أقيمت بمعرض الرياض الدولي للكتاب 2022، ندوة بعنوان:"مقامات من الجزيرة العربية إلى شمال أفريقيا"، بحضور المطربةالتونسية الدكتورة درصاف الحمداني، وعازف الكمان الدكتور فوزي محمودي، وعازف العود الأستاذ محمد علي بن الشيخ، وأدارها طاهر العجرودي. وناقشت الندوة كيفية انتقال المقامات الموسيقية من الجزيرة العربية إلى إفريقيا، حيث يرى محمود أن الفتوحات الإسلامية كانت السبب الرئيسي لتمددها من تونس إلى شمال أفريقيا ثم إلى الأندلس، فيما جاء مقام البياتي على رأس القائمة التي ارتحلت مع العرب حسب الموسيقار الشيخ. وذكرت الحمداني أن هجرة رائد الموسيقى أبو الحسن علي بن نافع الموصلي الشهير بـ "زرياب" من بغداد إلى الأندلس ساهمت كذلك بارتحال الموسيقى والمقامات بأشكال مختلفة، في حين يؤكّد الدكتور فوزي أن الموسيقى الراحلة نجدها في أماكن كثيرة، غير أن التنقل يثري المضمون الثقافي، حيث تتأقلم الموسيقى مع المحيط أو البيئة الحاضنة لها. بدوره، يوضح عازف العود محمد الشيخ، أن الموسيقى بنت جغرافيتها، ولكن تحافظ على إيقاعها الخاص، ولطالما كان الاختلاف في التطبيق وليس في كتابة المقام. وبالعودة إلى الدكتورة درصاف، أشارت إلى أنه خلال دراستها كانت حريصة كل الحرص على تحدي النوتات الموسيقية لأنه في أحيان كثيرة تحد من إبداعها، مبينة أن أكبر مؤثر عليها كمطربةكانت كوكب الشرق السيدة أم كلثوم وكذلك السيدة أسمهان وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، ثم شدت بعدد من الأغاني والموشحات الأندلسية والعربية التراثية والتي كان لها صدى رائع وتفاعل كبير بين الجمهور.