الترفيه والتعليم شعار الملتقى العائلي

  • 1/8/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تسمع زئير الأسد خلف شباك حديقة الحيوانات الكائنة في ملتقى زايد بن محمد العائلي في موسمه الثاني، فيلفتك شموخ بُنيته وإصراره على أن يتعالى صياحه، فتتمايل بخطاك لتتعرف أكثر عما تحويه هذه الحديقة، التي تستمر طوال أيام الملتقى حتى منتصف مارس/ آذار المقبل. تشمل الحديقة أنواعاً وفصائل حيوانية تتمتع بحس الغرابة، وتنفرد بتجميع أكبر قدر من المعلومات عن الحيوانات الموجودة، بغية تزويد الجمهور بجانب ثقافي، وتنمية محصولهم العلمي البيئي حول مناطق قدوم هذه الحيوانات والبيئات التي تحافظ على وجودها. ولأن مثل هذه الأمكنة تستحق تسليط الضوء عليها، تجولنا بين أنحاء حديقة الحيوان في موسم الملتقى لهذا العام، إضافة إلى ساحة الخيول العربية التي تُعتبر الإضافة النوعيّة والفارقة في الدورة الثامنة، وتحوي أنواعاً من الخيول والجمال، فضلاً عن البوني أو الفرس القزم، تلفت الأنظار وتتجاذب عيون الكبار والصغار على حد سواء، للركوب على صهوتها والتجول بها. بينما كانت تنتظر الزائرة هنا الشحي، أولادها للنزول من على الخيل في ساحة الخيول العربية، قالت: وجود الخيل العربي في مكان ترفيهي يجمع الأسرة الإماراتية، ينمي حس الاهتمام برياضة الخيول لدى الأطفال، خصوصاً أن الخيل يُعد جزءاً مهماً من مكونات الثقافة الإماراتية التراثية الأصيلة، إذ يمثل القوة، والشجاعة والبطولة، والفروسية، وهي رياضة عربية قديمة تتأثر بأفراد المجتمع في مجالسهم، وهذا ما يجعل ذكرها يزداد الدويّ به في أشعارهم. ونالت المساحة المخصصة والآمنة للخيول إعجاب بدور المرزوقي، زائرة، واعتبرت أن مكانها استراتيجي، حيث توجد عند بوابة الدخول للملتقى، ويراها الجمهور الزائر فور إيقاف سيارته، وهذا ما دفع أولادها للركض باتجاهها والإلحاح على تجربتها. تقول: وجود الحيوانات، سواء عن طريق حديقة الحيوان أو في هذه المساحة المخصصة للخيول، يحيي الملتقى ويزوده بأجواء مفعمة بالترفيه التثقيفي، إلى جانب لمسته التراثية، التي يسعى إلى ترسيخها عاماً تلو الآخر بكل ركن من أركانه، في المتحف، أو حتى في قسم الأسواق والقهوة الشعبية. ويبيّن عبد الله البلوشي، زائر، أن هناك معاني عدة يرسخها وجود الخيول، مشيراً إلى أنه لا يكتفي بترفيه أولاده وتلبية رغبتهم بركوبها، وإنما يعلمهم المعاني التي يجسدها وجودها، المتمثلة في الصبر والتحمل والقدرة على اتخاذ القرارات بشكل صائب وسليم، عبر الموازنة بين سرعة الفرس وقدرة الفارس على التحكم، وترسيخ مفهوم القيادة، علاوة على جُملة الصفات التي يتحلى بها الفارس الحقيقي من حلم وعفة وحياء وحكمة. يضيف: لا أغفل أيضاً تنبيه نفسي وأطفالي إلى أهمية رياضة ركوب الخيل وممارستها وفوائدها الجمة على البدن والصحة بشكل عام، فالعقل السليم في الجسم السليم، كما اعتدنا أن نسمع من أهالينا منذ أن كنا صغاراً، إضافة إلى توصيات السنة النبوية بتعليم أولادنا ركوب الخيل. ومن بين شباك وأزقة حديقة الحيوانات وأقفاص الأسود، والشيتا، والطاووس، والضبع، وبنات آوى، والذئب، والأنواع المتعددة للغزلان، واللاما، والماعز، والحمار، وحيوان الركون، تؤكد الزائرة إسراء عليان أن حديقة الحيوانات اختلفت عن العام المُنصرم، باحتوائها على أصناف جديدة، إلّا أن بعض الحيوانات لاحظت تكرار وجودها، مثل القرود التي تحب النظر إليها والتأمل في تعاملاتها مع بعضها وطريقة أكلها، وتضيف: أعتبر صغر مساحة الحديقة يضفي طابعاً يشد الزائر ويجمع له كل ما يود رؤيته في مكان واحد، وعلى مسافات متقاربة من بعضها، بعكس ما هو متعارف إليه في حدائق الحيوان الأخرى في الدولة. أحمد كتمتو، زائر، يقول إن حديقة حيوان الملتقى عند زيارته لها تترك انطباعاً في ذهنه من الصعب نسيانه، بعكس المناطق الترفيهية والحدائق التي اعتاد زيارتها داخل الدولة أو خارجها من قبل، لافتاً إلى أنه لأول مرة في حياته يلمس تجاوب الحيوانات مع باقي مكونات البيئة التي تحيط بها، كزئير الأسد، الذي لم يسبق وأن سمعه من قبل بهذا الوضوح، وهذا ربما يرجع إلى صغر حدود الرقعة المكانية وتردد الأصوات فيها بشكل ملحوظ. أما أكثر الحيوانات قُرباً لعبد الله خالد وعائلته فهي الشيتا والغزلان، منوهاً باستفادة أطفاله من حديقة الحيوانات بشكل كبير، بسبب ما تنتقيه من حيوانات وتستعرضها بشكل بارز للجمهور، إلى جانب ما يقوم به من دور في تعريف أولاده بخصائص هذه الحيوانات وسماتها حتى ترتبط الصورة بالمعلومة فتوثق بشكل أعمق في أذهانهم، وتساعدهم على تصور موادهم المدرسية العلمية الأحيائية التي تحكي عن الطبيعة وأصناف الحيوانات فيها. وتقول خديجة الملا، زائرة، إنها تسعى في كل عام إلى زيارة حديقة حيوانات الملتقى، وأكثر ما لفت أطفالها هذا العام منذ تلك اللحظة التي وطأت أقدامهم الحديقة البوني، وغيره من الحيوانات التي لطالما يروونها مُمثلة في شخصيات الرسوم الكرتونية، مثل: الأسود والفهود. وتضيف: تقسيم الحديقة إلى جانبين، قسم يحوي الحيوانات المفترسة وآخر للحيوانات غير المفترسة يسهل على الزائر التجول بينها، ومعاينة الحيوانات عن قرب، كما يعطي فرصة للتعامل معها وتعبير البعض عن حبه للحيوانات، حتى وإن كان من خلف الشباك، كاشفة أن بحيرة البط والوز هي الركن الأجمل بالنسبة إليها، كونها تجسد الطبيعة في مكان واحد، من خلال زرقة المياه، ووجود البجعة بنوعيها الأبيض والأسود، وإحاطة هذا كله بخضرة النباتات وفروعها الصغيرة. أهمية الملتقى أكد أحمد خلفان المنصوري، مدير الملتقى نائب رئيس اللجنة المنظمة، أن تجهيز ساحة الخيول العربية في دورة الملتقى لهذا العام، في المنطقة المتغايرة فعالياتها سنوياً، جاء بدافع تعليم النشء رياضة ركوب الخيل، وتوجيه اهتمامهم إلى هذه الرياضة، تماشياً مع تركيز الدولة على الخيل وارتباطه الوثيق بحياتنا كعرب، إذ يعتبر جزءاً لا يتجزأ من حياة الأجداد، مبيناً أن الملتقى يُعد ردهة ترفيهية بحتة للأسرة الإماراتية، ويخدم جميع أطياف العائلة، بعيداً عن ضجيج الأسواق، ويشهد سنوياً التجمع الأكبر سواء من قِبل المواطنين أو الجاليات الأخرى المُقيمة على أرض الدولة، بتوفيره جواً تراثياً ترفيهياً يلامس الفرد واهتماماته، ويعلمه المضي في طريق الإنجاز، أسوة بأجدادنا الأوائل وما تحملوه من عبء المعاناة مع البحر من أجل كسب لقمة العيش وتأمينها، إضافة إلى ما قامت به حكومة الدولة والقيادة الرشيدة في رحلة التغير، التي كست الدولة ازدهاراً في المجالات كافة. المناطق والفعاليات قال عامر أهلي، رئيس لجنة الدعم المؤسسي والمشرف على المناطق الترفيهية، إن سلسلة المناطق الترفيهية لهذا العام تشمل منطقة المتحف، والحديقة، وساحة الخيول، والألعاب، إلى جانب سوق الملتقى، الذي يحوي عدداً من المحال التجارية يقرب عددها من 160 محلاً تجارياً، والعديد من المطاعم ومشاريع الشباب والجمعيات الخيرية التي تحظى برعاية ودعم من إدارة الملتقى. وأشار أهلي إلى أن هذه الدورة هي ال8 للملتقى على التوالي، ويطل هذا العام بحزمة جديدة من الفعاليات التراثية والأنشطة الثقافية المتنوعة حتى تاريخ منتصف مارس المقبل، ومن هذه الأنشطة فرقة العيالة والفرق الشعبية وبيت الشعر، علاوة على ركن الأكلات الشعبية وكذلك الفعاليات الثقافية، مثل: فعاليات المسرح والأمسيات الإنشادية وإقامة المحاضرات الدينية وعقد الدورات التعليمية والتثقيفية لموظفي الحكومة وبعض مؤسسات الدولة.

مشاركة :