ولقي 76 شخصا على الأقل حتفهم بحسب السلطات، وأكثر من مئة بحسب شبكات التلفزيون نقلا عن مسؤولين محليين، في واحدة من أعنف العواصف التي تضرب الولايات المتحدة. وسوى الإعصار من الفئة الرابعة أحياء بكاملها بالأرض على الساحل الغربي للولاية، وحرم ملايين الأشخاص من الكهرباء، فيما لا يزال مئات الالاف بانتظار عودة التيار الكهربائي الثلاثاء، قبل أن يواصل طريقه إلى كارولاينا الشمالية. وبالنسبة لبايدن، الذي زار الإثنين بورتوريكو لمعاينة أضرار إعصار آخر، فإن الزيارة إلى فلوريدا تحمل أبعادا سياسية لا مفر منها إذ تأخذه إلى معقل ديسانتيس وسلفه في البيت الأبيض دونالد ترامب. وقد ينتهي المطاف بالرئيس الديموقراطي الذي يقول إنه يريد الترشح لولاية ثانية رغم كونه أكبر الرؤساء سنا مع بلوغه 79 عاما، في معركة أمام ترامب في غضون سنتين أو أمام ديسانتيس الذي لم يعلن نيته الترشح، لكن مكانته تزداد في أوساط اليمين. وديسانتيس منتقد لاذع لبايدن وجعل لنفسه خطا سياسيا يمينيا قويا سعيا للتربع مكان ترامب كأكبر اسم في الحزب الجمهوري. ورد بايدن بالمثل فصور ديسانتيس جزءا مما يعتبره اليمين المتطرف بشكل متزايد. غير أن الإعصار أرسى هدنة بينهما، فتحدث الرجلان هاتفيا كما أقر ديسانتيس بسرعة تحرك الحكومة الفدرالية لتقديم المساعدة. والزيارة "تتقدم على السياسة" على ما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار. وأضافت "ستكون هناك مرات عدة والكثير من الوقت لمناقشة الاختلافات بين الرئيس والحاكم". إطلاع على حجم الكارثة والهدف الرئيسي لبايدن، بحسب جان بيار، هو التأكد مما إذا كان "أهالي فلوريدا لديهم كل ما يحتاجون إليه". ومن المقرر أن يتفقد بايدن المناطق التي اجتاحها الإعصار إيان في جنوب غرب فلوريدا على متن مروحية، قبل تلقيه إحاطة من رئيسة إدارة الطوارئ الفدرالية ديان كريسويل وديسانتيس ومسؤولين آخرين. وسيلتقي بايدن الذي ترافقه عقيلته جيل، أصحاب أنشطة تجارية صغيرة وناجين من العاصفة، قبل أن يلقي كلمة متلفزة في حيّ فيشرمانز وارف بمدينة فورت مايرز. وقالت جان بيار أن بايدن "سيؤكد التزامه تجاه أهالي فلوريدا ريثما يتعافون ويعيدون البناء". وخلال زيارته إلى بورتوريكو اطلع بايدن على جهود إصلاح الأضرار الناجمة عن الإعصار فيونا الذي اجتاح الجزيرة الشهر الماضي. وكرر بايدن مجددا رسالة الوحدة، وقال للجزيرة التي كثيرا ما تشكو إهمال الحكومة الفدرالية لها، إن "كل أميركا معكم". لكن الخلافات مع ديسانتيس عديدة وقد تطفو إلى السطح مجددا ما إن يستعيد أهالي فلوريدا حياتهم السابقة. عارض ديسانتيس بادين في العديد من سياساته لمكافحة كوفيد-19 خلال الجائحة واتهم الرئيس بتخطي سلطاته. كما يطرح نفسه في مقدمة المعارضة المحافظة للتساهل المتزايد مع قضايا المثليين، وهو ما يدافع عنه ترامب.
مشاركة :