الخلع هو الحل

  • 1/8/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تزوجته رغم فارق العمر الكبير بينهما، ورغم علمها بزواجه من أخرى قبلها هرباً من لقب عانس، وباعتباره الفرصة الأخيرة لإنجاب الطفل الذي طالما حلمت به، تنازلت عن كل شيء حتى يتم الزواج وعاشت معه في شقة بسيطة في حي شعبي فقير لكنها اكتشفت أنه تزوج من 4 نساء قبلها وليس واحدة كما ادعى بخلاف زوجاته العرفيات.أهمل عمله وتفرغ لتعاطي المخدرات فازدادت عليه الديون وبعد أن عجز عن سداد إيجار الشقة طردهما صاحب المنزل فمنحهما والدها شقة، لكن الزوج لم يحفظ الجميل وأصبح دائم الاعتداء عليها بالضرب، ولما طلبت الطلاق ترك البيت وعاد بعد مدة مبدياً الندم وتعهد بحسن معاملتها فعادت إليه رغم اعتراض والدها الذي طردهما، فوافقت على الحياة معه في غرفة صغيرة أثاثها متهالك في منطقة نائية ذاقت فيها المر والقهر على مدى 28 يوماً حتى تحولت هي الأخرى إلى شخصية عنيفة، وأصبحت تضربه كما يضربها وأوشكت في إحدى المرات أن تقتله فأيقنت بعد 4 سنوات من الزواج أن استمرارها معه سيؤدي بها إما إلى الانتحار أو دخول السجن أو مستشفى الأمراض العقلية فتركت المنزل ولم تجد أمامها سوى إقامة دعوى للخلع. كل زوجة تحلم بأن تنجب الابنة لتتخذ منها صديقة وساعداً تتكئ عليه وقت الشدة، وكان ذلك حال سهير بعد زواجها من قريبها فلم يشأ الله أن تنجب الابنة التي تتمناها، فقد جاء مولودها الأول والثاني وكذلك الثالث ذكوراً وحذرها الأطباء من المخاطرة بالحمل للمرة الرابعة فهي تعاني مرضاً في القلب لا يتحمل حملها المتتابع، إلا أنها جازفت وحملت فرزقها الله بطفلتها منى فحمدت الله عليها وشكرته لكن زوجها كان يوبخها فالطفلة سمراء البشرة شعرها مجعد تبتعد عن كل مقاييس الجمال بمسافات كبيرة. كبرت منى من دون أن تنال حظاً وافراً من التعليم وبعدها تركت المدرسة لتساعد والدتها التي ثقلت عليها أعمال المنزل بعد أن بدأت أحوالها الصحية تتدهور، ووجدت منى ضالتها في ترك المدرسة فهي لم تكن تحبها ليس لكراهيتها مذاكرة دروسها وإنما لأنها كانت تشعر بأنها منبوذة بين زميلاتها ودائماً يصفونها بأنها قبيحة، ومن الصعب أن تجد شاباً يوافق على الزواج منها وكذلك كانت حالها مع جاراتها فهي لا تحب التعامل معهن لأنها كثيراً ما تسمع منهن حكاياتهن ومغامراتهن وملاحقة الشباب لهن وهي تفتقر إلى هذا الأمر، فكتبت على نفسها الانطواء وازدادت عزلتها بزواج كل أشقائها من فتيات أقل منها سناً فكانت لا تحب أن تتقابل معهن كثيراً فتلميحاتهن وهمساتهن بأنها عانس كانت تؤلمها علاوة على السؤال الدائم من أطفالهم والذي كان يضايقها كثيراً وتظن أن والدتهم وراءه وهو أين زوجها؟ وأين أطفالها؟ مضى بها قطار العمر حتى تعدت العمر الطبيعي للزواج من دون أن يطرق بابها عريس واحد يصلح أن تتخذه زوجاً لها. بلا مقدمات أو معرفة سابقة أخبرتها أمها والفرحة تزغرد في عينيها بأن هناك عريساً سوف يجيء في المساء ليطلب يدها وطلبت منها أن تستعد لاستقباله فكادت تطير من شدة السعادة وهي غير مصدقة أنها أخيراً سوف تتزوج وتكون لها أسرة، وعندما أقبل المساء ارتدت ثوباً جميلاً بألوان زاهية يظهر رشاقتها، ووقفت طويلاً أمام المرآة تتزين وتتجمل، فقد قررت أن توافق على العريس حتى قبل أن تراه فربما يكون هذا العريس هو آخر فرصة أمامها. وقف العريس لمصافحتها والابتسامة تملأ وجهه ونظرت إليه فوجدته وسيماً رغم عمره الذي تجاوز الخمسين وجذبتها ابتسامته العريضة والطيبة والرقة التي بدت ظاهرة عليه.. تركهما والداها معاً وتحادثا طويلاً وأخذ العريس يلاطفها ويلقي على سمعها بعض عبارات الغزل، وأكد لها أنها تتمتع بجمال الروح ويكفيه أنها كما يبدو عليها هادئة الطباع وأعرب لها عن أمنيته في سرعة إتمام الزواج وأخبرها بأنه تزوج من قبل لكنه فشل في زواجه الأول. دار رأسها وشعرت بأن كل مشاعرها وأوصالها قد تحركت، فهو يتحدث برقة وعذوبة وكلامه معسول وشعرت بأن الدنيا ابتسمت لها فلم يعاملها أحد بمثل هذه الرقة من قبل وأعلنت موافقتها وانطلقت الزغاريد وعلى الفور امتلأ المنزل الصغير بالأقارب والجيران للتهنئة، فدبت فيها الحياة وبدأت تحلم مثل كل الفتيات وشعرت بأن الفرصة التي تمنتها طويلاً قد جاءتها مؤخراً لتصبح عروساً وزوجة لها منزل مستقل وأطفال صغار يحققون لها حلم الأمومة الذي تعيشه مثل غيرها من الفتيات منذ أن كانت طفلة، وفي غضون شهور قليلة تم الزواج بهدوء وبلا أي عقبات تذكر في شقة بسيطة أعدها العريس في حي شعبي فقير، وعلى الرغم من ذلك، كانت في ليلة الزفاف تكاد تطير من شدة السعادة والآمال العريضة في مستقبل سعيد، وعاش الزوجان شهر عسل سعيد واستمتع معها العريس. بعد ستة شهور فقط من الزواج اكتشفت أن زوجها لم يتزوج امرأة واحدة كما ادعى لكنهن أربع بخلاف زوجاته العرفيات، فكسرتها المفاجأة لكنها لم تستطع فعل شيء سوى الصمت وكتمان غضبها بين ضلوعها، فمثلها ليس لها الحق في الاعتراض خاصة مع خوفها من حمل لقب مطلقة، وسرعان ما تبدلت حال زوجها وأهمل عمله وبسبب عدم التزامه طرده صاحب السيارة التي كان يعمل عليها فأصبح يقضي معظم النهار نائماً ويقضي الليل في تعاطي المخدرات فتراكمت عليه الديون.التحقت منى بالعمل في أحد المصانع وأصبحت هي رجل البيت، بينما اكتفى زوجها بالاستيلاء على كل ما معها من نقود، وبعد أن عجزا عن سداد إيجار الشقة طردهما صاحب المنزل، ورفقاً بحالها منحها والدها شقة في منزله، لكن زوجها لم يحفظ المعروف وسرعان ما تدرج من سبها بالكلام القبيح إلى قذفها بأي شيء في يده، ثم تطور الأمر إلى الصفع على الوجه وشجعه صبرها على التمادي، فكان العذاب والضرب في كل موضع في جسدها لأسباب كلها تافهة لا تستحق كل هذا العذاب، ورغم أنها لم تترك سبيلاً إلى قلبه إلا سلكته، وكانت تبذل من جانبها كل ما يجنبها الصدام معه حتى لو أنها لا تعرف ماذا يرضيه ولا ماذا يغضبه، ومع ذلك واصل مسيرته بجلب النكد إلى حياتهما بشتى الطرق حتى أصبح مصدر إزعاج وقلق دائم لها، وتحولت أحلامها التي انتظرتها طويلاً في حياة زوجية سعيدة إلى كوابيس مرعبة ومع تكرار وقائع الضرب وتعدد الإصابات والتشوهات ما بين فتح في الرأس وجرح غائر في الجبهة وكسر في الضلوع طفح بها الكيل وامتلأت نفسها بالمرارة وخابت آمالها في إصلاحه فطالبته بالطلاق لكنه رفض تطليقها وترك المنزل، إلا أنه عاد بعد مدة مبدياً ندمه على ما ارتكبه في حقها وتعهد بحسن معاملتها فعادت إليه رغم اعتراض والدها الذي أصر على أن يتركا المنزل، وانتقلت هذه المرة للعيش معه في غرفة صغيرة أثاثها متهالك في إحدى المناطق النائية، على مدى 28 يوماً ذاقت على يديه المر، ومع تفاقم المشكلات ومعاملته القاسية سكنت الكراهية قلبها تجاهه فبدأ يتهمها بالخيانة.. فاض بها الكيل وتحولت إلى شخصية عنيفة لدرجة أنها أصبحت تضربه كما يضربها ووصل بها الأمر في إحدى المرات إلى أنها كادت تقتله بالسكين لولا أنها تمالكت نفسها في آخر لحظة، وبعد أربع سنوات من الزواج أيقنت أن استمرارها معه سوف يقودها في النهاية إلى الانتحار أو دخول السجن أومستشفى الأمراض العقلية فتركت منزل الزوجية وتوجهت لمنزل أسرتها وطلبت منه الطلاق مرات عدة لكنه رفض فلم تجد أمامها وسيلة للخلاص من هذا الكابوس سوى اللجوء إلى محكمة الأسرة لإقامة دعوى لخلعه وهي تحمد الله على أنها لم تنجب منه.

مشاركة :