالم. وقال صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي في كلمة الافتتاح، إن "قمة رأس الخيمة للطاقة" الأولى من نوعها، وهي منصة مهمة للحوار وتبادل الأفكار الطموحة حول مستقبل استدامة قطاع الطاقة والنهج العالمي للتعامل مع قضية التغير المناخي. وتشكل الاستدامة، والحفاظ على البيئة، والإسهام بإيجابية في قضية التغير المناخي ركائز أساسية في نهج رأس الخيمة لتحقيق التنمية الشاملة." وأضاف سموه: "رأس الخيمة شريك فاعل ومؤثر في تحقيق أهداف دولة الإمارات في هذا المجال، وتتمثل رؤيتنا من خلال استراتيجية رأس الخيمة لكفاءة الطاقة والطاقة المتجددة 2040 في دعم الجهود المحلية والعالمية الرامية إلى إيجاد حلول مبتكرة قائمة على التكنولوجيا للتعامل مع أبرز التحديات العالمية في هذا القطاع. الاستدامة، والحفاظ على البيئة، والإسهام بإيجابية في قضية التغير المناخي ركائز أساسية في نهج رأس الخيمة لتحقيق التنمية الشاملة." وقال وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية لقطاع الطاقة والبترول: المهندس شريف العلماء " إن الإمارات تُعد من الدول الرائدة في تطوير قطاع الطاقة المتجددة والنظيفة، والسبّاقة في ابتكار طرق وأساليب حديثة لتعزيز كفاءة قطاع الطاقة، وإيجاد حلول بديلة بما يدعم التنمية المستدامة. وأوضح أن الوزارة أطلقت الاستراتيجية الوطنية للطاقة 2050 في عام 2017، والتي تعتبر أول خطة موحدة للطاقة في الدولة توازن بين جانبي الإنتاج والاستهلاك وبين الالتزامات البيئية العالمية، وتستهدف تسريع تحول الطاقة وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الدولة بواقع 70%، ورفع مساهمة الطاقة النظيفة في إجمالي مزيج الطاقة المنتجة في الدولة إلى 50% بحلول العام 2050". وأشار ضمن الكلمة الافتتاحية لقمة رأس الخيمة للطاقة والتي ألقاها نيابة عن وزير الطاقة والبنية التحتية، سهيل بن محمد المزروعي وحملت عنوان:" الطريق إلى الدورة 28 من مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28"، إن الإمارات واحدة من الدول الملتزمة عالمياً في مجال مكافحة تغير المناخ، بل وتقود الجهود الدولية في مجال قطاعات الطاقة المتجددة والنظيفة التي تتواءم مع مبادئ اتفاقية باريس للتغير المناخي، وذلك بتبنيها التكنولوجيا المتقدمة والابتكارات التي تلعب دوراً رئيساً في نجاح الدول نحو التحول في الطاقة، بهدف المساهمة الفاعلة في تحقيق الحياد المناخي، وتعزيز مكانة الدولة كمصدر للهيدروجين، وترسيخ توجهات القيادة الرشيدة بتعزيز الحلول المستقبلية لتحديات المناخ العالمية. ولفت إلى أن دولة الإمارات أعلنت ممثلة بوزارة الطاقة والبنية التحتية، خريطة طريق تحقيق الريادة في مجال الهيدروجين ضمن الدورة السادسة والعشرين من مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP 26، في غلاسكو، وهي عبارة عن مخطط وطني شامل لدعم الصناعات المحلية منخفضة الكربون، وللمساهمة في تحقيق الحياد المناخي، وترسيخ الدولة كمصدر تنافسي للهيدروجين. وأكد أن الإمارات تمتلك الفرصة الحقيقية للسير في المسار الصحيح نحو انتقال شامل نحو الطاقة النظيفة والمتجددة، وإن وجود الطاقة والعمل المناخي على رأس أولويات العمل الوطني ضمن استراتيجية الخمسين عاماً المقبلة، إلى جانب استضافة الإمارات لـ COP 28، يعززان مساعي الدولة وجهودها في عملية التحول للطاقة النظيفة، وتطلعاتها لبناء قدراتها لتكون أحد المزودين الرئيسين لطاقات المستقبل بأنواعها كافة؛ المتجددة والنووية والهيدروكربونية، بالإضافة الى طاقة الهيدروجين بوصفها وقود المستقبل. وأوضح، أن دولة الإمارات اتخذت خطوات متقدمة لتقليل آثار التغير المناخي والحفاظ على البيئة، وتعزيز قدراتها المحلية والإقليمية والعالمية لمواجهة ظاهر التغير المناخي، وخفض الانبعاثات الكربونية، حيث أعلنت في أكتوبر من عام 2021 عن مبادرتها الاستراتيجية للحياد المناخي 2050، مما جعلها أول دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تطلق مثل هذه المبادرة، وأنه في إطار هذه الخطوة تعتزم الإمارات استثمار أكثر من 600 مليار درهم لتحقيق هذا الهدف خلال العقود المقبلة. وتابع، أن العمل المناخي في الإمارات يستند إلى ثلاثة محاور رئيسة تتمثل في التمويل والتكنولوجيا والبيئة، وأن استضافة الدولة COP 28 يمثل لحظة مهمة وفارقة في دبلوماسية المناخ الإماراتية، وذلك بتنظيم مؤتمر شامل واستثنائي يمكنه حشد التأثير الكامل للعمل المناخي الدولي، مشيراً إلى أن الدولة ترحب بوفود العالم بالدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP 28. وذكر " ستتيح قمة رأس الخيمة للطاقة المجال لتسليط الضوء على الدور الحاسم الذي سيلعبه التحول للاقتصاد الأخضر في الشرق الأوسط ودوره في تعزيز الاستجابة العالمية لتغير المناخ، من خلال الاعتماد على الطاقات النظيفة والمتجددة، والتكنولوجيات المتقدمة، والحلول المبتكرة والذكية الداعمة للعمل المناخي. ومن جهته قال مدير عام بلدية رأس الخيمة، منذر محمد بن شكر، "لدينا تصور واضح لمستقبل قطاع الطاقة في الإمارة، حيث نراها وجهة رائدة لموردي المنتجات والخدمات الفعالة المستهلكين الذين يتطلعون إلى الاستفادة من كفاءة الطاقة. ونتطلع لأن تكون الإمارة منصة تتيح للشباب الفرصة لتطوير وتنفيذ حلول مبتكرة ابتكارات، ومكاناً لزيادة الوعي المجتمعي بمسؤوليات الاستدامة. وأوضح، " لقد اتخذنا بعض الخطوات المهمة نحو ذلك في القمة بما في ذلك إطلاق خدمات الطاقة المنزلية، وإطلاق مبادرة تدقيق الطاقة الصناعية، وإطلاق نسخة الشركات الصغيرة والمتوسطة من مسابقة رأس الخيمة للطاقة المبتكرة، إلى جانب العديد من إعلانات البرامج الأخرى. نحن ممتنون لقيادتنا ورعاتنا وشركائنا وضيوفنا لإنجاح هذه القمة". ومن جهته أفاد الرئيس التنفيذي لشركة سيمنس للبنية التحتية الذكية الشرق الأوسط فرانكو أتاسي: "يسعدنا أن نكون جزءاً من هذا الحدث الذي يجمع قادة من القطاعي الحكومي والخاص لمناقشة كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة كمحرّك أساسي في تعزيز تنافسية واستدامة اقتصاد رأس الخيمة، مضيفاً أن شركة سيمنس ملتزمة بتطوير التكنولوجيا التي تربط بذكاء أنظمة الطاقة والمباني والصناعات وتحسن الطريقة التي نعيش بها ونعمل بها وتحمي كوكبنا." وأشار مدير عام، لوسيكو الشرق الأوسط، فينكات رامان "نلتزم في مجموعة لوسيكو بجعل الإضاءة تعمل بكفاءة عالية، وإلتزامها بالحياد الكربوني لتحقيق أهداف الاستدامة لعملائها والمجتمع كافة. اعتمدت مجموعة لوسيكو المذكرة الفنية الصادرة عن مؤسسة تشارترد لمهندسي خدمات البناء، وجمعية الضوء والإضاءة والتي توفر إطاراً للعمل على تقييم صناعة الإضاءات. ومع شرح واضح لـلاقتصاد الدائري يحدد TM66 كيف يمكن تبني المبادئ الدائرية من قبل المصممين والمصنعين مثل مجموعتنا". ومن أبرز الأحداث التي شهدها اليوم الأول تقديم وزارة الطاقة والبنية التحتية الإماراتية جائزة الإمارات في إدارة الطاقة ISO 50001 لعام 2022. حيث حصلت بلدية رأس الخيمة على المركز الأول، وحصلت شركتا أدنوك البرية وأدنوك البحرية على المركزين الثاني والثالث على التوالي. وتستند الجائزة إلى تقييم أجرته وزارة الطاقة والبنية التحتية في دولة الإمارات العربية المتحدة والمجلس الوزاري للطاقة النظيفة (CEM)، وتعترف بتنفيذ أفضل الممارسات في إدارة الطاقة. وفيما يخص موضوع "الإبداع والمساهمة في أهداف المستقبل لكفاءة الطاقة والطاقة المتجددة"، تتماشى القمة مع استراتيجية رأس الخيمة لكفاءة الطاقة والطاقة المتجددة 2040، وتدعم أيضًا مبادرة الحياد المناخي الاستراتيجية لدولة الإمارات العربية المتحدة بحلول عام 2050 واستعدادات الدولة للمشاركة في مؤتمر الأطراف (COP 27) الذي يقام في مصر الشهر المقبل، والنسخة 28 من المؤتمر ذاته (COP 28) الذي تستضيفه الإمارات العام المقبل. وتجدر الإشارة إلى أن استراتيجية رأس الخيمة لكفاءة الطاقة والطاقة المتجددة تهدف إلى توفير 30٪ في الكهرباء، و 20٪ توفيراً للمياه، و 20٪ من الطاقة المتجددة في مزيج التوليد بحلول عام 2040. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :