قضت المحكمة الكبرى الجنائية الأولى برئاسة القاضي الشيخ حمد بن سلمان آل خليفة وعضوية القاضيين، ضياء هريدي وعصام الدين خليل وأمانة سر ناجي عبدالله، بالسجن المؤبد على ثلاثة متهمين زرعوا عبوة متفجرة بالدير بقصد استهداف رجال الشرطة وقتل أي منهم، لكن الملازم أول يوسف الكوهجي رئيس فصيلة قوات حفظ النظام لاحظ العبوة التي كانت مغلفة بقطعة قماش لإخفائها وأبلغ فريق المتفجرات وقاموا بتفجيرها في الموقع. وصرح المحامي العام أحمد الحمادي رئيس نيابة الجرائم الإرهابية بأن المحكمة قد أصدرت حكمًا أمس 07/01/2016 م بإدانة ومعاقبة ثلاثة في قضية الشروع في قتل رجال الشرطة والشروع في احداث تفجير وحيازة وصناعة مفرقعات تنفيذا لغرض إرهابي بالسجن المؤبد. وتعود تفاصيل الواقعة إلى ما ثبت بأوراق الدعوى بأن المتهمين الثلاثة وآخرين مجهولين اتفقوا فيما بينهم وبيتوا النية وعقدوا العزم على قتل من تصل إليه أيديهم من رجال الشرطة، ونفاذا لذلك، أعدوا عبوة متفجرة وزجاجات قابلة للاشتعال مولوتوف، وقاموا بالتجمهر والتعدي على رجال الشرطة بعبوات المولوتوف بهدف استدراجهم وملاحقتهم إلى حيث وضعوا القنبلة، بيد أن الملازم أول عيسى الكوهجي رئيس فصيلة قوات حفظ النظام الذي كان موجودا بالموقع، لاحظ وجود شيء ملفوفا في قطعة قماش بجانب سور في الطريق، فأبعد قواته من الموقع واتصل للإبلاغ عن اشتباهه في وجود عبوة متفجرة. وبالفعل حضر المختصون بفريق المتفجرات EOD وفريق التدخل السريع K9 التابعين للقوات الخاصة وقاموا بتفجير العبوة في مكانها، وقد أدى الانفجار إلى تضرر برادة بالقرب منها وبلغت الأضرار 190 دينارًا بحسب صاحب البرادة، وتبين من تقرير مختبر البحث الجنائي أن العينات المرفوعة من مكان الواقعة عبارة عن بقايا طفاية حريق تم تحويرها إلى عبوة متفجرة عن طريق حشوها بخليط من المواد المتفجرة بارود أسود وكانت العبوة موضوعة بكيس من القماش بجوار أحد الجدران. تم إجراء تحريات دلت على اشتراك المتهمين الأول والثالث بالواقعة ولدى ضبطه، اعترف المتهم الثالث بارتكابه الجريمة ومشاركته مع حوالي 40 إلى 50 متجمهرًا تلثموا وتعدوا على القوات بالمولوتوف لاستدراجهم لموقع القنبلة، وعند ضبط المتهم الثاني أقر باشتراكه والأول وقال في تحقيقات النيابة العامة إن المتهم الأول طلب منه إلقاء الولوتوف على الشرطة والفرار لاستدراجهم إلى مكان العبوة المتفجرة. أسندت النيابة العامة للمتهمين الثلاثة أنهم في 29 ديسمبر 2014، شرعوا وآخرون مجهولون في قتل أفراد قوات حفظ النظام الفصيل الذي يرأسه الملازم أول يوسف الكوهجي، عمدا مع سبق الإصرار والترصد وباستعمال مادة مفرقعة بأن عقدوا العزم وبيتوا النية على قتل من يصلون إليه من قوات الشرطة وأعدوا لذلك أدوات قاتلة وهي العبوة المتفجرة والزجاجات الحارقة سريعة الاشتعال المولوتوف وقاموا بدس العبوة بجوار أجد الجدران، وقاموا بالتعدي على رجال الشرطة بالمولوتوف والفرار منهم لاستدراجهم لملاحقتهم حيث مكان وضع العبوة المتفجرة ليفجروها فيهم، قاصدين ومتوقعين من ذلك إزهاق أرواحهم، وقد خاب أثر الجريمة لسبب لا دخل لهم فيه وهو تنبه الضابط المذكور لوجود العبوة فابتعد وقواته عنها والإبلاغ عنها، وكان ذلك تنفيذا لغرض إرهابي، وقد اقترنت تلك الجريمة بجريمتين أخريين هما أنهما بذات الزمان والمكان. أولاً: شرعوا وآخرون مجهولون في إحداث تفجير بقصد ترويع الآمنين وقد خاب اثر الجريمة لسبب لا دخل لإرادتهم فيه وهو تنبه الملازم أول لوجود العبوة، ثانيًا: حازوا وأحرزوا وآخرون مجهولون مفرقعات مكونات البارود الأسود البوتاسيوم والنترات والكبريتات والفحم بغير ترخيص من وزير الداخلية وكان ذلك تنفيذا لغرض إرهابي. واستندت النيابة العامة في التدليل على ثبوت التهم في حقهم إلى الأدلة القولية ومنها شهود الإثبات فضلا عن الأدلة الفنية، وأحالتهم جميعا ومنهم متهمان محبوسان إلى المحكمة الكبرى الجنائية الدائرة الأولى مع الأمر بالقبض على المتهم الهارب، وقد تداولت القضية بجلسات المحاكمة بحضور محامين المتهمين ومكنتهم من الدفاع وإبداء الدفوع القانونية ووفرت لهم جميع الضمانات القانونية، وقضت بعد ذلك بحكمها سالف البيان.
مشاركة :