سجلت أسواق المال في العالم تراجعا كبيرا أمس متأثرة بانخفاض بورصتي الصين اللتين أغلقتا بعد اقل من ربع ساعة على بدء الجلسات اثر انخفاض تجاوز 7%. ويثير هذا التوقف التلقائي الجديد الثاني في اقل من أسبوع لبورصتي شنغهاي وشينزين قلق المستثمرين من حجم تباطؤ الاقتصاد الصيني الذي يشكل رئة للنمو الاقتصادي العالمي. ويتم تفعيل آلية الوقف الآلي للتداول الجديدة لمدة 15 دقيقة إذا تراجعت الأسعار في المؤشر بأكثر من 5%، كما يتوقف التداول لليوم إذا تراجعت الأسعار بأكثر من 7%. وتم وقف التداول في بورصة شنغهاي للأوراق المالية في الصين الاثنين الماضي بعد تراجع المؤشر الرئيسي سي.إس.آي 300 بأكثر من 7% في إطار موجة التراجع التي ضربت البورصات الآسيوية في أول أيام تداول العام الجديد. أسواق أوروبا وفي أوروبا فتحت أسواق المال على انخفاض كبير اذ تراجعت بورصة باريس 2,50% وفرانكفورت وميلانو اكثر من 3% ولندن حوالي 2%. وتراجعت مؤشرات بورصات ستوكهولم (3,77 بالمئة) وأوسلو (4,09%) وهلسنكي (4,16%). كما انخفضت بورصة كوبنهاغن 2,49% رغم إعلان نتائج جيدة لقطاع الوظيفة في الدنمارك. أسهم آسيا وفي آسيا، أغلقت بورصة طوكيو على تراجع نسبته 2.33% وخسرت بورصة هونغ كونغ اكثر من 3% بينما تراجعت أسواق المال الخليجية بشكل حاد. وهبطت الأسهم اليابانية أمس لليوم الرابع على التوالي بعد أن تحرك البنك المركزي الصيني لإضعاف اليوان مما أدى إلى ارتفاع حاد للين الياباني وهز أعصاب المستثمرين المتوترة بالفعل جراء القلاقل السياسية في مختلف أنحاء العالم. وانخفض مؤشر نيكاي القياسي للأسهم اليابانية 2.33% إلى 17767.34 نقطة مسجلا أدنى مستوى إغلاق منذ الثاني من أكتوبر الماضي. وهبط الدولار بما يصل إلى 0.7% إلى 117.66 ينا وهو مستوى لم يشهده منذ أواخر أغسطس الماضي مما عصف بأسهم المصدرين وغيرها من أسهم الشركات الكبرى. وأغلق مؤشر توبكس الياباني الأوسع نطاقا على 1457.94 نقطة بانخفاض 2.1%، وهبط مؤشر جيه.بي.إكس-نيكي 400 بنسبة 2.2% إلى 13121.96 نقطة. وفي السويد خسرت مجموعة اريكسون لمعدات الاتصالات 4,40%، بينما بدا أن شركة ستات اويل النرويجية الحكومية النفطية تدفع ثمن تراجع أسعار النفط بانخفاض أسهمها 6,19%. وفي فنلندا تراجعت أسعار أسهم نوكيا التي تتمتع بوجود قوي في السوق الصينية 3,22 بالمئة. وقال المستثمر الأميركي الشهير جورج سوروس، إن الصين تعاني من مشكلة كبيرة في التصحيح. وأضاف يمكنني القول إنها أزمة. عندما انظر إلى أسواق المال أرى وضعا جديا يذكرني بالأزمة التي شهدناها في 2008. خفض اليوان وخفضت سلطات الصين السعر المرجعي لليوان مقابل الدولار بنسبة 0,51 % أي أدنى مستوى منذ مارس 2011. وهو أدنى مستوى أيضا منذ أغسطس الماضي حسب وكالة بلومبرغ، عندما قررت بكين خفضا مفاجئا بلغ 5% خلال أسبوع. وتسمح السلطات الصينية بتقلب سعر اليوان مقابل الدولار بهامش 2% للعملتين وفق معدل مرجعي يحدده المصرف المركزي الصيني. ويسجل الدولار ضعفا مقابل الين واليورو خصوصا بينما يسجل الفرنك السويسري الذي يعد ملاذا تقليديا، ارتفاعا. وقال المحللون في مجموعة اوريل بي جي سي انه في هذه الأجواء من التوتر المالي المتجدد في الصين، يرتفع سعر اليورو والين مقابل الدولار وهذا ما يحدث في أوضاع مماثلة لان المستثمرين يعيدون السيولة من المناطق التي تواجه صعوبات. وأضافوا أن خفض سعر اليوان يغذي خفض سعر النفط الذي يغذي بدوره تراجع الأسواق.
مشاركة :