قال الأمين العام السابق لحزب نداء تونس، محسن مرزوق: إنه سيعلن، الأحد المقبل، مع عدد من قيادات الحزب ونوابه المستقيلين انفصالهم النهائي عن الحزب، وتأسيس مشروع سياسي جديد، يدعو لإحياء عهد الرئيس المؤسس الحبيب بورقيبة. واختار، الثاني من مارس المقبل، ليعلن عن تفاصيل مشروعه السياسي الجديد، وهذا التاريخ، له رمزية كبيرة لدى شرائح واسعة من التونسيين، لأنه يذكرهم بتاريخ تأسيس الحبيب بورقيبة لحزب الدستور الجديد، عام 1934، بعد استقالته من الحزب الدستوري القديم، الذي كان يتزعمه الشيخ عبد العزيز الثعالبي، من جهته، أعلن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي تعديلاً وزارياً واسعاً. وهذا التعديل هو الأول منذ تولي الباجي قائد السبسي السلطة في نهاية 2014 كأول رئيس ينتخب ديموقراطياً بالاقتراع العام في تاريخ تونس. والتعديل يشمل وزارة الداخلية التي شهدت تعيينات جديدة بعد الهجوم الانتحاري في تونس في 24 نوفمبر في ليبيا الذي قتل فيه 12 من أفراد الحرس الرئاسي وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه. وأصبح التكنوقراطي الهادي مجدوب (46 عاماً) وزيراً للداخلية خلفاً لنجم الغرسلي، أما حقيبة الخارجية فقد عهد بها إلى خميس الجهيناوي، خلفاً للطيب البكوش، أما وزارة العدل التي كان يتولاها بالنيابة وزير الدفاع فرحات حرشاني في أعقاب إقالة محمد صلاح بن عيسى، فقد عهد بها إلى عمر منصور. وقال الخبير السياسي صلاح الدين جرشي لوكالة فرانس برس: إن هذا التعديل هو آخر ورقة للحبيب الصيد. إذا أخفق الفريق الجديد، فإن هذا سينهي عمله السياسي. إلى ذلك، قال الأمين العام السابق لحزب نداء تونس محسن مرزوق: إنه سيعلن، الأحد المقبل، مع عدد من قيادات الحزب ونوابه المستقيلين، انفصالهم النهائي عن الحزب، والانطلاق في تأسيس ما وصفه بمشروع سياسي جديد. وقال مرزوق في مؤتمر صحفي في العاصمة تونس: المشروع الوطني العصري يحتاج لتأسيس من جديد، ويوم 10 من الشهر الجاري، هناك اجتماع نعلن فيه رسمياً انفصالنا التام عن نداء تونس. وتابع: سنعلن عن مسار تنظيمي مستقل، مضيفاً: في 2 مارس المقبل سيعلن عن الحزب أو الجبهة السياسية الجديدة لأننا محتاجون لسياسة جديدة قائمة على الشباب والمرأة والديمقراطية، مشروع عصري ومفتوح وقائم على الحريات، ليس حزباً محنطاً. وأكد مرزوق أن عودته إلى نداء تونس باتت مستحيلة، مشيراً إلى أن الفشل في المفاوضات مع الطرف الآخر (جناح حافظ قايد السبسي نجل الرئيس) للوصول إلى حل يعود لطرح مقترحات كانت جاهزة من البداية، وذاتها التي قدموها قبل مبادرة التوافق. ووصف المؤتمر التأسيسي الذي سيعقده الحزب -الذي أسسه الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي- يومي السبت والأحد القادمين- بغير الديمقراطي والشكلي. وأضاف: المؤتمر قائم على طرف واحد وقائم على التعيينات وغير ديمقراطي ولن نحضره، وهو مؤتمر تفارقي يخدم صالح رئيس الهيئة المركزية حافظ قايد السبسي. وجاءت خطوة محسن مرزوق بعد فشل الجهود الوفاقية بين الشقين المتصارعين داخل حزب نداء تونس، وعدم اعترافه بنتائج اللجنة التي شكلها الرئيس الباجي قايد السبسي كرئيس شرف للحزب لأجل معالجة الخلافات. يذكر أن 32 نائباً من حزب حركة نداء تونس قدموا استقالتهم من كتلة نداء تونس في نوفمبر الماضي، قبل أن يعلقوها مؤقتاً، احتجاجاً على ما اعتبروه تهميش مشروع الحزب.
مشاركة :