على الرغم من عقود من التقدم الطبي، فإن الأطفال الذين يصابون بسرطان العين، غالباً ما يفقدون الرؤية أو العين، بسبب نقص العلاجات المحددة والفهم الجزيئي الضعيف للسرطان. الباحثون في جامعتي جنوب غرب الولايات المتحدة وميامي، اكتشفوا أن الجزيء المعروف باسم «مستقبلات غاما المرتبطة بالإستروجين» أو (ESRRG)، يصبح مفرط النشاط، ويعزز بقاء الخلايا السرطانية في الشبكية. وأفاد الفريق في دراسة نشرت أمس (الثلاثاء)، في دورية «ساينس أدفانسيد»، بأن منع هذا الجزيء يقتل خلايا الورم الأرومي الشبكي. والورم الأرومي الشبكي، هو سرطان نادر يصيب الشبكية، وهي النسيج الموجود في الجزء الخلفي من العين الذي يستقبل الضوء ويحوله إلى إشارات للدماغ. وغالباً ما يُشخص عند الأطفال دون سن الثانية، وقد ارتبط بطفرات في جين (RB1). ومع ذلك، لا توجد حالياً علاجات محددة وموجهة، ويعتمد الأطباء على أدوية العلاج الكيميائي واسعة المفعول التي تحمل عديداً من الآثار الجانبية والسُّميات. وفي الدراسة الجديدة، حلل جيه ويليام هاربور، أستاذ طب العيون في جامعة جنوب غرب الولايات المتحدة وزملاؤه، الجينات والبروتينات في الخلايا السرطانية، من 103 مرضى بالورم الأرومي الشبكي، وهو ما يمثل أكبر تحليل تسلسل للورم الأرومي الشبكي أُبلغ عنه حتى الآن. وبينما احتوت 94 في المائة من الأورام على طفرات جين (RB1)، احتوى عديد منها أيضاً على جينات متغيرة أخرى. وعندما حلل العلماء هذه الطفرات الأخرى، اكتشفوا الدور الذي يلعبه الجزيء (ESRRG). وأظهر الفريق البحثي أن الجين (RB1) عادة ما يضغط على الجزيء في خلايا الشبكية الطبيعية، ومع ذلك، في خلايا الشبكية التي تحولت إلى ورم أرومي شبكي، ينشط هذا الجزيء ويساعد على إبقاء الخلايا حية ويساعد على تكاثرها، حتى مع انخفاض مستويات الأكسجين، وهي إشارة تقتل الخلايا السليمة عادة. ويقول هاربور، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة جنوب غرب الولايات المتحدة، بالتزامن مع نشر الدراسة: «وجدنا أنه عندما تفقد الخلايا الجين (RB1)، يُطلق الجزيء للسماح باستمرار نمو الورم على الرغم من ظروف انخفاض الأكسجين». وأشار الباحثون إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لإثبات أن الأدوية التي تستهدف هذا الجزيء، يمكن استخدامها في البشر لعلاج الورم الأرومي الشبكي؛ لكن النتائج الأولية مشجعة. ويوضح هاربور: «إن الورم الأرومي الشبكي هو أكثر أنواع سرطان العين شيوعاً لدى الأطفال، ومن المثير للغاية أن يكون لديك هدف دوائي محتمل في النهاية».
مشاركة :