العربية.نت: فيما يواصل الإيرانيون للأسبوع الثالث على التوالي تظاهراتهم المنددة بقمع السلطات، ولا سيما في جامعات العاصمة، أفاد ناشطون بانطلاق احتجاجات في طهران تطالب بإطلاق سراح الطلاب المعتقلين في البلاد. كما هتف طلاب جامعة فردوسي في مشهد شمال شرقي إيران أمس أثناء إضرابهم، قائلين: «هذا لم يعد احتجاجا.. بل بداية ثورة». وفي وقت سابق أمس بدأ طلاب طهران بالتعبير عن غضبهم عبر استخدام أبواق السيارات، بعد حملة الاعتقالات التي طالتهم، ولا سيما في جامعة شريف. إلى جانب ذلك نزل العديد من الشبان والشابات إلى شوارع المدينة، مرددين هتافات ضد السلطة، وصارخين «المرأة، حياة، حرية»، و«الموت للدكتاتور» في إشارة إلى خامنئي. كما أفادت منظمة حقوقية إيرانية بارتفاع عدد قتلى الاحتجاجات في البلاد إلى 154. يذكر أن مهسا أميني، التي تنحدر من مدينة سقز الكردية في شمال غربي إيران، كانت قد توفيت في 16 سبتمبر (2022) بعد ثلاثة أيام من اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق، ومن ثم نقلها إلى أحد المستشفيات في طهران. وقد أشعلت وفاتها منذ ذلك الحين نار الغضب في البلاد، حول عدة قضايا، من بينها القيود المفروضة على الحريات الشخصية والقواعد الصارمة المتعلقة بملابس المرأة، فضلا عن الأزمة المعيشية والاقتصادية التي يعاني منها الإيرانيون، والقواعد الصارمة التي يفرضها نظام الحكم وتركيبته السياسية بشكل عام. ولعبت النساء دورا بارزا في تلك الاحتجاجات، ولوحت محتجات بحجابهن وحرقنه. وشكلت التظاهرات التي عمت عشرات المدن خلال الأسابيع الماضية ولا تزال، شاملة مختلف الأعراق والطبقات، الاحتجاجات الأكبر منذ تلك التي خرجت اعتراضا على أسعار الوقود في 2019، وأفيد وقتها بمقتل 1500 شخص (بحسب رويترز) في حملات قمع ضد المتظاهرين. وقتل 92 شخصاً على الأقل في إيران منذ 16 سبتمبر حسبما أعلنت «منظمة حقوق الإنسان في إيران» (IHR) التي تتخذ من أوسلو مقراً، بينما أفادت السلطات بمقتل حوالي 60 شخصاً بما في ذلك 12 عنصراً في القوات الأمنية. وأوقف أكثر من ألف شخص. في غضون ذلك انتقدت إيران أمس «رياء» الرئيس الأمريكي جو بايدن غداة إعلان عقوبات أمريكية جديدة ضدّ طهران بسبب قمع الاحتجاجات. وقال بايدن في بيان الإثنين إنّ «الولايات المتحدة ستفرض هذا الأسبوع أكلافاً إضافية على مرتكبي أعمال العنف ضدّ المتظاهرين السلميين»، مضيفاً: «سنواصل محاسبة المسؤولين الإيرانيين ودعم حقوق الإيرانيين في التظاهر بحريّة». ولم يوضح بايدن ماهية الإجراءات التي سيجري اتخاذها ضد إيران، المستهدفة بالفعل بعقوبات اقتصادية أمريكية قاسية يتعلق جزء كبير منها ببرنامجها النووي المثير للجدل. وردّت طهران أمس الثلاثاء مندّدة بـ«رياء» الرئيس الأمريكي. وكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني: «كان أجدر بالسيد جو بايدن أن يفكر قليلاً بشأن سجل بلاده في مجال حقوق الإنسان قبل القيام بمبادرات إنسانية، على الرغم من أن الرياء لا يتطلّب تفكيراً»، وذلك في منشور على انستجرام أوردته وكالات محلية. واعتبر كنعاني أنّ على بايدن «أن يقلق من العقوبات المتعددة ضد الأمة الإيرانية، العقوبات التي يعدّ فرضها على أي أمة مثالاً واضحاً على جريمة ضد الإنسانية».
مشاركة :