طلاب إيرانيون محتجون يهتفون: هذه بداية ثورة

  • 10/5/2022
  • 01:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

العربية‭.‬نت‭: ‬فيما‭ ‬يواصل‭ ‬الإيرانيون‭ ‬للأسبوع‭ ‬الثالث‭ ‬على‭ ‬التوالي‭ ‬تظاهراتهم‭ ‬المنددة‭ ‬بقمع‭ ‬السلطات،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬جامعات‭ ‬العاصمة،‭ ‬أفاد‭ ‬ناشطون‭ ‬بانطلاق‭ ‬احتجاجات‭ ‬في‭ ‬طهران‭ ‬تطالب‭ ‬بإطلاق‭ ‬سراح‭ ‬الطلاب‭ ‬المعتقلين‭ ‬في‭ ‬البلاد‭.‬ كما‭ ‬هتف‭ ‬طلاب‭ ‬جامعة‭ ‬فردوسي‭ ‬في‭ ‬مشهد‭ ‬شمال‭ ‬شرقي‭ ‬إيران‭ ‬أمس‭ ‬أثناء‭ ‬إضرابهم،‭ ‬قائلين‭: ‬‮«‬هذا‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬احتجاجا‭.. ‬بل‭ ‬بداية‭ ‬ثورة‮»‬‭.‬ وفي‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬أمس‭ ‬بدأ‭ ‬طلاب‭ ‬طهران‭ ‬بالتعبير‭ ‬عن‭ ‬غضبهم‭ ‬عبر‭ ‬استخدام‭ ‬أبواق‭ ‬السيارات،‭ ‬بعد‭ ‬حملة‭ ‬الاعتقالات‭ ‬التي‭ ‬طالتهم،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬شريف‭.‬ إلى‭ ‬جانب‭ ‬ذلك‭ ‬نزل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشبان‭ ‬والشابات‭ ‬إلى‭ ‬شوارع‭ ‬المدينة،‭ ‬مرددين‭ ‬هتافات‭ ‬ضد‭ ‬السلطة،‭ ‬وصارخين‭ ‬‮«‬المرأة،‭ ‬حياة،‭ ‬حرية‮»‬،‭ ‬و«الموت‭ ‬للدكتاتور‮»‬‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬خامنئي‭. ‬كما‭ ‬أفادت‭ ‬منظمة‭ ‬حقوقية‭ ‬إيرانية‭ ‬بارتفاع‭ ‬عدد‭ ‬قتلى‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬إلى‭ ‬154‭.‬ يذكر‭ ‬أن‭ ‬مهسا‭ ‬أميني،‭ ‬التي‭ ‬تنحدر‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬سقز‭ ‬الكردية‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬غربي‭ ‬إيران،‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬توفيت‭ ‬في‭ ‬16‭ ‬سبتمبر‭ (‬2022‭) ‬بعد‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬اعتقالها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬شرطة‭ ‬الأخلاق،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬نقلها‭ ‬إلى‭ ‬أحد‭ ‬المستشفيات‭ ‬في‭ ‬طهران‭.‬ وقد‭ ‬أشعلت‭ ‬وفاتها‭ ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين‭ ‬نار‭ ‬الغضب‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬حول‭ ‬عدة‭ ‬قضايا،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬القيود‭ ‬المفروضة‭ ‬على‭ ‬الحريات‭ ‬الشخصية‭ ‬والقواعد‭ ‬الصارمة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بملابس‭ ‬المرأة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الأزمة‭ ‬المعيشية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬الإيرانيون،‭ ‬والقواعد‭ ‬الصارمة‭ ‬التي‭ ‬يفرضها‭ ‬نظام‭ ‬الحكم‭ ‬وتركيبته‭ ‬السياسية‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭. ‬ولعبت‭ ‬النساء‭ ‬دورا‭ ‬بارزا‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الاحتجاجات،‭ ‬ولوحت‭ ‬محتجات‭ ‬بحجابهن‭ ‬وحرقنه‭.‬ وشكلت‭ ‬التظاهرات‭ ‬التي‭ ‬عمت‭ ‬عشرات‭ ‬المدن‭ ‬خلال‭ ‬الأسابيع‭ ‬الماضية‭ ‬ولا‭ ‬تزال،‭ ‬شاملة‭ ‬مختلف‭ ‬الأعراق‭ ‬والطبقات،‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬الأكبر‭ ‬منذ‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬خرجت‭ ‬اعتراضا‭ ‬على‭ ‬أسعار‭ ‬الوقود‭ ‬في‭ ‬2019،‭ ‬وأفيد‭ ‬وقتها‭ ‬بمقتل‭ ‬1500‭ ‬شخص‭ (‬بحسب‭ ‬رويترز‭) ‬في‭ ‬حملات‭ ‬قمع‭ ‬ضد‭ ‬المتظاهرين‭.‬ وقتل‭ ‬92‭ ‬شخصاً‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬منذ‭ ‬16‭ ‬سبتمبر‭ ‬حسبما‭ ‬أعلنت‭ ‬‮«‬منظمة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬إيران‮»‬‭ (‬IHR‭) ‬التي‭ ‬تتخذ‭ ‬من‭ ‬أوسلو‭ ‬مقراً،‭ ‬بينما‭ ‬أفادت‭ ‬السلطات‭ ‬بمقتل‭ ‬حوالي‭ ‬60‭ ‬شخصاً‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬12‭ ‬عنصراً‭ ‬في‭ ‬القوات‭ ‬الأمنية‭. ‬وأوقف‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭. ‬ في‭ ‬غضون‭ ‬ذلك‭ ‬انتقدت‭ ‬إيران‭ ‬أمس‭ ‬‮«‬رياء‮»‬‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬غداة‭ ‬إعلان‭ ‬عقوبات‭ ‬أمريكية‭ ‬جديدة‭ ‬ضدّ‭ ‬طهران‭ ‬بسبب‭ ‬قمع‭ ‬الاحتجاجات‭.‬ وقال‭ ‬بايدن‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬الإثنين‭ ‬إنّ‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ستفرض‭ ‬هذا‭ ‬الأسبوع‭ ‬أكلافاً‭ ‬إضافية‭ ‬على‭ ‬مرتكبي‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭ ‬ضدّ‭ ‬المتظاهرين‭ ‬السلميين‮»‬،‭ ‬مضيفاً‭: ‬‮«‬سنواصل‭ ‬محاسبة‭ ‬المسؤولين‭ ‬الإيرانيين‭ ‬ودعم‭ ‬حقوق‭ ‬الإيرانيين‭ ‬في‭ ‬التظاهر‭ ‬بحريّة‮»‬‭.‬ ولم‭ ‬يوضح‭ ‬بايدن‭ ‬ماهية‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬سيجري‭ ‬اتخاذها‭ ‬ضد‭ ‬إيران،‭ ‬المستهدفة‭ ‬بالفعل‭ ‬بعقوبات‭ ‬اقتصادية‭ ‬أمريكية‭ ‬قاسية‭ ‬يتعلق‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬منها‭ ‬ببرنامجها‭ ‬النووي‭ ‬المثير‭ ‬للجدل‭. ‬ وردّت‭ ‬طهران‭ ‬أمس‭ ‬الثلاثاء‭ ‬مندّدة‭ ‬بـ«رياء‮»‬‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭. ‬ وكتب‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬ناصر‭ ‬كنعاني‭: ‬‮«‬كان‭ ‬أجدر‭ ‬بالسيد‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬أن‭ ‬يفكر‭ ‬قليلاً‭ ‬بشأن‭ ‬سجل‭ ‬بلاده‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬قبل‭ ‬القيام‭ ‬بمبادرات‭ ‬إنسانية،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الرياء‭ ‬لا‭ ‬يتطلّب‭ ‬تفكيراً‮»‬،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬منشور‭ ‬على‭ ‬انستجرام‭ ‬أوردته‭ ‬وكالات‭ ‬محلية‭. ‬ واعتبر‭ ‬كنعاني‭ ‬أنّ‭ ‬على‭ ‬بايدن‭ ‬‮«‬أن‭ ‬يقلق‭ ‬من‭ ‬العقوبات‭ ‬المتعددة‭ ‬ضد‭ ‬الأمة‭ ‬الإيرانية،‭ ‬العقوبات‭ ‬التي‭ ‬يعدّ‭ ‬فرضها‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬أمة‭ ‬مثالاً‭ ‬واضحاً‭ ‬على‭ ‬جريمة‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‮»‬‭.‬

مشاركة :